
محمد المهدي الأمين
مستشار التحرير وكاتب صحفي
• بصدور العدد رقم 52 اليوم السبت 20 سبتمبر 2025، أكملت صحيفة «فويس» عامها الأول. هذه الصحيفة التي كانت حلماً يراود إخوة كراماً سعوا إلى تحقيقه، فكانت المسافة بعيدة والبون شاسعاً بين الحلم والواقع، لكن بعزيمة لا تلين وإرادة لا تنكسر، تجاوزت المجموعة كل العقبات، حتى صدر العدد الأول من الصحيفة، وتوالت الأعداد تباعاً، فكان القبول الذي وجدته «فويس»، وإشادات القراء دافعاً لهيئة التحرير لمواصلة العطاء، والاجتهاد في تجويد العمل.
ولم تكن الرحلة مجرد حبر على ورق، بل كانت سجلاً حافلاً بالتحديات التي تحوّلت بفضل العمل الدؤوب إلى منصات انطلاق، وإلى شواهد على إرادة فريق آمن برسالة الصحيفة وسعى بكل جد ليكون لها صوتٌ مسموعٌ وموقعٌ مرموقٌ في خريطة الإعلام السوداني والعربي.
لم تكن «فويس» مجرد صحيفة لنقل الأخبار، لكنها كانت رؤية متكاملة، انتهجت خطها الخاص وفق فلسفتها، فقد كان المشروع أن تكون صحيفة «فويس» إضافة حقيقية للصحافة السودانية، ونقلة تطويرية في المحتوى والإخراج، مع التزام صارم باحترام الرأي والرأي الآخر، وهو ما جعل (فويس) تحظى بمتابعة جيدة من القراء، وخلق لها قاعدة عريضة من المتابعين، الذين ما بخلوا علينا بإبداء ملاحظاتهم، وطلباتهم بتغطية بعض المواضيع.
وتميزت «فويس» منذ عددها الأول بجرأة الطرح وعمق التحليل، فخاضت في الملفات الشائكة دون تردد، وقدمت الرأي والحقيقة بكل شفافية وموضوعية، مما أكسبها مصداقية فورية جعلتها محط أنظار القارئ النهم والباحث عن عمق المحتوى وجزالته.
لقد وجدت (فويس) سنداً من أقلام لها اسمها وثقلها ورمزيتها في عالم الصحافة، فزادوا الصحيفة وهجاً وتألقاً، ومما يثلج الصدر التجاوب الكبير من أشقاء من الدول العربية زيّنوا صفحاتها بكتاباتهم في الثقافة والرأي وغيرها من المجالات.
لقد ساهمت (فويس) في اكتشاف أصحاب المواهب في ضروب شتى، ففتحت لهم الأبواب وقدمتهم للقراء فأجادوا وأبدعوا، والصحيفة ماضية في هذا الاتجاه، فقد خصصت صفحة أسبوعية لمشاركات القراء، وأنشأت قروب فويس في الواتساب، تجاوز المشاركون فيه حاجز الألف متابع. إضافة إلى صفحة الفيسبوك.
واستطاعت أن تكون جسراً للتواصل بين مختلف الأجيال والاتجاهات، فجمعت بين عبقرية التجربة وحماس الشباب، لتقدم مزيجاً فريداً جمع الأصالة والمعاصرة في قالب أنيق يليق بقارئها الذكي.
مضى العام الأول من عمر الصحيفة، وكانت الحصيلة مُرْضِيةً، لكن الآمال تعانق السحاب، والطموح أن يكون العام الثاني أكثر إشراقاً وإبداعاً وإمتاعاً، وأن تحظى الصحيفة بمزيد من الشركاء والقراء، وأن تكون (فويس) صحيفة يشار لها بالبنان، وأن تعتلي قمة الهرم بمحتواها.
إن العام القادم يحمل في طياته وعوداً جديدة وتحديات نعتقد أن «فويس» بطاقمها أهل لها، فطموحنا لا يعرف حدوداً، وإصرارنا على إحداث فرق حقيقي في المشهد الإعلامي يزداد مع كل عدد يرى النور.
الشكر أجزله لكل من بذل جهده لترى الصحيفة النور، والشكر لكل من خطّ فيها حرفاً، ووافر الشكر والعرفان لقراء (فويس) ومتابعيها في جميع دول العالم، الذين تلقوا الصحيفة بالبشر والترحاب، فهم شركاء النجاح. والوعد أن تكون (فويس) كما تحبون، وأن تجدوا في صفحاتها مائدة دسمة من أخبار وثقافة ورياضة ومنوعات.
شارك المقال