«الكنية» حبُّ العرب.. وحبُّ السودانيين «اللقب» 

223
محمد المهدي

محمد المهدي الأمين

مستشار التحرير وكاتب صحفي

• الكنية واللقب هما نوعان من أسماء العلم في اللغة العربية، ويختلفان عن الاسم الأساسي، فالكنية

هي اسم مركب يبدأ بـ «أبو» أو «أم» أو «ابن»، ويشير إلى علاقة الشخص بأبنائه أو أمه أو غير ذلك. أما اللقب

فهو اسم يطلق على الشخص ليدل على صفة فيه، سواء كانت محمودة أو مذمومة، وقد يكون اللقب مرتبطاً بشخصيته، أو مهنته، أو أي صفة أخرى. 

ومن أمثلة

الكنية:

أبو بكر الصديق، وأم كلثوم.

ومن أمثلة اللقب:

الفاروق (لقب عمر بن الخطاب)، الرشيد (لقب هارون)، الجاحظ (لقب عمرو بن بحر). 

وهناك فرق بين الاسم والكنية واللقب، ذلك أن 

الاسم هو الاسم الأصلي للشخص، مثل الشيخ، محمد، ناجي. 

أما الكنية

فهي أحد أنواع اسم العَلَم، مثل المركب الإضافي، وهو ما يُجعل علماً على الشخص غير الاسم واللقب،  وتستعمل مع الاسم واللقب أو بدونهما، تفخيماً لشأن صاحبها بدل أن يذكر اسمه مجرداً. 

والتكنية سنة نبوية وسنة الخلفاء الراشدين. فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أشيعوا الكُنى فإنها سُنّة». 

ومما يدل على أهمية التكنية أنها   سنة نبوية. 

واستخدام الكنية يعبّر عن احترام الشخص وتوقيره. 

كما أنها تساعد في تجنب إطلاق ألقاب على الآخرين قد تكون مزعجة أو غير مرغوبة. 

وقد تكون الكنية أسهل في التذكر أو النطق من الاسم الشخصي.

وكان العرب قديماً يرون عزهم فيها.. ما كُنيتكِ؟ 

وقد تكنَّى النبي صلى الله عليه وسلم، وكنّّى بعض أصحابه، ففي صحيح البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم كنّى علياً رضي الله عنه بـ(أبي تراب). 

والملاحظ أننا في السودان نميل إلى إطلاق الألقاب أكثر من الكنية، ومن قديم الزمان درج الطلاب على إطلاق الألقاب سراً على المعلمين، وكذلك يطلق الشعب الألقاب على الرؤساء والسياسيين، فقد كان الرئيس النميري يعرف ب(أبو عاج)، واشتهر عمر البشير  ب(بشّة). ومن الفنانين لقب محمد وردي  ب(الإمبراطور) ومحمود عبد العزيز ب(الجان). 

إلا أنّ لاعبي كرة القدم المحليين منهم والأجانب – وخصوصاً في فريقي الهلال والمريخ- أكثر من تطلق عليهم الجماهير والصحافة الرياضية الألقاب. فما من لاعب وقّع في كشف أحد الفريقين إلا وهلّلت الجماهير واستقبلت اللاعب بالحشود منذ لحظة توقيعه، وفتحت له الصحافة قلبها وصفحاتها، وأجرت معه حوارات، يعلن فيها اختياره التوقيع لهذا النادي لأنه ينتمي إليه منذ ميلاده، ويبشر  الجماهير بتحقيق البطولات وخصوصاً البطولة الكبرى التي استعصت على أنديتنا (أبطال أفريقيا). 

فعلى رغم الأعداد الكبيرة من رؤساء الأندية والإداريين الأفذاذ، وأساطين المدربين الوطنيين منهم والأجانب من عرب وأفارقة وخواجات، واللاعبين أصحاب الألقاب الرنانة مثل ميسي، وفيريرا، وزيكو، وسيدا، إلا أن المحصلة صفرٌ كبير، وحسرة تتكرر كل عام، وبدلاً من أن تمتع الجماهير ناظريها برؤية الكأس الأفريقية داخل أسوار ناديها، فتحتفل بالبطولة وتحمل الكأس وتطوف بها المدن والولايات، تتجرع الجماهير الحسرة وتنتظر بداية التسجيلات، فتحمل القادمين الجدد على الأعناق، وتطوف بهم الأرجاء، ممنية النفس بتحقيقهم البطولة التي أعجزت أنديتنا ولاعبيها أصحاب الألقاب الفخيمة والأداء المتواضع. 

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *