• صدر للشاعر محمد نجيب محمد علي ديوان «قصائد مخيفة» عن دار الريس للنشر والتوزيع والترجمة والذي سيقدم في معرض الشارقة الدولي للكتاب في الفترة من 5 إلى 15 نوفمبر.
الديوان عبارة عن قصائد كُتبت عما أصاب الناس والبلاد جرّاء الحرب، والخوف الذي اجتاح الحياة. وقد قدّم له الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والناقد مجذوب عيدروس، إلى جانب الروائية والشاعرة المغربية نعمة ابن حلام، والشاعر والصحفي والروائي العراقي حسن النواب.
ومما كتبه واسيني الأعرج في مقدمته للديوان:
عندما يُصاب الشاعر بشُهُب الحزن، فهذا يعني أن الحياة ليست على ما يُرام. وقراءة بسيطة للقصائد تُشي بذلك وبشكل واضح.
على الرغم من أنه افتتحها بـ «أغنية حب»، إلا أن ما يتراءى كلحظة فرح سرعان ما يتبدّى في شكل نزفٍ وجرحٍ غائر.
أحبك عفوًا بكلي، عفوًا لأنسى بأني أحبك.
لأجتاز هذا النداء النزف،
وهذا البكاء الوريف،
وهذا الغرام المخيف.
وكأن هذه القصيدة شكّلت إيقاعات بقية قصائد المجموعة، التي اتّسمت بانفتاحات على فجوات الفرح قبل أن يمسّها الحسّ المأساوي بالمعنى الإغريقي، وتخترقها اهتزازات التراجيديا التي تجعل من الخيبة مسلكها.
المسافة الفاصلة بين مجموعته الأولى «ضد الإحباط» و«قصائد مخيفة» هي مسافة الشعر والألم وتجربة الخيبة، وكأننا كنا نمشي على رؤوسنا وإلى الخلف طوال الزمن الفائت. تتشكّل من خلالها رحلة الشاعر في اللغة والحياة، مثل أمواج البحر تصعد بشكلٍ مخيف ثم تستكين.
هي وجه السودان الذي سرقته الانقلابات ومآسي الحروب المدمّرة، لكنه، وهو في أكفانه، يظل مانحاً للإرادة والحياة.
ينتهي الشاعر عند مذبح الوطن، مغموراً برذاذ دم القصيدة، ويظل الشعر مشتعلاً، كلما خفَتت نيرانه استعان بجرأة «بروميثيوس» سارق النار، ليمنح القصيدة خلود الاشتعال.
وقد قامت دار الريس للنشر والتوزيع والترجمة بطباعة الديوان، وستقدّمه في معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال الفترة من ٥ إلى ١٥ نوفمبر.
يُذكر أن الشاعر محمد نجيب محمد علي سبق أن فاز بجائزة الطيب صالح العالمية في محور الشعر عام 2021 عن ديوانه أناشيد الأسئلة، كما فاز بجائزة باوا الأولى للكتّاب الأفارقة في كتاب الشعر العربي عن ديوانه نداء الأجنحة.
وللشاعر عدد من الدواوين الأخرى، منها: دم العاصفة، عن إلزا وذاكرة المدينة، ضد الإحباط، ونداء السكون. كما سبق له الفوز بجائزة الأغنية العربية في تونس عام 2013.