• حين كان المعلم يقود الأمة، حين حظينا نحن به لنرتفع من السفح،
فبطبشورته كان يعالج حاجتنا إلى العلم، وبمواهبه يعالج فقرنا للتميز الأدبي والكروي والمسرحي.
تاج السر عثمان البلابل المعلم الفذ
أخذ طبشورته… ورفع عمامته (لنا)
ورحل، رحل صاعداً إلى مجده.
نحن اللحظة نودع المعلمين
الذين دربوا الشمس على الإضاءة. جاء المعلم إلى الدنيا ومعه سبورة وقلم (أحمر)…
وتركنا وصعد هو إلى (لغته) كقمر محلّق حول صورته.
وحين انتبهنا إليه وهو يغدو مسرعاً نحو الرحيل، لم يكمل معنا رحلة النسيان، ولم يأخذ أوراق حزننا معه،
فقط قال للذكرى… سلاماً.
سلام أخذنا إلى أيامه البيضاء
حين كانت الكلمات تغسل الحصى تحت مظنة الجهل،
جاءنا المعلم من بعيد.. أبعد مما نتخيل.. أبعد مما نرجو.
المعلم جاءنا من أرض (الأنبياء)،
جاءنا من أرض خارج (أرضها)،
أو كسماء فاضت دموعها عن (الحوجة).
جاءنا كمحبة تناست (ثلث) اسمها العاري من (أدوات الإعراب).
المعلم يمامة تحط أينما تحط على فراديس مصنوعة من رهق الأنامل.. أنامل تنير العالم من وهدة، (الصدأ).
كان واقعياً معنا،
لم يمنحنا صك (وادي عبقر)،
ولا شيئاً من نبوغ (هبنقة).
كان رجلاً عادياً، يسير معنا، ويفطر على (القوا) معنا،
ويتوسد آخر الليل أحلامه الجوعى من (الثراء)..
فأنت حين تناديه باسمه فكأنما أعدمت جرة من فخار.
المعلم كائن خارج التصنيف، هو تماماً حين تنتظر نجمة تتويجاً من الشمس.. أو كقرنفل يختبئ في مزهرية (المعنى)،
هو أوسع من الصدى، وأدق من خيط السؤال،
وأرفع من كل جلاليب
الكلفة.. نحسب اليوم… يومه وحده، دون أن نتدخل نحن في موسوعة (الفقد).
شارك المقال