المرأة نحلة المجتمع.. من ملكة إلى عاملة

87
أبوعبدالإله الدوسري

بقلم: أبو عبد الإله عبيد بن حمد الدوسري

• تسارعت الأحداث، وتغيّرت قناعات، وتتابعت قرارات؛ لتوظيف المرأة؛ فلهث كل أب للبحث عن وظيفة لابنته العاطلة أو المتخرجة، فأعماهم الطمع، وتلاشت كل عوامل الخوف والحذر والعيب، وتحطّمت كل الثوابت الاجتماعية، فأصبح الأمر مع مرور الوقت عادة، بل واجبًا أسريًّا، فما وعينا إلا وكل بناتنا، حتى نسائنا خارج البيوت، في وظائف، فأزيح عدد كبير من الشبان والرجال عن مكانهم الطبيعي، وحلَّ جسم غريب محلهم، حلّت الأنثى في كل شيء!

ولكن لماذا؟ 

هذا سؤال، ربما إجابته عند بعضنا تكون بدهية وحاضرة، فيقال: من أجل البحث عن لقمة العيش، وتحسين الدخل، والاستقلالية المالية، ومساعدة الأسرة… و… و… إلخ.

والحق أن هناك جهات خفية تعمل على ذلك منذ سنوات، من خلال شخصيات نسائية (مسيَّسة) وموجَّهة، خلف مقاعد الجامعات، وكُتَّاب أعمدة ومقالات في الصحف والمنتديات، كلٌّ يُخرج ما لديه من خبث مستأصل في داخله، يُخرجونه باسم الانفتاح والحرية، من خلال التلميع لنظريات أو شخصيات خارجية، وما ساعد في تسريع هذا الأمر هو التوسع العشوائي وغير المبرر في التوظيف النسائي في القطاعين الحكومي والخاص.

ولستُ هنا لتسجيل رأي معارض لعمل المرأة، بل إن ما أقصده هو التوظيف المنضبط، الذي ينفع المرأة والمجتمع، ولا يصادر دور الرجل وقوامته.

لقد جُرَّت المرأة إلى بلاء عظيم، بحبل ناعم، بالتوظيف المفتوح، تحت غطاء الانفتاح والحقوق المسلوبة والاستقلال والبحث عن لقمة العيش، هكذا قالوا لها، وما زالوا يرددون، حتى خدَّروها فاقتنعت طواعية، فوقعت في المحذور، فتنازلت عن عرشها ومملكتها (بيتها)؛ لتبحث بنفسها عن لقمة عيشها، كما توهّمت، فخرجت تلهث وراء سراب لن تجده، أوهموها أنه الكنز العظيم الذي سيغنيها عن كل الرجال، حتى عن أسرتها، فتنازلت عن شق من أنوثتها، وجزء مهم من أمومتها، وكثير من حيائها وحشمتها، فغدت تزاحم الرجل في مهنته، وباتت تتخلى عن دورها الفطري..

وكانت المحصِّلة والغاية (المغيَّبة) هي انتزاع القوامة من الرجل، فأصبحنا في مجتمعات تحركها خيوط خفية، ترسم لها، باسم التطور والانفتاح، نهاية سريعة مروِّعة، لمجتمع متراصِّ البنيان، قوامه من ثوابت دينه..

وها نحن الآن قد انتهينا إلى حال تُشرِف على انفجار عظيم، ضحاياه جيل مضطرب، من أم خارج البيت وأب فاقد القوامة، ففقد المرشد الناصح  والمربي، إذ لا قوام لأي مجتمع بلا قوامة من رجل وتربية من أم، وبهذا قضى الله، وهو العليم بما خلق، والحكيم بما قدّر..

إن أخبث ما توصل إليه أعداء المجتمع، هو أن التوسع في توظيف المرأة في كل مجالات العمل يسرِّع بهدم قوامة الرجل، ويبطِّئ من سن الزواج، فمتى ذهبت القوامة، وخرجت المرأة من مملكتها، وأصبحت الرجال عاطلة عن العمل، تهدَّم بناء المجتمع، وذلك بإسقاط أعمدته الثلاثة: القوامة، والأمومة، والتربية. وهذا هو الهدف الخبيث، والحبل المسموم الذي جرُّوا المرأة إليه، وهو حبل ناعم الملمس، ولكنه يخنق بلا صوت، ثم يقتل، وأول المخنوقين به نحن الرجال، وجيل من ورائنا سيفقد أمومة منزوعة وقوامة مشروعة.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *