بسبب مقال عن فساد إدارة الحج في كسلا.. أسرة الصحفي السوداني عبد الجليل محمد تكشف ملابسات اعتقاله

117
عبد الجليل

كسلا – «فويس»

أفادت أسرة الصحفي السوداني عبد الجليل محمد عبد الجليل بأن السلطات الأمنية اقتادته قسرًا من منزله بمدينة كسلا، شرقي البلاد، حيث اختفى لساعات طويلة قبل أن تتلقى العائلة معلومات متأخرة بشأن اعتقاله.\

ووفقًا لبيان صادر عن الإعلامية عزاز كمال الدين، ابنة شقيقة الصحفي عبد الجليل، يوم الاثنين 26 مايو 2025، فإن اختفاءه منذ ظهر الأحد 25 مايو أثار قلق الأسرة، التي علمت لاحقًا أنه محتجز ضمن إجراءات أمنية. وأضاف البيان أن عملية اعتقاله تمت بطريقة أشبه بالاختطاف، حيث تم اقتياده من داخل منزله بينما كان في الصالون، دون إخطار زوجته التي كانت متواجدة داخل المنزل، كما لم يُسمح له بتبديل ملابسه.

وأكدت عزاز كمال الدين أن السلطات الأمنية صادرت هاتف الصحفي، وأن عملية اعتقاله جاءت بناءً على توجيه من نائب والي كسلا، بعد نشره مقالات تتناول شبهات فساد في إجراءات الحج بالولاية.

وأشار البيان إلى أن عبد الجليل، الذي يعمل مراسلًا للإذاعة السودانية من ولاية كسلا، لم يُسجل بحقه أي بلاغ جنائي أو أمر طوارئ، ولم يصدر بحقه بلاغ رسمي من أي جهة. وأضاف: “إذا كان نائب الوالي غير راضٍ عن ما ينشره عبد الجليل، كان الأحرى به اللجوء إلى القانون أو عقد مؤتمر صحفي لتوضيح الحقائق حول ملف الحج”.

كما دعا البيان الجهات الحقوقية ونقابات الصحفيين إلى إدانة ما وصفه بالإجراءات التعسفية بحق عبد الجليل، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن اعتقاله، إلى جانب مراجعة هيئة الحج عبر القضاء ولجان التفتيش.

ويُعد عبد الجليل من أبرز مراسلي الإذاعة السودانية في ولاية كسلا، وله مساهمات مستمرة في الصحف السياسية عبر مقالات تتناول قضايا شرق السودان، بالإضافة إلى اهتمامه بتوثيق الأنشطة الرياضية في المنطقة.

وتواجه مدينة كسلا أوضاعًا متدهورة، في ظل استمرار انقطاع الكهرباء والمياه، وتصاعد معدلات جرائم السرقة، وسط انتقادات محلية لحكومة الولاية لافتقارها إلى أجهزة رقابية فعالة لمحاسبتها على التقاعس في توفير الخدمات الأساسية.

لاحقا دعت نقابة الصحفيين السودانيين، يوم الاثنين، إلى الإفراج الفوري عن الإعلامي عبد الجليل محمد عبد الله، وطالبت بفتح تحقيق عاجل حول ملابسات احتجازه، مع ضرورة محاسبة المسؤولين عن اعتقاله. يأتي هذا البيان في وقت حساس، حيث أثار اعتقال عبد الجليل، الذي تم يوم الأحد من منزله في مدينة كسلا شرقي السودان، قلقاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والحقوقية، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن حرية الصحافة في البلاد.

وأفادت أسرة الإعلامي بأن عملية اعتقاله تمت بطريقة تتعارض مع أبسط المعايير القانونية، حيث لم يتم توجيه أي تهمة رسمية له، ولم يصدر بحقه أمر قبض قضائي. كما أكدت الأسرة أنه لم يُسمح له بإبلاغ أسرته أو أخذ أدويته الخاصة، بالإضافة إلى مصادرة هاتفه ومنعه من أي تواصل خارجي، مما يثير تساؤلات حول حقوقه القانونية وظروف احتجازه.

وأشارت النقابة إلى وجود تقارير غير رسمية تفيد بأن اعتقال عبد الجليل جاء نتيجة لمقالاته الصحفية التي تناولت شبهات فساد تتعلق بملف الحج والعمرة، وهو ما أثار استياء نائب والي كسلا، وفقاً لما ذكرته أسرته. هذه التطورات تبرز التحديات التي تواجه الصحفيين في السودان، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لحماية حرية التعبير وحقوق الإنسان في البلاد.

اعتبرت النقابة الحادثة الأخيرة اعتداءً واضحاً على حرية الصحافة والتعبير، مشيرة إلى أنها تمثل انتهاكاً للمواثيق الدولية التي تلتزم بها السودان. وأكدت النقابة أن هذا النوع من الاعتداءات يهدد البيئة الإعلامية ويقوض من قدرة الصحفيين على أداء مهامهم بحرية وأمان. كما أبدت قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الأمني للصحفيين في البلاد، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية لحماية حقوقهم.

وفي سياق متصل، حمّلت النقابة السلطات التنفيذية في ولاية كسلا، وعلى رأسها نائب الوالي ووزير الشؤون الاجتماعية المكلف، المسؤولية الكاملة عن سلامة الإعلامي المختطف ومصيره. وأشارت إلى أن هذه المسؤولية تتطلب منهم اتخاذ خطوات عاجلة لضمان الإفراج عنه وحمايته من أي أذى قد يتعرض له. كما دعت النقابة إلى ضرورة محاسبة المتورطين في هذا الاعتداء، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

كما أكدت النقابة على أهمية احترام الحقوق الصحفية وحماية الصحفيين من أي إجراءات تعسفية قد تهدد دورهم في نقل الحقيقة وممارسة حرية التعبير. وناشدت الجهات المعنية بالتدخل الفوري لضمان الإفراج عن الإعلامي عبد الجليل، وضمان سلامته، مشددة على أن حرية الصحافة هي ركيزة أساسية للديمقراطية وحق من حقوق الإنسان التي يجب حمايتها والدفاع عنها.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *