الملكة «كيلوباسطة» !!!! 

15
كيلوباترا
Picture of بقلم : زين العابدين الحجّاز

بقلم : زين العابدين الحجّاز

• كليوباتره ! أيّ حلم من لياليك الحسان 

طاف بالموج فغنّى و تغنّى الشاطئان 

وهفا كلّ فؤاد و شدا كلّ لسان 

هذه فاتنة الدّنـيا و حسناء الزّمان 

كليوباتره ….. كليوباتره

استمعت الى الفنان عبدالكريم الكابلي و هو يردد هذه الأبيات  وتذكرت صديقي الذى كان يتغنى بها و ينطقها (كيلو باسطه) من باب الدعابة ثم سرحت بعيدا مع الملكة  التى حكمت مصر فى عهد البطالمة قبل الميلاد . تلك الملكة صاحبة الجمال الأخاذ و الساحرة التي أوقعت في غرامها أقوى رجلين في العالم القديم (يوليوس قيصر) ومن بعده (مارك أنطونيو) وصارت قصة حبها مع الأخير ضمن قصص أشهر العشاق في التاريخ القديم . أما ما لا يعرفه الكثيرون هو أن عشاق الملكة (كليوباتره) لم ينقطعوا بوفاتها ولم ينتهوا عن عشقها بعد مرور ألفي عام على موتها وقد ظل كثير من المؤرخين والكتاب ممن جاءوا بعد عصرها  يكتبون عنها — شكسبير فى (انطونيو و كليوباتره) – أمير الشعراء أحمد شوقى فى مسرحية  (مصرع كليوباتره) و على محمود طه المهندس فى قصيدته (كليوباتره) التى شدى بها الموسيقار محمد عبد الوهاب وترنّم بها عبد الكريم الكابلي . تلك القصيدة التي تجعلك تتصور أنها إنسانة شديدة الجمال والجاذبية وليست مجرد ملكة عادية جلست على العرش بعد وفاة أبيها وغيرذلك الكثير حتى صارت  تلك الملكة مثالا للأنثى ووجد فيها كل رجل ما يحبه وما لايحبه في المرأة . ملكة عظيمة مسيطرة و أكثر دهاء من أعظم الرجال استطاعت أن تهز عرش الإمبراطورية الرومانية وذهبت ضحية لجاذبيتها ودهائها فقتلت نفسها انتحارا بسم الأفعى . لم يفت أمير الشعراء أيضا أن يصور جانبها السلبى فى قصيدته الشهيرة (كبار الحوادث فى وادى النيل) من خلال  الأبيات التالية :-

فقضى الله أن تضيع هذا الـ * ـملك أنثى صعب عليها الوفاء

تخذتها روما إلى الشر تمهيـ * دا وتمهيدها بأنثى بلاء

فتناهى الفساد في هذه الأر * ض وجاز الأبالس الإغواء

ضيعت قيصر البرية أنثى * يا لربي مما تجر النساء

فتنت منه كهف روما المرجّى * والحسام الذي به الاتقاء

قاهر الخصم والجحافل مهما * جدّ هول الوغى وجدّ اللقاء

فأتاها من ليس تملكه أنـ * ـثى ولا تسترقه هيفاء

بطل الدولتين حامي حمى رو * ما الذي لا تقوده الأهواء

أخذ الملك وهي في قبضة الأفـ * ـعى عن الملك والهوى عمياء

سلبتها الحياة فاعجب لرقطا * ء أراحت منها الورى رقطاء

لم تصب بالخداع نجحا ولكن * خدعوها بقولهم حسناء

قتلت نفسها وظنت فداء * صغرت نفسها وقلّ الفداء

سل كليوبتره المكايد هلا * صدها عن ولاء روما الدهاء

فبروما تأيدت وبروما * هي تشقى وهكذا الأعداء

بالرغم من هذا الوصف السلبى فلعلّ أعظم من وقع في حب كليوباتره بعد وفاتها هو نفسه أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كتب رائعته المسرحية (مصرع كليوباتره) وفى هذة المسرحية تخاطب وصيفتها شرميون بهذة الكلمات الرائعة – : 

شرميون أهدئي فما أنت إلا — ملك صيغ من حنان وبرّ

أنت لى خادم ولكن كأنّا في — الملمات أهل قربى وصهر

إنما الخادم الوفي من الأهل — وأدنى فى حال عسر ويسر

اسمعي الآن كيف كان بلائي — وانظري كيف في الشدائد صبري

كنت في مركبي و بين جنودي—  أَزن الحرب والأمور بفكري 

قلت : روما تصدّعت فترى شطرا—  من القوم في عداوة شطر 

بطلاها تقاسما الفلك والجيش —  وشبَا الوغى ببحر وبرّ

وإذا فرّق الرعاة اختلا ٌف  —  علَموا هارب الذئاب  التجرّ

فتأمّلت حالتي مليا — وتدبّرت أمر صحوي وسكري 

وتبيّنت أن روما إذا زالت — عن البحر لم يسد فيه غيري 

كنت في عاصف سلَلت شراعي—  منه فانسلّت البوارج إثري 

خلَصت من رحى القتال وممّا—  يلحق السفن من دمار وأسر

موقف يعجب العلا كنت فيه—  بنت مصر وكنت ملكة مصر.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *