نظرة يسار سارة عبدالمنعم

سارة عبدالمنعم

كاتبة روائية

• بانتظارك!

يتلهّفها كمدينته الموحشة دونها، يترقّب أجراس خلخال نبضٍ يدقّ طبول الفرح، تُبشّر الكون بموعد حضورها.

صوت أثيرها الناعس أخفى صدق تمنيها لجواره.

اضطراب صمتها همس به حلمٌ، يدعوها فيه إلى موعد لقاء.

ابتسمت لجنون توهُّمٍ يشاركها فيه الحضور، حين ضنّت به شوارع الحقيقة.

أيقظها ذات الدفء الذي تُشرق به أفراحها، وهدهد ترنيمة شوقه أمنياتها.

بددت ضحكاته كل حزنٍ، نامت ليلاتها تستغفره، وأدمعها تستجدي صبحًا لا ليل فيه.

أنا ذاهب إلى تلك الشوارع، أتنفسك فيها، أُصافح كل الوجوه كأنهم أنتِ.

كان هذا صدق عاشقٍ، غازل أحاسيس جنونٍ يعرف جيدًا ملامح العاشقين، ويتعجب من أفعال عشقهم.

يا سيدي، أنا معك، في كل الدروب، بكل خطوةٍ جواري، فلا تقلق، لن يُصيبني إعياء، فطُرقك حلمُ يقظةٍ وأمنيةُ حقيقة.

صوت فرحه أطلق أنشودةً من مزمار الحنين، تمنّيتُ حقًا لو كنتِ بانتظاري.

ليتكِ تدعينني لأمل حضورٍ، أشكر عليه مدينةً مثلك، تستقبلني أفراحها.

تنهدت، فكشفت مراوغته عمّا أجادت عليه التكتُّم.

تبسّمت ليقينٍ أن حلمها صادف حلمه.

أعلنت بصوت جنونها:

«آتية إليك، أحملك شوقًا، تؤجّج نيرانه اشتعالًا أكثر، ولن يخبو.»

كان لقاءً بلا ميعاد.

تنحّت عنه الحروف كي لا تنشغل بورقة، تمنعها من التلصّص والتلذّذ بمشاركة الشعور في تلك اللحظة… بلحظة الكتابة.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *