قال الجيش السوداني إنه يمتلك تفاصيل حول إمدادات السلاح التي تقدمها دولة الإمارات لقوات «الدعم السريع» وضمنها مسارات الرحلات الجوية ودول الجوار التي تفتح مجالها الجوي وحدودها البرية لتمرير المساعدات العسكرية. كما بين المتحدث باسمه نبيل عبد الله أن قوات الدعم السريع استهدفت مساء السبت محطة كهرباء أم دباكر في ولاية النيل الأبيض وسط البلاد، وقبلها استهدفت عددا من المرافق باستخدام مختلف الأسلحة والتي تزودها بها دولة الإمارات لـ«قتل الشعب السوداني وتدمير مقدراته». كما اتهمت القيادة العامة في بيانها الأحد القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» باستهداف المرافق المدنية والخدمية وتدمير البنية التحتية للبلاد منذ اندلاع الحرب السودانية، مضيفا: «منذ تمردها وفشلها في تحقيق هدفها الإستراتيجي في الانقلاب على السلطة والاستيلاء على الحكم بالقوة بالتنسيق مع حلفائها السياسيين، دمرت العديد من مرافق الخدمات التي تقوم عليها حياة المواطن السوداني من كهرباء ومياه ومرافق صحية وتعليمية». وأكد عزم الجيش السوداني التصدي لما اعتبره مشروعا تآمريا ضد الدولة السودانية تنفذه قوات الدعم السريع وأعوانها من «العملاء والتعامل بما يلزم من وسائل للتصدي لهذا العدوان حتى القضاء تماماً على هذا المشروع». والثلاثاء، اتهم نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، دولة الإمارات بتنفيذ تحركات مضرة بالأمن الوطني السوداني وتحاول فرض أجندتها السياسية للعب على المشهد السياسي الإقليمي وتحويله لبازار سياسي آخر يخدم أغراض العدوان الإماراتي على السودان.
جاء ذلك على خلفية عقد الإمارات اجتماعا، الجمعة، حول الأوضاع السودان على هامش قمة الاتحاد الأفريقي. ورأى أن دولة الإمارات تحاول تبييض صورتها والتغطية على تورطها المباشر في دعم الارهاب في أفريقيا، خاصة السودان عبر تسليح ودعم قوات «الدعم السريع». هذا وتتهم الحكومة السودانية الإمارات باستخدام عشرات الآلاف من المرتزقة من عدة دول لإمداد قوات الدعم السريع، مشددة على «أنها ترعى ميليشيا إرهابية تستوفي كل مقتضيات ذلك التصنيف». وفي 28 مارس/ آذار الماضي قدمت الحكومة السودانية شكوى رسمية في مجلس الأمن الدولي في مواجهة أبو ظبي متهمة إياها بالعدوان والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وطالبت الإمارات بالوقف الفوري عن تجنيد «المرتزقة» وقطع الدعم العسكري واللوجيستي والإمدادات والمؤن عن قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها. كما حمل مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث في خطاب موجه إلى مجلس الأمن الدولي الإمارات تبعات الانتهاكات التي قال إن قوات الدعم ارتكبتها ضد الدولة والمواطنين. واعتبر أبو ظبي شريكة في كل «الجرائم والفظائع» التي حدثت في السودان بما يترتب عليها من مسؤولية دولية وفقاً لأحكام القانون الدولي. وقال الحارث إن «السلوك الإماراتي العدواني يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية وقرارات الأمم المتحدة بشأن إقليم دارفور، خاصة القرار 1591 المعني بحظر السلاح والقرارات الأخرى ذات الصلة».