حفل تدشين مسلسل كرتوني سوداني.. أسامة الرمادي الذي حوّل «صرصاراً» إلى إمبراطورية كرتون
Admin 4 أكتوبر، 2025 90
رصد وتقرير: م. معتصم تاج السر - تصوير : محمد سكي
• في مساءٍ دافئٍ امتزج فيه عبير القهوة السودانية مع أنغام الموسيقى الخفيفة التي تملأ المكان.
احتضنت عجمان حدثاً استثنائياً سيبقى محفوراً في ذاكرة الإبداع السوداني وهو لحظة تدشين مسلسل «الصريصاب» الكرتوني السوداني.
كانت الوجوه متألقة بالدهشة والإعجاب تحمل في سماحتها وحنينها عبق الوطن والقلوب نابضة بالفخر حيث اجتمعت الأرواح السودانية من مختلف الأعمار والخبرات لتشهد ولادة حلم طال انتظاره.
عمل يحمل الروح السودانية الأصيلة ويفتح أبواباً جديدة في سماء الفن العربي والإفريقي والعالمي.
لم يكن «الصريصاب» مجرد رسوم متحركة تتراقص على الشاشة بل قصيدة عشق للوطن ورسالة أمل منسوجة بخيوط الصبر والإرادة.
عمل يحمل بين مشاهد ضحكهِ ودهشته شغف الحكايات السودانية وفلسفة بسيطة عن الحياة والتعايش والإنسانية.
والأروع أن كل هذا الإبداع الرائع هو ثمرة مجهود شخص واحد فقط كان هو المؤلف والرسام والمخرج ومنسق الأصوات والمكساج إنه الأستاذ المبدع أسامة الرمادي الذي حمل الحلم كله على كتفيه ليخرجه إلى العالم بأبهى صورة كعاشق يروي حكاية وطنه من قلبه إلى كافة القلوب.
مسلسل «الصريصاب» هو أحد أعمال مسلسلات الشخص الواحد يشمل جميع جوانب العمل من تأليف، رسومات، سيناريو، مكساج، أصوات، وإخراج.
ينتمي المسلسل بالكامل إلى نوع الكوميديا الاجتماعية الساخرة، ويهدف إلى التوعية ببعض القضايا الاجتماعية والسلوكيات الشخصية في المجتمع السوداني.

تتمحور أحداث المسلسل حول الشخصية الرئيسية «شلاقة» نموذج للشخصية الانتهازية المستهترة التي تدعي معرفة كل شيء وتتدخل في كل الأمور سعياً لتحقيق الربح السريع عبر مزيج من الإنتاجية، الكذب، والتضليل. ويتألف الموسم الأول من 13 حلقة مدة كل حلقة 7 دقائق ويُبث أسبوعياً كل يوم سبت على قناة الصريصاب عبر منصة يوتيوب ابتداءً من السبت 4 أكتوبر.
يركز المسلسل في كل حلقة على موضوع مستقل قائم بذاته.
تم إنتاج وإخراج المسلسل بمواصفات وجودة عالمية ليكون علامة فارقة في تاريخ الرسوم المتحركة السودانية.
قدمت الحفل الإعلامية الرائعة الاستاذة هايلين هاشم، التي رحبت بالحضور بابتسامة مشرقة وكلمة دافئة، قبل أن تقدم شخصية الحدث، الفنان والمبدع أسامة الرمادي.
بدأ الرمادي حديثه بتحية الحضور وشكرهم على مشاركتهم في هذا الاحتفال الفني، مستعرضاً رحلته من مهندس برامج وتطبيقات بنكية إلى عالم الأنمي لأول مرة، موضحاً أنه كان شغوفاً بفن الكاركتير منذ الصغر وقد عبر عن بالغ حزنه على رحيل مبدع السودان الاول في عالم الكاركتير الاستاذ أدمون منير الذي رحل منذ أيام.
كما هو معروف إن استاذ الرمادي أنه موسيقار وعازف متمكن.

ومن ثم استعرض الرمادي فكرة المسلسل التي استوحاها من حادثة طريفة وملهمة حدثت للفنانة نسرين الهندي، حين ظهر صرصار في منزلها واستنجدت بأشقائها للتخلص منه.
لكنه لم ير الصرصار مجرد حشرة، بل تخيل له حياةً ومجتمعاً فتولد من هذة الشرارة عمل فني ساخر ودرامي يمزج بين الفكاهة والخيال والإبداع.
شرح الرمادي جميع مراحل العمل، من كتابة السيناريو، إلى تصميم الرسومات، والتحريك، وتجميع المشاهد، مقدماً سرداً ممتعاً لحكايات وراء الكواليس واختتم حديثه بعرض الحلقة الأولى بشكل حصري للحضور.
تلا ذلك فقرة تقديم كلمات الحضور، حيث شارك كبار المثقفين والمبدعين:
– الاستاذ الزبير سعيد
– الناقد والشاعر والصحفي الكبير، صعد إلى المنصة بوقار ونبرة صوت تحمل ثقلاً معرفياً وأدبياً.
بدأ كلمته بالترحيب بالحضور، ثم أشاد بالمستوى الفني والإبداعي العالي الذي أظهره أسامة الرمادي في مسلسل الصريصاب، مؤكداً أن تحويل فكرة بسيطة إلى عالم كرتوني متكامل هو عمل عبقري نادر، خاصة أن جميع جوانب العمل نفذت بواسطة شخص واحد.
وأضاف لمسة شخصية حين تطرق إلى حياته وتجربته مع الفن السوداني والإعلام والثقافة وكيف أن الإبداع الفردي يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في المشهد الفني.
وختم كلمته بقصيدة مؤثرة عن السودان والعودة للوطن الذي ينهض دائماً رغم التحديات، ما جعل الحضور يذرف الدموع ويقف تقديراً لعظمة الكلمة والإبداع.

– الاستاذة الفنانة نسرين الهندي، ملهمة فكرة المسلسل، تحدثت عن سر الحادثة وكيف تحولت إلى لوحة فنية ممتعة، وأضاءت على جانب الإلهام والإبداع الذي يمكن أن ينشأ من أبسط المواقف اليومية.
– الاستاذ الصادق أبو عشرة، معماري وموسيقي، شارك بدفء وشغف وهو يروي إعجابه بتوازن العمل بين الفكاهة والرسالة الاجتماعية،كما أشاد بطريقة أسامة الرمادي في تحويل موقف يومي إلى عالم كامل ينبض بالحياة.
– الاستاذ عبد المنعم محمد، رجل أعمال من دبي، تحدث عن الأثر الثقافي والإبداعي للعمل على الشباب السوداني، مؤكداً أن مثل هذه الأعمال تُلهم الأجيال وتفتح أبواب الإبداع أمام كل مبدع، وأضاف لمسة شخصية حين أشار إلى أنه شعر بالفخر والانتماء لمشاهدة العمل يجسد روعة السودان.
– الاستاذ أكرم شيخ إدريس، متخصص في التسويق الرقمي، شدد على أهمية دعم الأعمال الفردية والإبداع المستقل، وأشاد بالأسلوب المبتكر في عرض المسلسل على المنصات الرقمية، مؤكداً أن الجودة العالمية للعمل تعكس التفاني والحب للفن والوطن واشار الى أهمية تسويق العمل عبر كافة المنصات.
– الاستاذة سارة جميل مختصة في التخطيط الاستراتيجي تحدثت عن التنظيم والإبداع في بناء قصة متكاملة في كل حلقة قصيرة، مشيرة إلى أن المسلسل ليس مجرد فن، بل درس في الإبداع والإدارة الشخصية، وكيف يمكن لشخص واحد أن يصنع فرقاً كبيراً.
– الأستاذ عصام الخواض، رجل الأعمال وصاحب مطعم وكافي البرندة، صعد إلى المنصة بوجه وابتسامة دافئة كنسمة صيفية، وكلماته كانت مثل البلسم للقلب.

بدأ حديثه بالثناء على المسلسل وإبداع أسامة الرمادي، مؤكداً أن مثل هذا الإبداع هو ما يجعل السودان يشرق في عالم الفن رغم كل التحديات.
ثم أضاف لمسة رومانسية وإنسانية حين وصف مطعم وكافيه البرندة في عجمان وكل فروعه بأنه ليس مجرد مكان لتناول الطعام، بل بيت لكل سوداني يحمل في قلبه الحنين للوطن، مساحة للدفء والانتماء، حيث يلتقي الإبداع والذكريات والأحلام.
كانت كلماته تمس القلوب مباشرة، فاستشعر الجميع حُبّ المجتمع والوفاء للوطن من خلال دعمه اللامحدود لكل مبدع سوداني، وجعل الحفل أشبه بالاجتماع الأسري الكبير الذي يحيي روح الإبداع والارتباط بالأرض والناس.
حضر الحفل أيضاً نخبة من الفنانين والإعلاميين والموسيقيين، منهم الاستاذ الموسيقار المعروف عمر القصاص، وعازفة آلة القانون الاستاذة هتان الحاج، والاستاذ عادل حسن الخضر من صالون دبي الثقافي وآخرون كلهم إبداع وجمال .
اختتم الاستاذ الإنسان اسامة الرمادي الحفل بشكر الجميع على تشريفهم ومشاركتهم في هذا الحدث الفني الفريد، مؤكداً أن مسلسل «الصريصاب» ليس مجرد عمل فني، بل رحلة جديدة للإبداع السوداني في عالم الأنمي، يمزج بين الضحك، الخيال، والحلم.
وانه سطراً جديداً عن السودان الذي يبدع ويضحك ويحلم رغم كل الجراحات.
وكان ختام الحفل بألحان الوطن وعذوبته، حيث تغنّت الأستاذة الفنانة نسرين الهندي بصوتها الدافئ مع مجموعة من الفنانين برائعة الشاعر الراحل إبراهيم رجب «يا الخرطوم يا العندي جمالك» تلك التي خلدها في قلب السودانيين فنان السودان المبدع الراحل سيد خليفة.
كان الصوت واللحن كنسيم يحرك الوجوه ويوقظ الحنين في القلوب، فأحس الحضور بأن الوطن يبتسم لهم وأن الجمال والإبداع السوداني حيٌّ في كل نغمة وكلمة.

همسات بعد الحفل
عندما خرجت من مطعم وكافيه البرندة في عجمان، شعرت بقلب ممتلئ بالدفء والحنين للوطن.
كما لو أن كل وجه سوداني حضر الحفل كان يعكس أملاً جديداً وأحلاماً مؤجلة تتحقق أمام عينيّ.
لم يكن الحفل مجرد مناسبة فنية، بل رحلة شعورية مليئة بالحُبّ ، الفخر والارتباط بالوطن، شعور يجعل المرء يقف للحظة، يبتسم، ويهمس في قلبه السودان قادر على الإبداع والفرح مهما كانت التحديات…!
والسوداني دائماً يحلم ويحب ويبدع.
نبارك للأخ الأستاذ والفنان المبدع أسامة الرمادي هذا الإبداع ونتمنى له التوفيق في كل أعماله.
كما ندعو الجميع لمشاهدة حلقات المسلسل على قناة الصريصاب على اليوتيوب، وتجدون في الصور المرفقة QR Code لرابط القناة.
لنقف جميعاً خلف دعم هذا العمل وتشجيعه وكل الإبداعات السودانية في مختلف المجالات.
شارك الخبر