
د. ناجي الجندي
كاتب صحفي
• مهر أبناء مدينة الحصاحيصا مذكرة عالية الصوت غليظة الحركة والتحرك، تناشد السلطات الولائية والمحلية الاضطلاع بمسؤولياتها الأمنية خاصةً.
الجدير بالذكر أن الحصاحيصا باتت مدينة أشباح لا تهدأ فيها رائحة الجريمة من التغلغل في مجتمع لم يعرف مثل هذا الانفلات الأمني من قبل، رغم وجود جيوش وحشود من العساكر بمختلف مسمياتهم، حتى أن مذكرة أبناء المنطقة وصفت المدينة بالمعسكر، وذلك لكثرة المظاهر العسكرية، وهذا نفسه دليل فشل لا دليل أمن، ولا أدل على ذلك من الجرائم التي أصبحت حالة معتادة، بل إن البعض أكد أن الشاذ هو أن نصبح الصبح ولا نسمع بخبر قتل أو نهب أو إرهاب.. إلى مضابط المذكرة:
السيد/ والي ولاية الجزيرة
السيد/ قائد المنطقة العسكرية ولاية الجزيرة
السيد/ مدير جهاز الأمن والمخابرات ولاية الجزيرة
السيد/ مدير شرطة ولاية الجزيرة
السيد/ المدير التنفيذي لمحلية الحصاحيصا
الموضوع: الوجود المسلح والتفلتات الأمنية بمدينة الحصاحيصا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد..
نحن سكان مدينة الحصاحيصا وكياناتها المدنية، تمكنا بفضل الله وتعاون الأبناء والمغتربين من علاج وحل مشاكل الكهرباء والمياه والخدمات بالمجهودات الذاتية والتكاتف، ولكن المهدد الأمني يحتاج منكم التدخل العاجل، حيث نتعرض ونواجه خطر الموت والإصابة والسلب والتعدي على البيوت والسطو المسلح يوميًا من جانب عصابات مسلحة ومتفلتين، ومنذ أيام قليلة تم ضرب ونهب مواطن من أبناء حي الجملونات بالحصاحيصا وتوفي الى رحمة الله جراء الإصابات البليغة، وهي ليست الحادثة الأولى، مدينة الحصاحيصا تعرضت لأبشع الجرائم من قتل وتعذيب وخطف للمدنيين، وحرق للمقار الحكومية والأسواق، ونهب العربات والبيوت والعيادات والصيدليات أثناء احتلال مليشيا الجنجويد الإرهابية للمدينة بقيادة المجرم قجة، وما زال عدد من أبناء المدينة مختطفاً ولا نعلم حتى اليوم ما حدث لهم، المدينة تعرضت لانتهاكات عظيمة، وزاد منها وجود عددٍ كبيرٍ من أبناء المدينة بالأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة، مما جعلها مدينة عسكرية بالدرجة الأولى، ولكن رغم ذلك يتكاثر الانفلات الأمني، وهي من أوائل المدن التي دعت للاستنفار والمقاومة الشعبية بعد الحرب، مع كل هذه التضحيات للأسف غياب وتجاهل تام للجنة الأمنية، أو الخلية الأمنية بالحصاحيصا، مع وجود تقصير في ضعف عدد أفراد قوات الشرطة ونقص العربات والمعدات، حالة السيولة الأمنية وتفشي الجريمة في وضح النهار ستؤدي لقيام أبناء المدينة مضطرين إلى حمل السلاح والدفاع عن عرضهم وأرواحهم وممتلكاتهم، وسيقوم المغتربون والمقتدرون من أبناء المدينة بالنفير وجمع التبرعات لشراء السلاح، وفي خطوة لاحقة دعوة أبناء المدينة من الضباط والعساكر والمستنفرين للعودة من ميادين وساحات المعارك للحضور للمدينة للدفاع عن أهلهم وعوائلهم. عليه نرجو من سيادتكم إصدار قرارات تقضي بالتالي:
1ـ حل اللجنة الأمنية وتكوين لجنة أمنية قادرة على القيام بواجباتها وحماية أرواح وممتلكات المواطنين.
2ـ تكوين حملة أمنية عسكرية ومداهمة أوكار ومعاقل الجريمة وترحيل الأجانب.
3ـ إزالة العشوائيات والقضاء عليها مع وجود قرار صادر منذ ثلاثة أشهر لم ينفذ.
4ـ تكوين لجنة من أبناء ورموز مجتمع الحصاحيصا للنصح والإرشاد وتوضيح مشاكل وقضايا المدينة وهم أعلم بها.
5ـ مراجعة وتوضيح وجود قوات عسكرية لا تنتمي للجيش أو الشرطة أو الأمن.
6ـ زيادة القوة الشرطية من ناحية العدة والعتاد، وتوجيهها للاطلاع بدورها المفقود في حماية المواطنين والأسواق بدلًا من انتشار القوات الأخرى.
نحن لا نقبل أي تراخٍ في الأمر، لا نطلب سوى الأمن والأمان، وللعلم عدد كبير من العائلات النازحة ترغب بالعودة ولكن لأسباب عدم الأمن والأستقرار، وتفشي الجريمة، يتخوفون من العودة لبيوتهم المنهوبة وإعادة صيانتها والاستقرار بها، ونحمّل الجهات المنوط بها عمل اللازم كامل المسؤولية عن أي حوادث أو أضرار تقع نتيجة الانفلات الأمني جراء دفاع المواطن عن نفسه وحقه لاحقًا، فالطبيعة لا تحتمل الفراغ. نسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن يحفظ السودان.
مواطنو مدينة الحصاحيصا
شارك المقال