مصطفى هاتريك

مصطفى عمر مصطفى هاتريك

كاتب صحفي

• مدهشة جداً تلك اللغة الاحترافية التي تكتب بها لازمات الإعلان أو ما يعرف بـ (الاسلوجان) على لافتات الطرق المصرية، مصر متقدمة جداً في الإعلام وأقسامه وأنواعه وتفاصيله.

قبل سنوات كنت قادماً من مدينة نصر إلى محطة رمسيس (ممتطياً) ماكروباص وفي معيتي أحد الأصدقاء، ولما كانت قراءة إعلانات الطرق إحدى هواياتي لفت نظري إعلان مكتوب (ارجع البلد أبوك لقى كنوز)… ولا تفاصيل أكثر، تكررت هذه العبارة على عدة لافتات بامتداد الطريق ومن الجانبين.

كانت الجملة محيرة فعلاً ومثيرة للفضول، في آخر الطريق اكتشفنا أن المعلن عنه ليس سوى حلاوة مولد من إنتاج شركة كنوز.

فاعلية الإعلان تزيد بمقدار زيادة الدهشة و الغرابة فيه و قدر تجنب المباشرة في طرح المنتج.

ذات مرة طرح علي أحد الأصدقاء المقربين إشكالية مرتبطة بمحله التجاري حيث تم تشييد مؤسسة ضخمة تعمل في ذات تخصصه ومجاورة له على مبنى من ثلاثة طوابق وضعت عليه لافتة ضخمة جعلت رؤية محله عسيرة جداً حيث كاد أن يختفي محله.

بعد تفكير وتخطيط نصحته بكتابة اسم المحل على لافتة بطول ثلاثة أمتار (مقلوباً) كأنه على مرآة يعني يمين الاسم يصبح شماله.

دخل معظم الناس إلى محل صديقي لتنبيهه لهذا الخطأ الجسيم و بالمرة اطلعوا على المنتجات المتوفرة لديه (و ده المطلوب)، كنت هنا أخاطب سيكولوجية المستهدف وعادة البحث عن الخطأ. 

شركة مرسيدس تهتم جداً بتطوير اعلاناتها والتي لا تخلو من طرافة وحسن ابتكار، شاهدت إعلاناً للمرسيدس يحتوي في تفاصيله الصوتية على كلمة واحدة، نعم كل الإعلان كلمة واحدة فقط هي (سوري) بالإنجليزية بمعنى آسف كما هو معلوم لدى الجميع باللغة العربية، ملخص الإعلان أن ملك الموت يقتحم سيارة أحدهم و يقول له (آسف) باعتبار أن ثمة حادث سيقع له، و لكن تصميم الفرامل الذي تميزت به تلك الفئة من السيارات المرسيدس تنقذ السائق ليقول لملك الموت (آسف).. إعلان في غاية البراعة و اللامباشرة.

الإعلان يتكيء على إحدى طريقتين؛ مخاطبة العقل والمنطق أو مخاطبة العاطفة، المتأمل في إعلانات المدن الجديدة و مشاريع التطوير العقاري يلحظ أنها لا تتحدث عن تفاصيل المبنى التكوينية بل تركز على التواجد بالمجمع السكني كأسلوب حياة و نمط متكامل من الرفاهية..

و في ذات الإطار

مجرد اندياح على الماشي.. بعد إذن حضراتكم.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *