ختام بطولة رمضان للمخضرمين بالنادي الاجتماعي السوداني بالعين

126
الصورة الرئيسية

رصد: هيثم محمداني

• في ليلة ساطعة كنجومها، على بساط أخضر شهد معركة كروية من الطراز الرفيع، التقى الكبيران، قلعة الجاهلي والجالية المصرية، في نهائي بطولة المخضرمين، حيث تجلت فيها مهارات الماضي، وحكمة الحاضر، وتوهج الحلم الذي لا ينطفئ في قلوب من عشقوا الساحرة المستديرة.

الشوط الأول: جس نبض ومناورات خطيرة

بدأت المباراة على إيقاع الحذر، كرقصة السيف بين مقاتلين يترقبان الفرصة المناسبة لتوجيه الضربة الأولى. في الدقائق الأولى، أطلق فريق قلعة الجاهلي إنذارًا مبكرًا بهجمات خاطفة، كادت إحداها أن تغير مجرى اللقاء لولا أن الكرة ابتسمت للحارس. رد فريق الجالية المصرية سريعًا بهجمة خاطفة من الكابتن المهندس مصطفى، لكن تألق الحارس علي راشد حال دون اهتزاز الشباك.

قلعة الجاهلي استعرض خبراته الكبيرة في هذا الشوط، حيث بدت خطوطه متماسكة وكأنه بنيان مرصوص، في حين كانت الجالية المصرية ترد بالسرعة والمهارة، ليكون الشوط الأول عبارة عن هجمات متبادلة، تصفيق من المدرجات، وقلوب تخفق مع كل كرة ضائعة.

وحين ظن الجميع أن الشباك ستظل عصية على اللمس، ظهر النجم جمعة خاطر كالسيف القاطع، يسجل الهدف الأول بلمسة ساحرة، ليتقدم قلعة الجاهلي وسط فرحة مشجعيه. وكاد مصطفى السيد أن يعيد الأمور لنقطة الصفر، لكن علي راشد أبى إلا أن يظل جدارًا منيعًا، لينتهي الشوط الأول بتقدم قلعة الجاهلي بهدف نظيف.

الشوط الثاني: جمعة خاطر وإعادة كتابة التاريخ

انطلق الشوط الثاني بحذر مدروس، فالفريقان كانا يعلمان أن أي هفوة قد تكلف غاليًا. وما هي إلا لحظات حتى خطف عماد عمدة هدف التعادل للجالية المصرية، ليعيد المباراة إلى نقطة البداية، ويشعل فتيل الإثارة من جديد.

لكن هذه الليلة كانت ليلة جمعة خاطر، الذي لم يكتفِ بالهدف الأول، بل رسم لوحات كروية خالدة، فأحرز الهدف الثاني بلمسة فنية أشعلت المدرجات، ثم أضاف الثالث والرابع بمهارة نادرة، ليقود فريقه إلى فوز مستحق بأربعة أهداف مقابل هدف.

التحكيم: عدالة فوق المستطيل الأخضر

قاد الحكم الدكتور أحمد الشبراوي المباراة بحنكة واحترافية، متخذًا قرارات حاسمة، جعلت الجميع يشيد بعدالته وقراءته المتميزة للمجريات، ليؤكد أن الحكم الناجح هو من يُخرج المباراة دون جدل أو اعتراضات، وهو ما تحقق في هذا النهائي الكبير.

التعليق: صوت يروي الملحمة

كان الوصف الكروي في أوج جماله، بصوت المبدعين الأستاذ محمد جمال والأستاذ إبراهيم حمدين، اللذين أضافا للمباراة بُعدًا آخر من الإثارة والتشويق، فأحاطا الحدث بروح رياضية مرحة، وتعليقات حملت في طياتها متعة وفصاحة، جعلت كل مشاهد يعيش تفاصيل اللقاء وكأنه في قلب الميدان.

التنظيم: لمسة احترافية صنعت النجاح

كان التنظيم على مستوى الحدث، فكل شيء سار بانسيابية وإتقان، بفضل جهود النادي السوداني الاجتماعي بالعين، الذي رسم صورة مشرقة في الإعداد والتنفيذ، خاصة الأمانة الرياضية بقيادة الدكتور مرتضى بلدو، التي نجحت في إخراج البطولة بأفضل حلة، مؤكدة أن التخطيط الجيد هو مفتاح النجاح.

ولم يكن التميز حكرًا على الأمانة الرياضية، فقد كان لجميع أمانات النادي بصمة واضحة، إذ شكلت أمانة المرأة والطفل حضورًا قويًا في الختام، وكانت في المنصة لتوزيع الجوائز، في مشهد يؤكد تكامل الأدوار، وانسجام العمل الإداري، لتُسطر البطولة قصة نجاح جماعي تُضاف إلى سجل الإنجازات.

لحظة التتويج: المجد لقلعة الجاهلي

جاءت اللحظة التي انتظرها الجميع، لحظة التتويج، حيث اعتلى فريق قلعة الجاهلي منصة الشرف ليتوج بالميداليات الذهبية وكأس البطولة، وسط أفراح عارمة هزت المكان، بينما تسلمت الجالية المصرية الميداليات الفضية في مشهد يليق بمنافِسٍ قوي.

أما الجوائز الفردية، فقد كانت كالتالي:

درع الفريق المثالي: فريق الخبير

هداف البطولة: باسل من الجالية المصرية

أفضل حارس مرمى: علي راشد

أفضل لاعب: جمعة خاطر

جائزة الأخلاق الرياضية: حسن عبد الحميد

أفضل مشجع: الحاج ميرغني من الجالية المصرية وأحمد عبد الهادي

أفضل حكم: د. أحمد الشبراوي

أفضل مدرب: كابتن عماد العمدة من الجالية المصرية

أفضل إداري: ماهر أبو زيد

أفضل عضو لجنة منظمة: كابتن بدر الدين

كما لم يُنسَ الرعاة والداعمون، حيث تم تكريم حول الإمارات ، الأستاذ أبو جاسم ، مؤسسة الإكسير، والمهندس مصطفى ، تقديرًا لمساهماتهم في إنجاح البطولة.

إضافةً إلى ذلك، تم تكريم الأستاذ هيثم محمداني (الأمانة الثقافية) والأستاذ حسن عبد الكريم (أمانة الشباب) بدروع تقديرية لدورهم البارز في نجاح فعاليات البطولة، مما يعكس روح التعاون والعمل الجماعي التي ميزت هذا الحدث الرياضي الكبير.

حضور مشرف لرئيس النادي السوداني

أضفى حضور الأستاذ أحمد حسن، رئيس النادي الإجتماعي السوداني بالعين، رونقًا خاصًا على ختام البطولة، حيث كان في مقدمة الحضور، مشاركًا الأبطال فرحة الإنجاز، ومؤكدًا على دور النادي في دعم الأنشطة الرياضية وتعزيز روح التنافس الشريف. وجوده في هذه الأمسية الكروية كان تجسيدًا لاهتمام الإدارة بالفعاليات التي تجمع أبناء الجالية وتعكس ترابطهم تحت مظلة النادي.

تحية تقدير لرئيس النادي على دعمه المستمر، وحرصه على نجاح الفعاليات الرياضية والاجتماعية.

الأمانات الحاضرة وضيوف الشرف

شهد الحفل حضورًا مشرفًا لعدد من أمانات النادي السوداني الاجتماعي بالعين، حيث كان لكل منها دور في إنجاح البطولة، ومنها:

الامين العام الأستاذ/ الوليد عبد الله

الأمانة الرياضية بقيادة د. مرتضى بلدو

أمانة المرأة والطفل الاستاذة/ اسماء تيراب التي كتلنت حصورا و شاركت في توزيع الجوائز.

الأمانة الثقافية ممثلة في الأستاذ/ هيثم محمداني

امانة الدار الاستاذ/ محمد حسين

كما شرف الحفل ضيفا شرف مميزان، أضفيا رونقًا خاصًا على هذه الليلة الكروية:

الشاعر المخضرم إسحاق الحلنقي، الذي أطل على الحدث بروحه الأدبية الراقية، ليعكس عمق التراث الثقافي الذي يجتمع مع الرياضة في لوحة فنية متكاملة.

المستشار القانوني لنادي العين الرياضي، المستشار محمد السيد، الذي كان حضوره دعمًا كبيرًا يعكس العلاقة القوية بين الرياضة والقانون في بناء منظومة رياضية متينة.

إشادة مستحقة: تكامل الجهود وصناعة النجاح

لم يكن نجاح البطولة إلا ثمرة تكاتف الجميع، فقد برزت الأمانة الرياضية بقيادة الدكتور مرتضى بلدو في رسم ملامح هذا النجاح، وساندتها اللجان التنظيمية التي عملت بروح الفريق الواحد. وإن كان درع التنظيم الإداراة قد ذهب عن جدارة إلى الكابتن بدر الدين وكابتن ماهر ، فإن دور حمادة ورفاقه لا يُنسى، فقد كانوا وقود هذا النجاح، وساهموا في إخراج البطولة بما يليق بعراقة النادي.

تحية تقدير لكل من بذل جهدًا، وعمل بصمت، فكان النجاح عنوانًا لهذا العرس الكروي المميز.

ليلة لا تُنسى

وفي الختام، كانت البطولة لوحة رياضية رائعة، عنوانها الروح الرياضية، وفصولها المتعة، وأبطالها نجوم أضاءوا سماء المستديرة، ليبقى نهائي المخضرمين ليلة خالدة في ذاكرة كل من عاش تفاصيلها.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *