نظرة يسار سارة عبدالمنعم

سارة عبدالمنعم

كاتبة روائية

• دعني أمتهن الصدق. أخرجُ عن عُرف قبيلة جعلت صوت نبضي عيباً. أُبعدُ مخاوفاً تُساوِر بوحي بتهمةِ الفَضحِ، وتُدينني بالعار إن رضخت له ..

 دعني أتمرَّدُ، أتجرَّدُ من ثوبِ تاء تأنيث تلاحقها نظرات تَربُّصٍ تبحث عن هفوة جُرم .. 

 دعني أمتهن صدقاً محرَّمٌ على لساني النطق به …

 اغفر لي كل لحظة شوق كادت أن تقودني إليك ولم تأتِك. نسوة المدينة حذرنني من عيب فعلتي، فأنت الرجل، إذن، عليك مبادرة المجئ، فخطوي إليك جريمة ..

 اغفر لي كل حنين ساوَر ليالِيَ افتقدت فيها صوتك، وتصنَّعت فيها لا مبالاتي كي لا أتفقَّدك، فأنت الرجل وعليك المبادرة!!

 اغفر لي حوجةِ كَتِفيَّ لدفءٍ تحمله ذراعاك، وهمسٍ لا أمنع فيه دمع وجعي من اعتراف جرحي أنني لن أستطيع عليه صبراً.  

ويحي إن فعلتها سأصير عربيدة لا تعرف الخجل!! ستتهمني نظراتك أني لم أُشفَ من ذاك السابق الراحل عني، وأني لم أُلقيه في غيَّابتِ جُبِّ النسيان، وأنت الرجل وعليك المبادرة إذن، عن كل لحظة تكتَّمتُ عن قَصَصِ سابقيك، فذكراهم إثم عليَّ الإغتسال من رِجزِه بالنسيان، والسكوت عنه حد التَّنكر، رغم أنف يقين يسكُنني لولا هُم لما صرت ناضجة قلبٍ تُدرك صدق العِشق بتعقُّل .. فأنت الرجل يحق لك وحدك الإحتفاء بنساء ماضيك، ولك أنت وحدك حق المجاهرة عن جنون يراودني للإعتراف بعِشقك. وعُرف النساء يصرخ بي (لا تفعليها) فهذا الصدق عيب، وأنت الرجل، إذن لك وحدك حق المبادرة!!

من أورث تاء تأنيثي الخوف؟ من كبَّل أحاسيسها بقيود الصمت بأوْجِ لحظات صدقها؟ كيف صرت كاذبة اؤمن مثلهن بانتظار المبادرة؟ بترك السيادة لعاشقي بكل شيء. إنِ البوح تطاول يقلِّلُ من كبريائي ومَقامِي، وأني تابعة تنتظر سيدها كي يُخرج ماتحمله دواخله، لتومِئ بعده باعتراف أنَّ هذا مايحمله صمتها، وأن قلبها حين يصدق، عليها إخراس صوته، وأن العِشق، رغم نقاءه، عليها تلويث طُهره بالتَّستُّر عليه، وأن ماضيها حماقات لن يغفرها رجل حاضرها، فعليها الإدعاء أن قلبها بكراً، وأن ارتجاف كفِّها دليل على براءتها، وأن لا رجل سواه سكن أحلامها بوعدِ عُرسٍ. عليها النفاق في كل صدق، فنظرة العيب أدانتها. 

و .. اغفر لي كل لحظة خذلتني جُرأتي بحمل شوقي إليك، وسببت فيها مخاوف تتأبَّطُ صوتَ نسوةٍ يُصرِخن نبضي «إياكِ من بوح صدق تُدان به صاحبتك بكل عيب»، فعلينا الانتظار ليمارس الرجل حق المبادرة. العُرف، تاء تأنيثنا مُدانة مبادراتها بالخوف ..

على حرفي انتهاج الصدق .. أني تحرَّرتُ من قيدي. ضد العادة رفعت رايةَ التَّمرُدِ بصوت يبرر فعلتي أن رجل القلب لا يُرضِيه دور المبادرة، وضجيجه بداخلي لا يلتزم بقوانين التكتُّم، كوني امرأةٌ ضد الرتابة. 

عليكِ الصدق بأحاسِيسِك رغم أنف مواراتك.ستفضحك ملامحك..

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *