• يحكى أن ذلك العصفور المكنى ب (ود أبرق) أتعبه الطيران سعياً للرزق، فارتاح فوق قرن ثور الحراثة برهة ما لبثت أن طالت حيث طاب له المقام.
كان الثور منهكاً تعباً فلم يهشه بل ما كاد يحس وجوده، فمكث (ود أبرق) حتى كاد أن يودعه النهار ثم غادر لبيته، وعند وصوله سألته عصفورته الرقيقة
أين كنت؟؟
قال: كنت أحرث الأرض، لتطلق (عشوشة) كما تسمى زغرودة جزلى، تتبعها بلقطة سيلفي) تنشرها على حساباتها كاتبة (كم أفخر بك…)، وينتشر الفخر الكاذب.
ومنذ ذلك الحين تعتقد العصافير أن الحقول كلها لها… وهكذا تفعل الميديا، تؤتي الحق من لا يستحق.
• روبرت أوبنهايمر صانع القنبلة الذرية، لم يحتمل وزر من قتل، ثمانين ألف نفس في وقت واحد، لم يشفع له التبرير أن قصده كان سلاحاً حاسماً للحرب العالمية الثانية، فندم حتى مات مكتئباً، ثم لحقت به ابنته انتحاراً.
لم يكن أوبنهايمر ليتخيل أن خمسة عقود من نهاية الحرب كافية لصناعة قنبلة أقوى تدميراً وأوسع أثراً إذا ما قورنت باكتشافه ذلك المميت.
• وقفت الدنيا على أمشاط أرجلها في الأسابيع الماضية ولا تزال، وهي تتابع تداعيات القبض على مشاهير التيك توك، تارة يتحدثون عن ألفاظ خادشة للحياء، وطوراً يتحدثون عن فجور وتجارة أعضاء وغسيل أموال بملايين الجنيهات.. تتعدد الأسباب والمحتوى واحد مشترك التفاهات.. والسؤال المسموح هنا لماذا ينال هؤلاء السواقط (العصافير) كل هذه الشعبية والشهرة الواسعة والثراء الفاحش؟ بينما (الثور) يحرث ويحرث ولا يجد الاحتفاء.
صعود عشاق التفاهات هو العنوان العريض لتلك المواقع، فالناجحون يلتزمون مواقعهم ويحترمون أنفسهم، التافهون والتافهات هم الآن من يغتنون من تلك المواقع أو قل كذلك يظنون، فما هم سوى
رقيق استرقه النظام العالمي الجديد.
و في هذا الإطار
أيها ( المشنكشون) والمشنكشات ألم يطفح الكيل بعد؟… أما آن لنا أن نحارب هذا الغثاء؟.. رقص وتعرٍّ وبغاء وسقوط وفجور وهشاشة محتوى.