الهلال .. وكفى .. وبثلاثة اكتفى

12
الهلال 2

متابعات – «فويس»

• في ليلة مصيرية على ملعب «شهداء بنينا» في بنغازي، كتب الهلال السوداني فصلاً جديداً من فصول مجده القاري، بتأهله إلى دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا بعد فوزه على فريق الشرطة الكيني بنتيجة 3-1 في لقاء الإياب. لم يكن التأهل مجرد رقم يُضاف إلى سجلات النادي، بل كان رسالة قوية بعبور «هلال الأمّة» رغم كل التحديات، ليظل الرقم الصعب في المعادلة الأفريقية. جاءت المباراة لتؤكد أن الفريق الذي يلعب بدون دوري محلي منتظم، واضطر لاتخاذ الأرض الليبية ملعباً مؤقتاً له، لم يفقد إرادته أو رغبته في المنافسة، معتمداً على عقيدة قتالية واضحة وصفقات لاعبين موفقة كانت مفتاح العبور.

من الدقائق الأولى، سعى الهلال للسيطرة على مجريات اللعب وخلق تهديف حقيقي، حيث كانت محاولاته المبكرة في الدقيقة 10 مؤشراً على النيّة الهجومية. هذا الاستحواذ الهلالي الذي تجلى بوضوح في الدقيقة 23، كان يحتاج إلى نهاية حاسمة، وهو ما جاء متأخراً بعض الشيء لكنه كان حاسماً عندما انفرد النيجيري سانداي أديتونجي ليسجل هدف التقدم في الدقيقة 37 من لقاء الإياب، ليضع فريقه في موقع مريح نسبياً قبل نهاية الشوط الأول. لم يكن هدف أديتونجي مجرد نقطة في شباك الخصم، بل كان تتويجاً لصفقة ناجحة، حيث يشير التحليل إلى أن اللاعب الذي تم التعاقد معه مقابل 750 ألف يورو، قد ساهم بأهداف في كل المباريات التي خاضها مع الهلال منذ انضمامه، مما يؤكد دقة الاختيار وحسن التخطيط .

بيد أن المباراة شهدت منعطفاً خطيراً في الشوط الثاني، عندما نجح إريك زاكايو في معادلة النتيجة لمنافسه الكيني في الدقيقة 53، مما هدد حلم التأهل وأعاد الأجواء إلى نقطة الصفر. لكن روح الفريق والرد السريع هما ما يميزان الأندية العريقة، فلم تمض سوى تسع دقائق فقط على هدف التعادل، حتى عاد أديتونجي ليسجل هدف التقدم الثاني لفريقه في الدقيقة 62، ليثبت أنه «المهاجم النيجيري العملاق» والصفقة القوية التي وصفها المشجعون . لم يكتفِ الهلال بالحفاظ على نتيجة 2-1، بل واصل الضغط حتى الدقائق الأخيرة، ليضع أحمد سالم، الذي وُصف في سياق آخر بأنه «أفضل لاعبي الهلال ولديه هامش تطور»  ختم النصر بإحراز الهدف الثالث في الدقيقة 94، ليُسدل الستار على المباراة ويتأهل الفريق إلى دور المجموعات للمرة السابعة على التوالي .

من خلال هذا الأداء، يثبت الهلال السوداني أنه نادي ذو بطولة خاصة، حيث استطاع أن يحوّل الظروف الصعبة التي يمر بها، من انعدام الدوري المحلي واللعب خارج أرضه، إلى حافز للتفوق والعطاء. هذا التأهل هو شهادة على إرادة مؤسسة ولاعبين يمتلكون الشغف الحقيقي لتمثيل بلدهم والنادي الذي يحملون قميصه بكل فخر على الساحة القارية. لقد نجح الهلال ليس فقط في عبور الدور التمهيدي، بل في ترسيخ مكانته كأحد الأندية الأفريقية المرموقة التي تفرض احترامها.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *