
إهمال بسيط قد يقتلك .. كيف تحمي نفسك؟

د. عصام الدين مزمل عبدالقادر
استشاري الصحة العامة
osammuzz@gmail.com
• الكوليرا مرضٌ مُعدٍ إسهالي حاد. هناك ما يُقدَّر بـ 3 إلى 5 ملايين حالة كوليرا و 100000 إلى 120000 حالة وفاة كل عام. يساعد قصر فترة الحضانة (من ساعتين إلى خمسة أيام) على انفجار وباء الكوليرا. و هو يصيب الأطفال والبالغين.
عالميا زاد وقوع وباء الكوليرا منذ بداية هذه الألفية خاصة جنوب الصحراء الأفريقية فهنالك في إقليم شرق المتوسط حالات طوارئ معقدة بسبب نقص إمدادات المياه المأمونة و سوء الإصحاحَ البيئي خاصة في البلدان التي دمرتها الحروب.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد أدت الصراعات والنزوح الجماعي والكوارث الناجمة عن المخاطر الطبيعية وتغير المناخ إلى تكثيف تفشي المرض خاصة في المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تؤخر البنية التحتية الضعيفة والوصول إلى الرعاية الصحية و العلاج. وقد أدت هذه العوامل العابرة للحدود إلى جعل تفشي الكوليرا أكثر تعقيدا وصعوبة في السيطرة عليه.
تقرير منظمة الصحة العالمية:
الكوليرا تصيب 116 ألف شخص وتهدد مليارًا حول العالم في ظل ارتفاع معدلات الإصابة عالميًا، حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي الكوليرا في ربع دول العالم تقريبًا خلال الربع الأول من عام 2025، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة بتفشي الكوليرا في 25 دولة حول العالم و أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا حديثًا يُظهر استمرار تفشي مرض الكوليرا في عدد من الدول، ما يهدد قرابة مليار شخص حول العالم بالإصابة. وبحسب التقرير، تم تسجيل أكثر من 116,574 حالة إصابة و1,514 حالة وفاة منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية مارس. شملت موجة التفشي 25 دولة موزعة على ثلاث مناطق: إفريقيا التي سجلت أعلى نسب الإصابة، تلتها منطقة شرق المتوسط، ثم جنوب شرق آسيا. و الدول الأكثر تضررًا بالكوليرا عام 2025: من بين الدول المتأثرة بشدة من تفشي الكوليرا تشمل:
1. جنوب السودان.
2. أفغانستان.
3. جمهورية الكونغو الديمقراطية.
4. اليمن.
5. أنغولا.
6. السودان.
7. الباكستان.
وأكد التقرير أن بعض هذه الدول تواجه تفشي لعدة أمراض مختلفة في الوقت ذاته، مما يُشكل ضغطًا هائلًا على أنظمتها الصحية.
جدول يوضح اصابات و وفيات الكوليرا حول العالم
العدوى: تنتقل الكوليرا بتناول ألاغذية أو المشروبات الملوثة َّ ببكتيريا ضمة الكوليرا.

فترة الحضانة:
حوالي 75% من المصابين لا يُظهرون أي أعراض، مع أن الجراثيم موجودة في برازهم لمدة (7-14) يوماً خلالها يمكنهم نقلها للاخرين.
الأعراض: تستطيع الكوليرا إضعاف الشخص السليم بسرعة و قد تسبب الوفاة في (24) ساعة و تشمل الاعراض:
1. إسهال بكميات كبيرة يشبه «ماء الأرز»
2. القيء
3. تشنجات بالساق
4. الوهن
5. الجفاف
الوقاية: سبل الوقاية هي:
1. شرب الماء المكلور (المضاف اليه الكلور وفق المعايير) او المغلي والنظيف فقط
2. استخدام المياه النظيفة لغسل الطعام وتحضيره
3. المواظبة على غسل اليدين بالصابون والماء المأمون خاصة
4. طهي الطعام طهوًا كاملا ً و إبقائه مغطى، وتناوله ساخنًا ما امكن.
5. عدم الاستحمام او التبرز في او قرب مصادر مياه الشرب
6. التخلص من النفايات التي تعتبر موقعا لتوالد الذباب
7. التطعيم
الإجراءات الواجب اتخاذها في حالة ظهور الأعراض:
1. اعداد و تناول أملاح الارواء الفموية و التي من شأنها انقاذ 80% من المرضى بنجاح
2. ينصح المرضعات بالاستمرار في إرضاع الأطفال.
3. الابلاغ الفوري عن المريض و نقله لاقرب مشفى.

أملاح التروية الفموية:
هي محلول صوديوم وجلوكوز يحضر بتخفيف كيس واحد من أملاح التروية الفموية واسعة التوفر في لتر واحد من المياه النظيفة المأمونة. وكذلك يمكن تجهيزه في المنزل بمزج ما يلي:
1. نصف ملعقة صغيرة من الملح
2. ست ملاعق سكر صغيرة؛
3. لتر واحد من مياه الشرب النظيفة المأمونة أو مياه الأرز المملحة قليلا.
غسل اليدين: تحدد منظمة الصحة العالمية خمسة أوقات حرجة لغسل اليدين لضمان النظافة ومنع انتشار الجراثيم و هي بالتفصيل:
1. قبل ملامسة الطعام: غسل اليدين قبل البدء في تحضير الطعام أو تناوله يمنع انتقال الجراثيم إلى الطعام ومن ثم إلى الجسم.
2. بعد استخدام الحمام: غسل اليدين بعد استخدام الحمام يزيل الجراثيم التي قد تكون انتقلت إلى اليدين.
3. بعد السعال أو العطس أو مسح الأنف: السعال والعطس ومسح الأنف ينشر الجراثيم في الهواء وعلى اليدين، لذا يجب غسل اليدين بعد ذلك مباشرة.
4. بعد لمس الحيوانات أو أسطحها: الحيوانات قد تحمل جراثيم مختلفة، لذا يجب غسل اليدين بعد لمسها أو لمس أي شيء يلامسها.
5. بعد التعامل مع القمامة: القمامة تحتوي على جراثيم ومخلفات، لذا يجب غسل اليدين بعد التعامل معها.
6. قبل وبعد علاج الجروح
7. قبل ارضاع الاطفال
8. بعد تغيير الحفاضات أو تنظيف طفل استخدم المرحاض .
90عندما تبدو اليدين متسخة .
الخطوات الصحيحة لغسل اليدين:
1. تبليل اليدين بماء جارٍ
2. فرك الصابون باليدين للتشكل كمية كافية منه تغطي اليدين المبللتين
3. فرك أسطح اليدين – بما في ذلك ظهر اليدين، وبين الأصابع، وتحت الأظافر – لمدة لا تقل عن 20 ثانية

دور المجتمع في الوقاية من الكوليرا:
يلعب المجتمع دورًا حيويًا في الوقاية من الكوليرا، وذلك من خلال تبني ممارسات النظافة الشخصية والصحية، واستخدام المياه المأمونة، والتعاون مع الجهود الصحية المحلية والوطنية. و على الافراد و الجماعات التأكد من:
1. غسل اليدين: يجب غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون حسب الموجهات.
2. نظافة الطعام والشراب: يجب التأكد من طهي الطعام جيدًا وشربه من مصادر مأمونة، وتجنب الأطعمة المكشوفة والمعرضة للحشرات.
3. استخدام مياه نظيفة: يجب التأكد من أن المياه المستخدمة للشرب والطهي والاستحمام مأمونة وخالية من التلوث.
4. تخزين المياه: يجب تخزين المياه في أوعية نظيفة ومغطاة لمنع التلوث.
5. نشر الوعي: يجب على أفراد المجتمع نشر الوعي عن الكوليرا وطرق الوقاية
منها.
6. التعاون مع السلطات الصحية: يجب التعاون مع السلطات الصحية في جمع البيانات وتقديم المعلومات اللازمة لتتبع ورصد حالات الكوليرا.
7. التخلص من الفضلات: يجب التخلص من الفضلات البشرية والمخلفات بطريقة آمنة وصحية لتجنب تلوث مصادر المياه
والبيئة.
8. التخلص من النفايات الصلبة: يجب التخلص من النفايات الصلبة بشكل صحيح لمنع انتشار الحشرات والآفات.
9. الإبلاغ عن الحالات: يجب الإبلاغ عن أي حالات يشتبه في إصابتها بالكوليرا إلى السلطات الصحية لتلقي العلاج المناسب والحد من انتشار المرض.
10. التعاون في حملات العلاج والتطعيم: يجب التعاون مع حملات العلاج التي تنظمها السلطات الصحية.
11. المشاركة في الأنشطة التوعوية: يجب المشاركة في الأنشطة التوعوية التي تنظمها السلطات الصحية والمجتمعية لنشر الوعي حول الكوليرا.
شارك المقال