بين الفكر والفن وجرأة الطرح… حضور قوي للفنان والكاتب السوداني المعتز مختار علي

76
مشروع

جدة – (فويس)

• يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 حضوراً مميزاً للكاتب والفنان التشكيلي السوداني المعتز مختار علي، الذي يقدّم للقراء ثلاثية فكرية جديدة تصدر عن دار الريس للنشر والتوزيع والترجمة (بدولة الإمارات)، وقد تمت إجازتها رسمياً من قبل الهيئة العامة للإعلام في المملكة العربية السعودية، في خطوة تؤكد قوة محتواها وملاءمتها للنشر والتداول.

إجازة رسمية تعزّز الموثوقية

إجازة الهيئة العامة للإعلام لهذه المؤلفات ليست مجرد إجراء رسمي، بل شهادة على متانة الطرح ورصانة المضمون. فهي تمنح القارئ ثقة إضافية، وتفتح أمام هذه الإصدارات أبواب الانتشار والتأثير، خصوصاً في بيئة ثقافية تبحث عن الكتاب الرصين الذي يجمع بين الأصالة والابتكار.

ثلاثية فكرية بجرأة الطرح

المؤلفات الجديدة تندرج تحت عنوان «سلسلة الميزان في التربية الإيمانية»، وتشمل:

• الميزان لكشف مداخل الشيطان: عمل يستعرض أساليب التلبيس والمكر الشيطاني عبر التاريخ والواقع، ويضع أمام القارئ منهجاً عملياً للوعي والحماية.

• ميزان تدبر القرآن الكريم (بين الغلو والتحرر غير المنضبط): كتاب يعالج إشكالية التدبر بين الإفراط والتفريط، ليؤسس لقواعد أصولية ولغوية تعيد للنص القرآني مكانته في بناء الوعي.

• ميزان فكّ التعلّق – برمجة العارض الانعكاسية: طرح جديد يقترب بجرأة من قضية التعلّق النفسي والروحي، مقدّماً رؤية إيمانية لمعالجتها في ظل تحديات العصر.

ما يميز هذه الأعمال هو جرأة الطرح؛ فهي لا تخشى الخوض في موضوعات دقيقة وحساسة يتجنبها كثير من الكتّاب، بل تتناولها بروح علمية متوازنة، تجمع بين التحليل العميق واللغة الواضحة.

بين الفكر والفن

لا يمكن النظر إلى المعتز مختار علي من زاوية واحدة؛ فهو في الوقت الذي يظهر فيه ككاتبٍ يشتبك مع النصوص والقضايا الفكرية بروح الباحث، يطلّ أيضاً كفنان تشكيلي يعبّر باللون والخطوط عن رؤيته للوجود. هذه الثنائية ليست مجرد تداخل عابر، بل هي حالة انسجام متكاملة حيث يمدّ الفكرُ الفنَّ بالمعنى، ويمنح الفنُ الفكرَ لغة أعمق للوصول إلى الوجدان.

فلوحات المعتز تحمل في طياتها رموزاً وإشارات تعكس هواجسه المعرفية، تماماً كما أن مؤلفاته الفكرية تحمل بين سطورها حسّاً جمالياً يذكّر القارئ بأن الحقيقة لا تُدرك بالعقل وحده، بل بالذوق والحدس معاً. هذه القدرة على الربط بين صرامة التحليل العلمي ورهافة الحس الفني تمنحه موقعاً استثنائياً، حيث تتحول كتاباته إلى لوحات فكرية، وتتحول لوحاته إلى نصوص بصرية، في تجربة لا تُشبه إلا نفسها.

إن هذا الربط بين الفكر والفن هو ما يجعل حضور المعتز مختار علي مختلفاً في المشهد الثقافي؛ فهو لا يكتفي بتقديم فكرة مجرّدة أو صورة باردة، بل يمزج بينهما ليقدّم خطاباً حيّاً قادراً على ملامسة القلوب والعقول في آن واحد.

حضور قوي في المشهد الثقافي

من خلال هذه الثلاثية الجديدة، ومع ما تحمله من جرأة الطرح وتكامل الفكر والفن، يرسّخ المعتز مختار علي موقعه كأحد الأصوات السودانية الصاعدة بقوة في الساحة الثقافية العربية. فهو لا يقدّم مؤلفات تقليدية تُضاف إلى رفوف المكتبات وحسب، بل يقدّم مشروعاً متكاملاً يربط بين العقل والوجدان، ويمنح القارئ أدوات لفهم ذاته ومواجهة تحديات عصره.

إن الجمع بين كونه مؤلفاً وباحثاً من جهة، وفناناً تشكيلياً من جهة أخرى، يعكس صورة المبدع الشامل الذي لا ينغلق على مجال واحد، بل ينفتح على عوالم متعددة تصبّ كلها في مشروع إنساني وثقافي متكامل. هذه القدرة على العبور بين الحقول الفكرية والفنية تمنحه فرادة لا تتكرر كثيراً في المشهد العربي.

ولعل ما يزيد من قوة حضوره أن هذا الطرح يأتي من كاتب سوداني الهوية، عربي الحضور، وإنساني الرسالة؛ الأمر الذي يجعل أعماله تتجاوز الحدود الجغرافية لتخاطب الإنسان أينما كان. ومن هنا، فإن مشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب ليست مجرد حضور فردي، بل هي خطوة تعبيرية عن حضور أوسع لصوت فكري وفني جديد يتشكل، قادر على أن يسهم في صياغة مشهد ثقافي عربي أكثر عمقاً وتنوعاً.

نحو أفق ثقافي أرحب

لا ينظر المعتز مختار علي إلى مؤلفاته الجديدة باعتبارها محطات نهائية، بل يراها خطوات أولى في مسار طويل نحو بناء خطاب إيماني وثقافي متجدد. وهو يؤكد أن مشروعه يقوم على المزج بين التأصيل الشرعي والتحليل العقلي من جهة، والروح الفنية والجمالية من جهة أخرى، بما يتيح للكتاب أن يعيش في القلوب كما يعيش في العقول.

ويقول الكاتب السوداني المعتز مختار علي في هذا السياق:

«أطمح أن تصل كتبي إلى القارئ العربي كرسالة إيمانية متوازنة، تُخاطب العقل بقدر ما تلامس الروح، وأن تفتح أمام الفكر الإنساني أبواباً جديدة للتأمل والوعي. فمشروعي لا يتوقف عند كتاب أو معرض، بل هو رحلة مستمرة نحو إحياء دور الكلمة والفن معاً في صناعة إنسان أكثر وعياً وصلابة في مواجهة تحديات العصر».

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *