
بين تقارير سرية وتحذيرات دينية.. هل نتعلم من التاريخ دروساً أم نكرر أخطاء إبليس؟

د. عبدالرحمن بابكر علي
مفهوم النرجسية
• النرجسية ترجع إلى قصة أسطورية يونانية وإغريقية قديمة، والتي مفادها
أنه كان هناك شاب جميل وسيم ابن أحد الآلهة اسمه نرسيس، ويعني باللغة العربية (نرجس). كان هذا الشاب جميل الوجه، أنيقاً يتصف بمظهره الجميل الذي يلفت انتباه جميع فتيات البلاد في ذاك الزمن.
ولكنه لا يأبه لذلك، ولم يهتم لحب الآخرين له، بل كان مغرماً بنفسه كثيراً، يحب وجهه الفاتن، وخاصة عندما نظر إلى نفسه في ماء البحيرة وعشق انعكاس صورته، لدرجة أنه كان يحدق في الماء في كل لحظة، حتى إنه مات وهو ينظر إلى انعكاس صورته.
وفي المكان الذي مات فيه نبتت زهرة جميلة تحدِّق بوجهها في ماء البحيرة، وسميت هذه الزهرة (زهرة النرجس).
كما أن زهرة النرجس من الزهور الشعبية المحببة، وهي من زهور الفأل الحسن، وترمز إلى الجمال والنماء عند بعض الناس.

النرجسية
هي اهتمام استثنائي بالذات، أو الإعجاب بها.
وهي الاهتمام المفرط أو المثير لتقدير الذات، أي الإفراط في حب الذات.
النرجسية: هي مرض خطير، نتيجة لتركيب سلوكي ونفسي معقد؛ وفق تأكيد علماء النفس والسلوك.
النرجسية: حب النفس والأنانية، وهذا الحب المتفرد، هو اضطراب في الشخصية؛ حيث تتميز بالغرور والتعالي والشعور بالأهمية والكسب على حساب الآخرين، والغيرة من الآخرين والعجرفة عليهم، وفرط الحساسية تجاه آرائهم وعدم تقبلها، بالإضافة إلى السخرية منها.
أما النرجسية كحالة سلوكية ونفسية قد انتشرت في القرن التاسع عشر، بسبب الاضطرابات السلوكية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرضت لها المجتمعات المدنية في العالم.
وصارت أكثر وضوحاً في المؤسسات والشركات وفي الحياة اليومية.
الأسباب التي تؤدي إلى الشخصية النرجسية
أولاً: البيئة
وتعني العلاقات العائلية والأسرية والعلاقات بين الآباء والأبناء، التي تتسم إما بفرط التدليل. وإما بفرط النقد. بما لا يتناسب مع تجارب الأبناء وإنجازاتهم الفعلية.
ثانياً: الوراثيات
وهي الخصائص الوراثية والجينات، مثل السمات الشخصية والشعور والميول والعواطف.
ثالثاً: فترة الطفولة
وهي من الفترات المهمة في تاريخ الإنسان. فالشخصية النرجسية تكون نتاج فترة طفولة معقدة مؤلمة، مع تقويض الشعور الحقيقي لتقدير الذات والتعلم.
والإنسان النرجسي يكون قد تعرّض لصدمات وهزات نفسية في طفولته، أو تعرّض للحرمان في إشباع رغباته بسبب حالة فقر أسرته، أو عدم استقرارها مادياً أو عاطفياً، أو بسبب انفصال والديه عن بعضهما البعض، وانعكس هذا على تكوينه النفسي والعاطفي، وأدى إلى السلبية في سلوكه، مع إحساسه بالدونية وعدم الثقة بالنفس.
القائد أو المدير النرجسي
هو شخص توقف تطوره النفسي عند مرحلة الطفولة. ولم تحترم مشاعره، ولم يجد الدعم العاطفي المناسب، مما سبب له خيبات الأمل، والخيبات التي تعرّض لها تسببت في اضطراب شخصيته، التي تتميز بنمط العظمة و لحاجة الماسة للإعجاب، والتعالي الملازم لحياته.
رابعاً: البيولوجيا العصبية
هي الرابط بين الدماغ والسلوك والتفكير.

أهمّ النرجسيين في العالم
أصاب مرض النرجسية الكثير من المخلوقات ومن البشر، منهم:
أولاً: إبليس
هو أول نرجسي في الكون، وقد رفض السجود لآدم،
عندما أمر الله جل في عليائه الملائكة أن يسجدوا لآدم. فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس رفض السجود، قائلاً: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين).
فهذا الرفض يعكس نرجسية إبليس.
ثانياً: قابيل
وهو من أبناء سيدنا آدم – عليه السلام- وكان يتصف بالغرور وحب النفس.
إذ تقرب هو وأخوه هابيل بقربان إلى الله سبحانه وتعالى.
(هابيل كان طيب النفس).
إذ كان قابيل يعمل بالزراعة، وهابيل يعمل برعي الأغنام،
وتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل.
قال الله تعالى:
(واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ،
قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين) سورة المائدة.
ثالثاً: النمرود بن كنعان
وهو من الشخصيات النرجسية المتعرجفة المغرورة. وقد دخل في جدال مع سيدنا إبراهيم الخليل – عليه السلام-
قال الله تعالى:
(ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين).
ويعدُّ النمرود من الشخصيات النرجسية صاحبة الأنفة والتعالي.
رابعاً: فرعون
من الشخصيات النرجسية التي ادّعت الربوبية،
وقال أنا ربكم الأعلى، وهذه الأنهار تجري من تحتي.
وكان لا يسمح بصوت يعلو فوق صوته. هو كل شيء وهو الكل في الكل.
خامساً: قارون
قارون كان من قوم موسى، وعاش زمن فرعون، وحباه الله بالمال الوفير.
فتغطرس وتجبّر على الناس. وكان يحسّ بالزهو والغرور في كل أحواله. قال الله تعالى: (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين)
الآية 76 القصص.
وقال الله تعالى:
(قال إنما أوتيته على علم عندي) سورة القصص.
النرجسية والعائلة
(أ) النرجسي مع والديه وأخواته
يفتعل النرجسي صراعات مع والديه وإخوانه وأخواته، بسبب انعدام شعوره بالتعاطف أو الحب تجاه الآخرين.
وسلوكيات الشخص النرجسي تسبب مشاعر مختلطة لدى أفراد العائلة، ولا يستطيعون فهم دوافعها بسبب سلوك النرجسي في خلق بيئة عائلية مرهقة مليئة بالتوترات، مشحونة بالصراعات اليومية.
(ب) النرجسي مع زوجته وأبنائه
الزوج النرجسي يفرض سيطرته على زوجته، ويجعلها تشعر بعدم الاطمئنان والإحباط و والسيطرة عليها عاطفياً وفق مزاجه المتقلب.
ويستخدم النرجسي ويكرر التهديدات والوعيد مع زوجته، بهدف التحكم في رغباتها وطلباتها.
أما الأب النرجسي،
فيسيطر على عائلته، ويقدم احتياجاته ورغباته على احتياجات أبنائه. ويطالبهم بالاحترام والإعجاب المطلق، ويستخدم عدداً من الأساليب للتحكم الكامل فيهم وفي رغباتهم و ميولهم.
الأب النرجسي يتوقع من أبنائه التفوق، ويحفزهم على تحقيق إنجازات ونجاحات ترفع من شأنه في المجتمع، واستغلال هذه النجاحات في التباهي أمام الآخرين، وينسب هذه النجاحات لجهده واهتمامه بهم.
القيادة أو الإدارة النرجسية
هي نمط قيادي أو إداري أساسه اهتمام القائد بنفسه، ويكون ذلك بالضرورة على حساب المرؤوسين.
يمارس القائد النرجسي نشاطه الإداري والقيادي بتعالٍ وفوقية، ولا يتردد بالعناد والاهتمام بالذات والتمصلح من الوظيفة.
وتتصف إدارة القائد النرجسي بصفات الغطرسة المتعنتة، والاهتمام بالذات ومصلحته الشخصية والأنانية للحصول على النفوذ والإعجاب، مما يسبب اختلال الإدارة، نتيجة الإهمال، وتأخير العمل، والروتين الممل، واللا مبالاة، والتغطرس.
وأكدت الدراسات الحديثة أن النرجسية هي سبب في انهيار كثير من الشركات والمنظمات والمؤسسات.
النرجسية مرض نفسي ملازم للشخص
إن المدير أو القائد النرجسي شخصيته مختلفة عن بقية الأشخاص. وهو شخص غير اعتيادي، ويفتقد الشعور بالأشياء والمواقف، وذلك لأن طريقة حزنه وفرحه تختلف عن بقية البشر.
كما أن الإساءة للآخرين جزء لا يتجزأ من العلاقة مع الشخص النرجسي، وقد يجد نفسه في: إهانة الآخرين وإذلالهم.
المدير النرجسي لا يعرف ردّ الجميل ولا المعروف.
ويسعى بكل وسعه لتجاهل الشخص الذي قدّم له معروفاً وتدميره.
المدير النرجسي لا حياة عاطفية خاصة به، وليس لديه هوية منفصلة، ويسعى إلى سرقة هوية الأشخاص الآخرين. ويتصف بالغيرة والحسد لكل من يتفوق عليه، أو يكون ناجحاً، أو صاحب سمعة طيبة، أو خبرة عالية.
وهو لا يحب أن يرى الآخرين سعداء، حتى لو كانوا يعملون معه، ويسعى إلى تعاستهم.
النرجسيون لا يصلحون أن يكونوا قادة، هم مغامرون بامتهان العمل الإداري الذي يضمن نجاحاً باهراً.
النرجسية تتسبب في انهيار المؤسسات وزوالها، لأن نمط السلوك هو الاستبداد والأنانية المفرطة.
يعاني المرؤوسون من الضيق والحيرة والضياع، وعدم الراحة والاطمئنان في ظل القيادة النرجسية.
القائد النرجسي لا يؤمن بتأهيل مرؤوسيه ورفعتهم ليكونوا قادة في المستقبل، ويكره المنافسة وأصحاب الرأي السديد والشخصيات القوية. يريد مرؤوسين أصحاب شخصيات ضعيفة تعرف (نعم ) للقائد في كل أحواله.
وأتباع القائد النرجسي صنفان لا ثالث لهما
إما تابع منافق
وإما مفارق.
وأتباع القائد النرجسي يجيدون النفاق في أعلى صوره.
القائد النرجسي لا عهد له ولا وعد. كما يتوجب على تابعيه أخذ الحيطة والحذر من تقلّب مزاجه، ولا يتعلقون بالنتائج لأنه لا أمان له.
القائد أو المدير النرجسي يسقط فشله وفشل سياساته على مرؤوسيه. وينسب النجاح لنفسه، ويسرق جهد مرؤوسيه ونجاحهم.
ويحرص على زيادة مرتبه ومخصصاته أضعافاً مضاعفة،
ولا يحفز مرؤوسيه ولا يزيد مرتباتهم أو مخصصاتهم،
ويستأثر بالحوافز والتدريب الداخلي والخارجي لنفسه،
ويحرص كل الحرص أن يكون لبسه أفضل من لبس غيره، وسيارته أفخم سيارة، وتلفوناته تكون أحسن التلفونات.
ويغضب ويثور لو وجد أحد مرؤوسيه يفوقه في اللبس أو السيارة أو التلفون أو المكتب، أو إذا كان يقاطعه أثناء حديثه، أو يدلي برأي أفضل من رأيه؛
وكل ذلك نتيجة لمرض النرجسية المصاب به، الذي يؤدي إلى الحسد والغيرة الضارة.
النرجسية والإسلام
يدعو الإسلام إلى مكارم الأخلاق، ويحث على الفضيلة، ويبث المحبة والحرية بين الناس.
يشجع الإسلام العمل والكسب الحلال، ويشجع النجاح والإبداع في إطار الشرع الإسلامي الحنيف.
ويعطي الإسلام كل ذي حق حقه،
وكل إنجاز ينسب إلى صاحبه.
ويشجع الإسلام العمل الجماعي، والتفاني في العمل والاخلاص.
بمبدأ (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل).
ويدعو الإسلام إلى حب الخير للناس،
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
النرجسية هي حب النفس، والاهتمام المفرط بحقوق النفس، والأنانية والعجرفة، وحب العظمة والظهور،
وسرقة جهد الآخرين ونجاحهم وانتسابه لها، وإسقاط الفشل على الآخرين.
والاستئثار بالحوافز و المخصصات وحرمان الآخرين من التابعين والمرؤوسين،
والمدح والثناء والإطراء….
والنفاق أمام الرؤساء.
والتعالي على التابعين والمرؤوسين. والحديث عن الأنا والنفس بدون إنجاز وعمل.
والنرجسية تمثل النفاق في أدق صوره.
فالقائد أو المدير النرجسي إذا حدث كذب؛ وإذا وعد أخلف؛ وإذا اؤتمن خان؛ وإذا خاصم فجر.
أثر النرجسية على القيادة
القيادة شيء إيجابي ومهم بالنسبة لأي مجتمع أو تنظيم إداري، أو مؤسسة معينة، في حين أن النرجسية تمثل المرض النفسي السرطاني للقيادة.
لذا يجب ألا تجتمع النرجسية مع القيادة في مركب واحد.
عندما يكون القائد نرجسياً هذا يعني اختلالاً حتمياً في القرارات الإدارية والقيادية المختلفة.
القائد النرجسي غير مرغوب في قيادة الشركات والمؤسسات والمنظمات والدول؛ لأنه لا يحقق نجاحات في جميع المجالات.
الشخصية النرجسية تحطم الرضا الوظيفي للعاملين في المؤسسة أو في أي كيان إداري آخر .
القائد النرجسي لا يعجبه الموظف المتفوق والمبدع، لأنه يخطف منه أضواء العظمة. ويعمل جاهداً لتحطيمه وتأخره.
في ظل النرجسية يتحول سلوك القائد إلى سلوك عدائي دكتاتوري، ويظهر ذلك جلياً في الأنظمة السياسية المستبدة، ويعمل على تحويل كادره الأول إلى أدوات داعمة للنرجسية ومنفذة لأهدافها.
ويحدث هذا السلوك نفسه في المؤسسات والشركات، ويتحول الكادر الملازم للمدير إلى أبواق تردد ما يريده، وداعمين ومتملقين لشخصه. وهذا ما يزيد من شعوره بالغرور والعظمة، ويدفعه إلى الاستمرار في إدارته الدكتاتورية المتسلطة، حيث تكون قراراته ارتجالية غير مدروسة، ومحطمة لقدرات الموظفين الممتازين المرموقين، ويقرب المؤيد له والمتزلف؛ وهذا بدوره يؤدي إلى تقاعس المؤسسة وانهيارها في المستقبل القريب.
النرجسية وحرب الكرامة
عندما تمرّدت قوات الدعم السريع على الدولة، اشتعل فتيل الحرب في البلاد، وتوقفت معظم مؤسسات الدولة وشركاتها سواء كانت في قطاع عام أو قطاع خاص.
وبعد هذا التوقف ظهرت كثير من الأنماط القيادية والإدارية جلية واضحة.
ظهرت الأنماط القيادية الإنسانية.
كما ظهرت الأنماط النرجسية في كثير من قيادات مؤسسات الدولة العامة والخاصة، بصورتها الأنانية المتسلطة.
كثير من مديري عموم الوزارات والمؤسسات أصدروا المنشورات بخفض المرتبات إلى نسب متدنية، متعللين بظروف الحرب وعدم الإنتاج، وغضوا الطرف عن الجانب الإنساني، وطبقوا اللوائح ومواد القوانين المجحفة في حق العاملين، وتركوا الجانب المشرق في القوانين؛ وهو روح القانون لا مواده.
خفضت معظم قيادات المؤسسات المرتبات بنسب متفاوتة منهم 50%، ومنهم 25%، ومنهم من حرم العاملين من المرتبات وجعلهم يقفون في صفوف التكايا يطلبون الإحسان من أهل الخير لسد رمق أطفالهم وذويهم،
في حين تجد المدير العام في المؤسسة والمقربين منه يأخذون مرتباتهم كاملة بالإضافة للمخصصات،
والرحلات خارج البلاد بقصد النزهة والترويح.
وهناك مؤسسة مالية فصلت معظم العاملين بها، والمدير العام وكابينة القيادة أخذوا المرتبات والمخصصات بالكامل وبالدولار الأمريكي.
وكذلك هناك من مديري عموم المؤسسات من يسافر خارج السودان كل شهر أو شهرين، ليلحق بزوجته وأبنائه الذين سافروا إلى دول العالم المختلفة بتذاكر خصماً على المؤسسة التي حُرِمَ كثير من العاملين فيها من مرتباتهم ومخصصاتهم؛
هذه هي النرجسية في أقبح صورها.
حماية المؤسسات والشركات من القيادات النرجسية
بما أن النرجسية هي سرطان المؤسسات وعدو النجاح والإبداع وتطوير الفكر، فإن ذلك يحتِّم على المؤسسات أن تحمي نفسها من القيادات النرجسية.
وهناك عدة أساليب تحدُّ من وصول مثل هذه الشخصيات المريضة إلى قمة الهرم الإداري، وذلك
بإعداد التقارير السلوكية من الجهات الرقابية المستقلة داخل المؤسسة وخارجها للموظف منذ تعيينه في المؤسسة، بجمع المعلومات الخاصة بسلوكه الشخصي والملاحظات اليومية، والاحتفاظ بها بملف سري.
تقوم الجهة الرقابية بتحليل المعلومات والتصرفات السلوكية للموظف بصورة دورية نصف شهرية، وبطول المدة تكون للجهة الرقابية معلومات وافرة عن كل موظف؛ وبعد التحليل الدقيق والمستمر يظهر جلياً سلوك الموظف.
إذا كان سلوكاً معتدلاً، فهذا يصلح لقيادة المؤسسة.
أما إذا أظهر التحليل أن هذا السلوك نرجسياً،
فيبعد من قيادة المؤسسة؛ وبهذه الطريقة والتحليل الدقيق تتم حماية المؤسسة من تربع الشخصيات النرجسية على قمة هرمها الإداري.
الفرق بين الشخصية النرجسية والشخصية السيكوباتية
الشخصية النرجسية تحب ذاتها ونفسها، وتحب العظمة والإطراء، وتتسلق إلى أهدافها بأي من الوسائل على حساب الآخرين.
بعد وصول الشخصية النرجسية إلى أهدافها، تنكر جميل من أوصلوها إلى هذه المرتبة العليا، بل وتعمل على تجاهلهم وتحطيمهَم، ولا تعرف رد الجميل ولا المعروف، وليس لها صداقات دائمة بل مصالح آنية.
الشخصية السيكوباتية هي شخصية أنانية، تبالغ في حب ذاتها وتعظيمها،
وتسعى إلى مصالحها عبر كل الوسائل، حتى لو لم تكن أخلاقية. الشخصية السيكوباتية لا يهمها الإطراء أو الظهور، همها الأول والأخير مصلحتها حتى لو كانت على الأشلاء. تنعدم العاطفة عند الشخصية السيكوباتية، ولا تندم على إيذاء الآخرين، ولا تتعاطف مع ضحاياها. تتلذذ بمعاناة الآخرين، ونفسها أمَّارة بالسوء، تتجدد فيها رغبة استغلال الآخرين وإذلالهم.
شارك الموضوع