رواية عطبرة للكاتب الحسن محمد سعيد (1-2): سؤال التنوع.. أجوبة المكان

68
عطبرة
Picture of عامر محمد أحمد حسين

عامر محمد أحمد حسين

توطئة

ألا ترى معي كيف تاخذ الكتابة السردية ,عند الروائي الحسن محمد سعيد صفة الاستشراف لماهو قادم دون أن تعلنه.وأن تقرأ للحسن محمد سعيد فأنت تقرأ المختلف عن السائد ،والمألوف, وتنظر إلى المتجاوز. يأتي هذا الصوت السردي العميق، من بعيد ينبه القاريء ،والكاتب ،كيفية الكتابة، وتجسير مسافة  تلاقي بين نص ومتلقي ،دون هرولة او بطء بهدوء ورزانة، ومعرفة. .إنها الواقعية المشتبكة في رهان لايخيب  مع النص المثقف، بزاوية نظر شاملة ،ومكتملة سردياً وفنياً ولغوياً. الحكاية داخل الحكاية- والأصوات المتعددة مع ثقافة مكانية، تنظر لما هو مختلف، بأعتباره إضافة ثقافية ومعنوية لمجتمع حضاري، يتطابق شعور افراده الخاص مع احاسيس الغريب الوافد ،وينكرون ذواتهم عند الملمات. لكتابات الحسن محمد سعيد،طابع خاص ونكهة معرفية وخطوات نص  تتميز بأنها ترسم ضمن السردية الواقعية ،دوائر حية تقود إلى دوائر نشطة , ومتيقظة، معلنة عن وعي مكاني، وثقافي وسياسي . والمكان الاجتماعي والثقافي، في أبعاده المرتبطة بسلطة المجتمع والسلطة السياسية لاينسى ابداً التنوير ،وأسئلة المجتمع, عن ماهو مأزوم ويساهم في تعميق الأزمة وطنية كانت أم مجتمعية ،وأستبداد تترسخ جذوره، مع طول بقاء الجرح المفتوح..وتنطلق كتابته من معرفة وبصيرة باصرة تنفذ نحو اعماق المجتمع.والروائي «الحسن»،يقدم لنا عصارة تجاربه مع تخييل سردي نواته واقع نعيشه ،وعوالم خفية نكتشفها من ورقة إلى أخرى وهنا تتجلى محاولات الانسان البسيط لملمة جراحاته خوف المستقبل والراهن ، وتبعثر اوارق عمره في محطات أحلامه المؤودة،وواقعه التعيس، مكتمل الصورة في البؤس، جراء عنت الانظمة المستبدة. يستند الراوي على ثقافة ،ومعرفة مكانية، وينفلت عن حصار الذاتية بوضع الذات في موضع الضمير والراوي العليم .قد يقول قائل: هل يرسم السارد صورة سيرية لغلاف الذات ؟ ولكن الأجابة  للكاتب غير ذلك كما أنها   ليست بالبعيدة عن ذلك بأعتبار ان كل ابداع خيال به من سيرة الكاتب لمحة او بصمة . وما تجده يعرفك بأن الرواية «عطبرة» كمتخيل سردي، وعالم فني يجب أن يكون خالياً من حضور الروائي ومرتكز على حضوره، يتجلى الابداع هكذا عندما يمتلك صاحبه ناصيته ويحاور مع القارئ اشرعة الخلود في سفينة تمر عليها اجيال وأجيال.

عطبرة.. سيرة.. ومدينة

تقع رواية عطبرة في «١١٨» من القطع الصغير وقياسات الحجم تقول برواية صغيرة وملحمة سردية بمقياس الخطاب،والتاريخ الاجتماعي والانساق الثقافية، ورموز الحكاية في استطالتها وتعددها صوتياً ،في رسم مشهد  مدينة عمالية الطابع، وبؤرة للتساكن، والتصالح، ومحبة الآخر.وارتباط كل ذلك ببنى التحديث في سودان مابعد الاستعمار ومابعد الكولونيالية، في مجتمعات العالم الثالث .وحضور التخلف التنموي وصراعات الدولة الوطنية، وهشاشة الجغرافية السياسية وانعكاساتها على الأوطان. ثمة تداخلات عديدة ومتداخلة بين ذاكرة المدينة ،وذاكرة السارد وصوت الغريب أو الغريبة.إذ أن المهاجرة، والنازحة الإثيوبية ،كمثال لقبول  هذا المجتمع الصغير ،وحيويته تجدها كنازحة وهاربة ولاجئة ،ترسم صورة سردية لإزدواجية النظرة الأخلاقية ،وفق قيم المجتمع الشرقي المتجذرة في البيئة السودانية .ومقدرة السارد في الوصول إلى موقفها وموقعها مقابل الاستبداد في وطنها وفي موطن جديد فرضت عليها الحياة أن تعيش على بيع الجسد والحفاظ على اخلاق فارسة. تمثل هذه النقطة في دوائر سرد الرواية نقطة مفصلية لتبيان مايتسبب فيه الاضطراب السياسي، والديكتاتورية. وإذا نظرنا إلى مظاهر التفسخ والانحلال حسب تقييم المجتمع والأفراد في مجتمع به تماسات بين مختلف الفئات ،وتداخل المدينة والريف، فإن وصف السارد المتخيل لمجتمعه بعد أوبته من هجرة ، يشير إلى بيئة اجتماعية منفتحة بعيدة عن الترف، وتعيش على فقه السترة– ومع ذلك تقف ضد الظلم شاهرة سيف الدفاع عن الحقوق، ومابين الحقيقة والخيال ،يتصل جوهر سؤال السارد في إطار شامل  لمآلات وطن وسيرة بسطاء جمعت بينهم الحياة ،ولم تفرقهم الفوارق الاجتماعية.ولحظة جوهرية في لجوء مطارد سياسي إلى لاجئة في بيئة لم يكتشفها من قبل…

سؤال التنوع

يقول دكتور شكرى عزيز الماضي في كتابه» أنماط الرواية العربية الجديدة « إن تشكيل الرواية الحديثة القائم على الربط بين الظواهر وتفسيرها فنياً واستناده إلى مبدأ العلية والنمو العضوي والتماسك ومبدا الإيهام .يعني أن العالم على درجة من الوضوح والفهم وأن ظواهره ( على الرغم من تباعدها وتنافرها وتفككها وارتباكها وفوضويتها) يمكن أن تخضع للفهم والربط والتفسير والتعليل أو يجب أن تخضع لذلك. كما يعني أن أسئلة الواقع وتحدياته وازماته المنوعة يمكن مجابهتها والاجابة عنها ، أو يجب أن يحدث ذلك بكلمة أخرى إن مهمة الفن الروائى هنا تكمن في إثارة الأسئلة والإجابة عن أسئلة أخرى «١ .وفي كتابه ( صدى الذاكرة– دراسة في جماليات المكان السردي) يقول محمد إسماعيل اللباني» لانتجاوز الحقيقة لوقلنا أن السرد ممارسة للتماسك أمام إنهيار العالم من حولنا إنه رغبة في الإمساك باللحظة الزمنية منعكسة على المكان إنه الممارسة التي نحفظ بها ذاكرتنا أمام انزياحات الزمن المتتابعة ، الانزياحات التي لاتتوقف في خارج الذات « عبر الذاكرة» لتحقيق درجة من التماسك امام متغيرات العالم من حولها ، تأتى عناصر السرد الأخرى ( الشخصيات – الحبكة- الصراع- الحدث – الوصف- اللغة – الحوار) كعناصر مكملة ومساعدة لتحقيق الهدف النهائي من الممارسة السردية وهى رصد مسارات الذاكرة لتحقيق التواصل الخارجي ، وهو التواصل الذي تندرج مستوياته بين الإمكانية والاستحالة إلا أن حالة الذهن تبقى هى الأقوى في قدرة الفرد على الممارسة السردية في التعامل مع الذاكرة–ويضيف اللٌباني»ففي مدونة السرد الزمني الأولى ،مدونة القرن العشرين بأمتياز مدونة البحث عن الزمن المفقود لمارسيل بروست،نجد أن الزمان الذي يخترق آلاف صفحاتها بعذوبة وبقسوة وصمود وبسيولة وبقوة وضعف ووهن وتحكم ماهو إلا ظهور مساعد ومعادل موضوعي للمستبد الاعظم: المكان.إن المكان الذي يشهد طفولة بروست، وتنفتح فيه ابتهاجاته الأولى هو الذي سيتحكم في الزمان ،سيتحكم في بروست الزماني ، ويظهره لنا في صراعه مع لحظات الزمن وكأن مدونته السردية العظيمة هي حوارية دائمة مع الزمن ومخاتلاته ،بينما هي في الواقع الفعلي في الواقع المتخفي ،في واقع الوعي المختبئ بين الإنسان والمكان.إن صراع بروست في الزمن المفقود ، ماهو إلا صراع وحوار وسعي لرصد جمود المكان وتحويله إلى سيولة ذهنية إنه بحث عن الخلاص المكاني من خلال فن سردي يرصد تحكم المكان في انفسنا ، ويعاين قدرته الهائلة على التحكم فينا ، وفي السيطرة على تلافيف عقولنا وشعورنا ، يتزاوج المكان مع الزمن ويظل ثابتاً قوياً متمكناً من وضعه ،ويأتي عليه الزمان ماراً مروراً خفيفاً متوارياً مذعوراً ،يتألف وعينا من تلك اللحظات التي تزاوج فيها المكان مع الزمان ، لكننا  نظل دائما  في حالة بحث عن هذا الزمن المفقود» ٢..

الفصل الأول

يذخر النص الروائى عند» الحسن محمد سعيد» بما يمكن تسميته بمفتاح وهو عند النقاد انتقال من المعنى إلى الإحالة،وتساهم مثل هذه النصوص في تثيقف القارئ بالاضافة للمتعة ،وهي حالة كتابة سردية لايتقنها إلا قلائل ويبدو في ساحة الكتابة السردية السودانية الراهن أسماء شابة تضيف لعصر السردية العربية في بدايات القرن العشرين أعمار جديدة إذ لايواكبون عصرهم بل يكتبون بالفطرة دون احتراف وهي ظاهرة تجدها في بلادنا العربية يعيد البعض حيوات سابقة ويقلدونها ،يجهلون ابجديات الكتابة ولايعرفون طرائق جديدة ويسعون للخلود أن تخضع للماضي وتعيده فأنت تعيش في غير زمانك..وينفلت نص الحسن محمد سعيد من هذه الكتابات، ويختط لنفسه طريقة مختلفة وهو يكتب بخبرة وحيوية ،وثقافة، ومعرفة بالسرد واللغة .

عتبات النص

الإسم العلم : عطبرة  .يشير إلى مكان محدد-مدينة عمالية أحتضنت السكة حديد ورفعت لواء التنوير والتحديث. أسست في ربوعها أول نقابة عمالية، مدونة للتاريخ السياسي والاجتماعي وواحة للنضال .مدينة وميناء وصورة ناصعة لسودان العلم، والتكافل والثورية الوطنية..المكان يمتاز بحيوية، وثقافة عالية، ووعي وطني، واستنارة.الزمن السردي كفيل بطي صفحة التخلف والاستبداد، والاستعداد للتضحية في كل الازمنة- استعمار- استبداد عسكري– قيادة الثورات الشعبية من أجل التغيير.

الإهداء: الى والدي- كانا نموذجاً للتسامح وقبول الآخرين على علاتهم برضى وطيب خاطر-عاشا حياتهم ببساطة هذه الأرض..

التسامح – قبول الآخر — الحياة الرضية والبساطة .كلها عناوين لعنوان المكان – الرواية..ومصطلح التنوع بقبول الآخر.

التنوع

يقول المفكر  والمؤرخ البريطاني الراحل» إريك هوبزباوم» في كتابه»  عصر الثورة ..أوروبا ١٧٨٩/١٨٤٨» في إعلان حقوق الإنسان والمواطنين الشهير الصادر العام١٧٩٨ وكانت هذه الوثيقة بمثابة بيان ضد التراتبية التي سادت تجمع النبلاء ذوي الامتيازات ، ولكنه لم يكن تحبيذاً لقيام مجتمع ديمقراطي تسوده المساواة إذ تعلن مادته الأولى  «يولد الناس ويعيشون أحراراً متساوين في ظل القانون « غير أنها تنص على وجود التمايزات الاجتماعية « إذا  كان ذلك في خدمة للنفع العام»  والملكية الخاصة حق طبيعي ،مقدس ،أصيل لايمكن إنتهاكه ، والناس متساوون أمام القانون ، والمهن مفتوحة لجميع المواهب على قدم المساواة» ٣.

في اللغة: تنوع – في الأحياء: حدوث فروق بين الأشخاص والجماعات والعروق بتأثير عوامل مختلفة.

«تنوع الشئ : صار أنواعاً.

تنوع الشئ: تحرك وتمايل.

في الأصطلاح: التنوع الثقافي يعكس  جزءاً  من التراث المشترك للإنسانية، والعديد من الدول والمنظمات، تناضل من خلال العمل للحفاظ على الثقافات الموجودة وتعزيزها ، والحوار بين الثقافات والتفاهم واحترام الآخر – يجب أن يكون لكل فرد هوية ثقافية ويتجلى المعنى في تنوع اللغة والفن والموسيقى والمعتقدات والبنية الاجتماعية..ويكبيديا «

المدينة-المكان

يرى دكتور الزواوي بغورة  « المؤكد تاريخياً ومعرفياً هو أن التنوير والثورة قد عرفا تحولات تاريخية أساسية .واصبح من المؤكد أن باريس ليست إلا عاصمة من بين عواصم التنوير والثورة. إن الثورة الفرنسية تميزت بل تفردت بخطابها الذي عبر عنه بيانها الخاص بحقوق الإنسان والمواطن وبتحويل السلطة المرئية الممثلة في الملك والعاهل إلى سلطة الأمة اللامرئية  التي تمنح الشرعية او ترفعها «٤.

المكان-عطبراوي

ينسب شخص الى مدينة محددة قد لاتتذكر سوى إسمها المنسوب وكم من مدن لها في التاريخ ،عام تأسيسها أو  غيره  إلا إن عطبرة تقرأ في لوحها النضال، والسكة الحديد، والثورة والعطبراوي كعلم تجده في الفن «حسن خليفة» ودعوة للغريب بالخروج من البلد..فباريس مدينة النور والقاهرة قاهرة المعز..الأبيض:عروس الرمال ..عطبرة مدينة الحديد والنار ، والنضال وقاهرة الاستبداد ، شهدت بداية النهضة في دخول القطار وبداية التواصل بين ارجاء الوطن الكبير .انعكس الحضور بتنوعه البشري ،في صورة السودان الحديث..المكان في رواية عطبرة وسرديتها ارتبط بالنضال ،والتنوير، والتحديث  وتنوع مصادر المعرفة، وتعدد الخطاب والألسن يمنح الفضاء المشترك للغة المحكي ،خاصية  حوار سردي منفتح على الذات والآخر، والعالم. ثمة في ظني عاملان لعبا دورا كبيرا في هذه الرواية .العامل الأول مدنية مدينة عطبرة في رسوخ حياة المدينة الميناء ،والاحتكاك بحضارات متنقلة تأتي وتذهب داخل سردية الحياة.العامل الثاني: قابلية المجتمع للإندماج وحيويته وثقافته المكانية وجذره التاريخي الحضاري الضارب في اعماق التاريخ والأرض. «بعد سنوات طويلة من الغربة جئت السودان والشوق يستبد بي ويستغرقني – الحنين كان يحملني إلى السودان قبل الطائرة،وقد رسم لي من بقايا ذكريات حملتها معي في غربتي وعشت عليها،فاخذت تتشكل في خيالات اصبحت واحدة في منامي وصحوي -عندما وطئت قدمي أرض المطار صافحتني الوجوه السمراء والسوداء المغبشة وحرارة الجو مع سموم يشعل الدوامات الهوائية اللافحة هنا وهناكهي حالة اعرفها جيدا ولم تفارق مخيلتي على الأطلاق،ولكني افتقدت فيمن جاء لأستقبال الطائرة تلك الابتسامة واريحية الترحاب -اناس تظهر عليهم مظاهر الوظيفة العامة والمسؤولية والجدية التي في غير مكانها في حين ان الموقف لايتحمل غير الابتسامة الودودة» رواية عطبرة ص ١٨-١٩»  هذا المشهد في حركة المسافر العائد من الغربة في تفاصيله الصغيرة يحكي عن متغيرات في المدينة، الوجوه هي نفسها التي تركها العائد قبل هجرته، ولكن الإختلاف يرتبط بسلطة سياسية لم يختبرها الراوي قبل هجرته « تذكرت في هذه اللحظات يوم مغادرتي في هجرتي الطويلة قبل سنوات كثيرة خلت كيف كان وداع المسئولين لنا ونحن في طريقنا إلى الطائرة حيث لم تمنعهم الوظيفة العامة ولا المسؤولية من ان يذوبوا مشاعر إنسانية لاتنال من هيبتهم ولاتمس مركزهم او تقلل من احترامهم وإنما على العكس من ذلك كله إذ اضفت عليهم جلالاً ووقاراً واحتراماً لهم وللمراكز التي يشغلونها-رواية عطبرة ص ١٩» 

الانسنة

يشتعل الخطاب في رواية» عطبرة «بأسئلة تتعدد بلا اجوبة حول الزمن السردي للحالة العامة للمدينة، في ظل ما اصابها في غياب الراوي، وحضورة بين الفراغ الاجتماعي الراهن وبهاء الصورة واكتمالها سابقاً ،زمانان مختلفان ،ولايلتقيان الإ في الذاكرة وصوت السارد «واصلت زحفي حتى وصلت إلى شباك ضابط الجوازات وقد بلغ مني التعب مبلغه-اخذ الضابط ينظر الي محدقاً كانه يتفحص مجرماً ثم ينظر إلى الصورة ثم يعيد الكرة مرات ومرات -اخذ جوازي وخرج تاركاً مكانه  دون ان ينادي على من يحل مكانه .غاب فترة وانا والناس من خلفي ننتظر فتعاظم ضيقنا ..وسمعت همهمات من طفحت روحه بغضب لم يعد قادرا على السيطرة..لابد انه يلعنني ويلعن الضابط واليوم الاغبرولكن انا ماذنبي-فترة كانها الدهر ونحن في الانتظار الممل ..وفيما انا في هذه الحالة من الخوف والتوتر ،تأخذني الظنون إلى اماكن بعيدة مجهولة ثم تعود بي وقد تقطعت انفاسي في لهاث راكض ،ظهر ضابط الجوازات في الطرف الآخر من الصالة وهو يحمل جوازي بيمناه ويخبط به في اعلى ركبته اليمنى كلما تحرك..وظل على هذا المنوال إلى ان وصل الينا ودخل كبينته وجذب الباب خلفه بطريقة احدثت دوياً تنبه على إثرها كل من كان غافلاً ..ولم ينظر اليٌ  أو يتحدث معي أو يسألني أي سؤال وإنما شرع في وضع خاتمه على صفحة يبدو أنه اختارها بعناية ثم سلمني جوازي-رواية عطبرة ص٢١–٢٢» ..هذه المحطة الأولى في مشوار العودة ،ونقطة الابتداء ،المدينة العاصمة -مربط الاستبداد في مشهدية تسلط السلطة ،والمفارقة في مشهد مغادرة الوطن وترحاب من سبق على اريكة المسؤولية، والعودة حيث صورة المستبد في الاستقبال، وبينهما شوق العائد..يرسم الروائي الحسن محمد سعيد،ملامح وطن تبدأ معاناته كلما زارته سلطة بليل بهيم ،واعلنت بيانها الأول المشؤوم..

 

شارك القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *