رائدات سودانيات .. أدوار عظيمة للمرأة في تاريخ السودان

114
حواء الاستقلال
Picture of رصد - نعمات مصطفى عبد الرحمن

رصد - نعمات مصطفى عبد الرحمن

للمرأة السودانية أدوار عظيمة في تاريخ هذه البلاد قديمه وحديثه، حيث حكمت المرأة في عصور الممالك النوبية، قبل المسيحية والإسلام، واشتهرت منهن نساء محاربات جسورات، وسياسيات، ورائدات في تلك العصور.

أما في العصر  الحديث، فقد دخلت المرأة الحياة الاجتماعية والسياسية منذ وقت مبكر، وعملت في شتى الوظائف، وشغلت المناصب المختلفة، فنجدها طبيبة ومعلمة  وسفيرة ووزيرة.  ساعد على ذلك أن المجتمع السوداني منفتح باتجاه قضايا المرأة وحقوقها في تقاليده وقيمه العامة.

نساء حكمن السودان

للباحث وخبير الآثار صلاح عمر الصادق، كتاب ضمن سلسلة الآثار السودانية، بعنوان «نساء حكمن السودان قديماً: نساء وملكات مملكة مروي 900 ق.م ـ 350م»، تناول دور نساء مملكة مروي في بناء الدولة المروية، وإرث المرأة السودانية ومساهمتها في التطور الحضاري منذ فجر التاريخ. 

وفي ما يلي نبذة عن نساء برزن في التاريخ السوداني قديماً وحديثاً، علماً بأنهنّ نماذج من العدد الكبير من النساء السودانيات الرائدات في العديد من المجالات. 

الملكة‭ ‬أماني‭ ‬شاخيتو‭ .. ‬مجوهراتها‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬برلين

ملكة نوبية محاربة، يعتقد أنها حكمت مملكة كوش منذ العام 10 قبل الميلاد إلى العام الأول الميلادي.

عثر على اسمها في مخطوطة بمروي سُميت فيها  الملكة والحاكم معاً.

 وجرى التعرف عليها من العديد من الآثار والمعابد، ولها مسلة خاصة عثر عليها في معبد أمون بمنطقة النقعة.

 غير أن أبرز ما عرفت به هو كنز مجوهراتها، التي عثر عليها المستكشف الإيطالي فريليني عام 1834م ويعرض حالياً في متحف برلين.

الملكة شنكر خيتو.. أول  امرأة تصل إلى عرش مروي

  أول امرأة تصل إلى عرش مروي في 165 إلى 145 قبل الميلاد، وقد شيد لها معبد بالنقعة يقع شرق معبد آمون على سطح الجبل، وعليه وجد اسمها باللغة المروية داخل خرطوش تصحبه نقوش باللغة الهيروغلوفية، ويعد من أقدم المعابد في النقعة، كما وجد مشهد لها على نقش بارز جنائزي من الحجر الرملي داخل هرمها بالمقبرة الملكية الشمالية بمروي. وتميزت اللوحات التي جسّدت شخصيتها بالمهارة والدقة، وقد عثر على أثر لها وهي ترتدي تاجاً يمثل العقرب رمز الالهة ايزيس. وقد جلست على العرش الذي اتخذ شكل أسد وهي تحمل لواءً بيمينها وغصن النخيل بيسارها، ومن خلفها جلس ولي العرش أمام الالهة ايزيس بيديها المجنحتين كرمز لتوفير الحماية للأميرة.

الملكة أماني ريناس .. قادت الجيش لمحاربة الرومان

تعرف الملكة أماني أيضاً بأمانجي، وبالكنداكة، وهو اللقب الذي تشتهر به في السودان، وقد دفنت بجبل البركل في الشمال. وقد حكمت مملكة كوش من سنة 40 إلى سنة 10 قبل الميلاد، وهي زوجة الملك النوبي ترتيقاس، وأنجبت منه الأمير النوبي اكينيداد، وظلت زوجة لا تحكم حتى توفي زوجها وبعدها حكمت النوبة. 

وقادت في عهدها الجيش بنفسها لتقاتل الرومان على حدود السودان الشمالية، حيث طردت الحامية التابعة لهم هناك وخرجت بأسرى، كما فازت بتماثيل نادرة، لكن الحرب عادت مجدداً وانتهت في النهاية باتفاق سلام في سنة 20 قبل الميلاد بين الرومان والملكة أمانجي.

مهيرة بنت عبود .. ودور النساء في الحرب 

كانت النساء تشارك في الحروب، حيث تتقدم أجمل بنات القبيلة وهنّ في كامل زينتهنّ ويجلسن على هودج ويُحملن على جمل، وتنشد الفتيات الأشعار الحماسية، بل يبارز بعضهن الأعداء ويمتطين صهوات الخيل.

وهناك روايات  أن الكتّاب والمؤرخين خلطوا بين مهيرة بنت عبود السوارابية، والأميرة صفية بنت صبير الحنكابية، وهي ابنة الملك صبير ملك الشايقية الحنكاب، وقد لاحظ ذلك الدكتور عبد الله الشيخ سيد أحمد  في كتابه «مهيرة بت عبود ذلك الشرف الباذخ 1780 – 1840م»، فمهيرة بنت عبود سيدة متزوجة، ولها أبناء وبنات، وربما أحفاد وحفيدات عندما شاركت في معركة كورتي، إذ إنها كانت وقبئذٍ في حدود الأربعين من العمر. وقد استقى المؤلف معلوماته عن مهيرة وعصرها من مصادر شفاهية وخطّية عديدة، فضلاً عن أنه هو نفسه أحد حفدتها.

فمهيرة بت عبود شاعرة سودانية  تنظم الشعر الحماسي، وهو ضرب من ضروب التراث السوداني، وقد حاربت ضمن الجيش الذي تصدى للحملة التركية على السودان.

  خالدة زاهر .. أول طبيبة سودانية

خالدة زاهر سرور الساداتي، أول طبيبة سودانية، وهي من مواليد أمدرمان في 11 يناير 1926.  تلقت تعليمها الأولي في الخلوة بحي الموردة الأمدرماني، ثم التعليم النظامي الأولي والأوسط والثانوي بمدرسة الاتحاد العليا، وفي العام 1946 التحقت مع زوري سركسيان (سودانية من أصول أرمنية) بكلية كتشنر الطبية، ونالتا بذلك لقب أول (مشترك) لامرأة طبيبة في تاريخ السودان، حيث تخرجت في العام 1952. وكان لها نشاط سياسي واضح بالجامعة، وشاركت في قيادة اتحاد الطلاب، حيث قادت مظاهرة نادي الخريجين الشهيرة 1946وتم اعتقالها. وساهمت في تكوين أول اتحاد نسائي سوداني سنة 1952، وتولت رئاسته في أواخر الخمسينيات.  توفيت في 9 يوليو 2015، وكانت لها عيادة مشهورة في شارع المهاتما غاندي بأم درمان (شارع الدكاترة). اشتهرت بأنها كانت تعالج النساء اللائي لا يملكن ثمن الكشف مجاناً.

فاطمة أحمد إبراهيم.. أنشأت مجلة «صوت المرأة»  

من مواليد أمدرمان، أنشأت مجلة «صوت المرأة» عام 1955، التي أسهم في تأسيسها عدد من أعضاء الاتحاد النسائي، وأصبحت رئيسة تحريرها، . عملت في الاتحاد النسائي وتولت رئاسته بين 56 و1957، وعملت  في التدريس، كما اشتركت في تكوين هيئة نساء السودان. وهي أول سودانية تتمتع بعضوية الجهاز التشريعي بالبلاد، حيث فازت في دوائر الخريجين في انتخابات عام 1965، ولها كتابات ومقالات كثيرة في موضوعات المرأة. صدر لها كتاب «طريقنا للتحرر» عام 1966 والعديد من المؤلفات الأخرى. وفي عام 1991 اختيرت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وكانت أول مرة تنتخب فيها امرأة عربية إفريقية ومسلمة ومن العالم الثالث، وفي 1993 حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنحتها جامعة كاليفورنيا الدكتوراه الفخرية عام 1996 لجهودها في قضايا النساء ومكافحة استغلال الأطفال. أرملة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ أحد أبرز قيادات الحزب الشيوعى، الذي أعدمه النميري في 1971.

سعاد الفاتح.. مستشارة اليونسكو لتعليم البنات

مواليد الأبيض، حاصلة على الدكتوراه من جامعة الخرطوم 1974، وعملت في الفترة من 69 إلى 1970 مستشارة لمنظمة اليونسكو لتعليم البنات بالسودان. 

أسست أول كلية تربية جامعية للبنات، وهي صاحبة الامتياز ورئيسة التحرير لمجلة «المنار» الأدبية الصادرة عام 1956، ومحررة لصفحة المرأة في العديد من الصحف السودانية، كما أنها أول امرأة تقدم برنامجاً في التلفزيون السوداني بعنوان «منوعات ثقافية». وهي مشاركة في العمل السياسي بصفتها قيادية في الحركة الإسلامية السودانية وناشطة اجتماعية.

فاطمة عبدالمحمود .. أول إمرأة تترشح لرئاسة الجمهورية

مواليد أمدرمان 1944، وهي أول امرأة سودانية تترشح لرئاسة الجمهورية في 2015، حصلت على بكالوريوس الطب من جامعة موسكو للصداقة 1967، وتدربت على الطب في لندن وحصلت على ماجستير طب الأطفال وصحة الأسرة وتنمية المرأة بجامعة كولومبيا الأميركية في نيويورك 1984 فالعديد من الشهادات. حازت جائزة سيرز الذهبية للأمم المتحدة ضمن أميز نساء العالم وذلك في عام 1976، كما أدرج اسمها بالأمم المتحدة لأميز 60 امرأة على مدى 60 عاما، وذلك عام 2007، وهي محاضرة بعدد من الجامعات العالمية والخليجية والأميركية، وشغلت منصب وزيرة لأكثر من مرة،  وتقلدت منصب أمين لجنة المرأة بالاتحاد الاشتراكي السوداني، وفازت في أول دائرة جغرافية في انتخابات ولاية الجزيرة.

شارك التقرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *