رواية دائرة الأبالسة: حكاية السارد العليم بمواطن طق الحنك (3-3)

215
دائرة
Picture of عامر محمد أحمد حسين

عامر محمد أحمد حسين

اوجه الفساد..

• للفساد وجوه كثيرة منها فساد الكتابة السردية .وعن الفساد في المجتمع  فإن نموذج» الابالسة» في المجتمع الكبير هو النموذج المثالي في متن الاخلاق وهامش الحياة بالنسبة للوعاظ الكتبة وسؤال اين الرواية هو ايضا سؤال اين النقد ولماذا الإصرار على إعادة إحياء النموذج القديم ماقبل الرواية الحديثة .تلك مرحلة انتهت واصبحت تاريخاً وبالتالي اي محاولة لإعادتها هي سباحة عكس التيار وتاخير لقطار السرد الروائي السوداني  ..في كتابه « .ابوالعلاء المعري او متاهات القول « يقول الكاتب والمفكر المغربي عبدالفتاح كيليطو « قبل ان تشتهر بلدة المعرة بانجابها لأبي العلاء ، كانت معروفة بجودة فستقها هذا ما اثبته الرحالة الذين زاروها ، لكن المعري يؤكد العكس ، فلقد بعث يوماً بشيء من الفستق إلى احد معارفه وارفق هديته برسالة جاء فيها : ولو اهديت إليه الافق بثرياه والربيع الزاهر برياه لكان عندي إني قد قصرت وفي هذه البلد فستق رديء يسمى غيط الجيران ومعنى هذا الكلام انه إذا كسر ظن جيران السوء انه ملآن فحسدوا عليه وهم لايعلمون انه فارغ – ص ١٣» مقام الهدية للقاري من مقام ماتقدمه له فإذا السرد / الخطاب / الفستق في مجمله تحيطه الرداءة فإن النص / الفستق / غيظ الجيران / الفارغ ، تمثل بالضرورة النتيجة النهائية للنص ولن يكتب له الخلود الذي يبحث الكاتب عنه ، اي كاتب لايبحث عن القراءة بعد الممات عليه باعتزال الكتابة .واعتزال الكتابة مهمة صعبة وعصية للبعض ولكنها الاسلم والاصوب والاجدى في تثبيت الكتابة السردية الحقيقية. 

طلاء وتغييب.

ثمة ماهو جديد في المجتمع الكبير باعتبار النص المثقف هو النص المتجاوز وليس سؤال المحلية هي مفتاح العالمية بالسؤال ولكن السؤال عن خطاب المسرود وكيفية السارد في التعامل مع الرواية والتعامل هنا هو المعرفة بالسرد وعلمه وثقافة ولغة الكاتب بما جال بخاطره ولم يطرده وسارع بتدوينه مازجا بين الخاطرة والحكاية والقصة ومكسرا لكل قوالب السرد حتى لكأنه في صراع طويل مع الرواية ويحاول ان يكسرها ويخرجها من السمات العامة الى باهت ومبهوت وبهتان وكل ماهو باهت ممحو وكل ماهو مبهوت: اختلاق وكل ماهو بهتان : غياب حاسة اجتماعية وبالتالي غياب الحاضر والماضي والمستقبل. رواية دائرة الابالسة المسرودة براويها العليم لها نظائر شاعت وفشت في ساحة الكتابة ولم يعد التفريق يحتم سوى استحضار روايات صراعات احادية على سطح المكتب داخل شركة او مصنع لتعلن الحرب على الفساد والاستبداد والمحسوبية بنماذج مصنوعة بتكلف ولغة بلاستيكية لاروح فيها رغم اجتهاد الاخ» م الخير حامد «واستدعاء كل حكاية سمعها او مثل حال «ماركيز « في اول درس تعلمه من الكبير» بابلو نيرودا» ذهب جبرائيل غارسيا إلى نيرودا ، حاملاً نصا.ً قصصياً من فرن الكتابة .قرأ نيرودا ، النص وقال لجبرائيل : هذا النص يشبه كتابات « بورخيس» اندهش ماركيز وسأل : هل كتب نصاً مثله .وكانت اجابة نيرودا: لو سمع الحكاية كما سمعتها انت من جدتك ، لكتب مثل ماكتبت..والسؤال من يعقل جواب نيرودا ويتعلم مثل الفخيم ماركيز.

 

شارك القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *