الكتلة الديمقراطية.. كل الطرق تؤدي للحوار السوداني 

38
طارق عبدالله

د. طارق عبدالله

كاتب صحفي

• اجرت الكتلة الديمقراطية مشاورات تحضيرية لانطلاقة الحوار السوداني ، السوداني ودعت كتل سياسية اخرى للمشاركة في تلك المشاورات التي ترى انها خارطة طريق لتوحيد الرؤى حيال الازمة السياسية في السودان وهي ازمة متجذرة منذ قدم التاريخ ونتاج طبيعي لسياسة استعمارية خرجت بجسدها وتركت بذرة الخلاف  وبيئة صالحة للاختلاف لتواصل السيطرة على البلاد ويبقى إن الاتفاق حول الرؤية وترسيخ القناعة بها ومحاولة تنفيذها من شانه ان يخرج الوطن من هوته العميقة وهو الاسلوب العقلاني والمطلوب لتجاوز الازمات السياسية التي انعكست سلبا» على الاقتصاد والامن والمجتمع

لقد كان الجنرال مني اركو مناوي شفافا» في طرح فكرة الكتلة الديمقراطية وانها لاتريد إن تعمل بمعزل عن الآخرين وانها تريد تقديم رؤيتها من ضمن الاطروحات التي تناقش من اجل الوصول إلى الحل الصحيح وهو نوع من التفكير الايجابي الذي يبعد الناس من سياسة (التكويش على كل شىء) إلى التنازل من اجل المصلحة العامة  ومناوي حاليا» يمثل الصف الاول من ساسة البلاد يدعم سياسته بقوته العسكرية التي اظهرت وطنيتها في حرب الكرامة وهكذا حال كل قوات حركات الكفاح المسلح التي شكلت القوات المشتركة اظهر اولئك القادة روح من التسامح يجعلهم الافضل دون ان ينقص من قدر الآخرين لذا يجب علي مناوي ان يكون اكثر فاعلية في تجميع المكونات السياسية والاجتماعية 

لقد كرست قوى الحرية والتغيير إبان حكمها لسياسة الانفراد والاقصاء لاكبر قدر من المكونات و ما يعيشه الوطن نتيجة طبيعية لتلك السياسة التي يجب ان نستفيد منها في تصحيح مسار قويم يخرجنا من الهوة بحوار   لا يستثني حتى الجماعات السياسية في الخارج إذا تبراءت من دعم المليشيا و تحللت من الارتباط بها ووقفت في الصف الوطني.

غيرت الحرب الموازين و ابانت الصورة الحقيقية لحركات الكفاح التي كانت الرؤية حولها انها تنفذ في اجندة خارجية فاثبتت الحرب إن لها سقف وطني اكثر من اصدقاء الحكومات السابقة المتحورة في مجموعات مسلحة انتهت بها لتكوين الدعم السريع كقوة عسكرية تحت قيادة اسرة وتلك التشكيلات قامت على هذه الفكرة في ايدي اسر واشخاص وليست تكوينات قومية تربطها اهداف مشتركة تلك الوطنية المكتشفة في حركات الكفاح اظهرت الينا رجال دولة- مالك عقار ودكتور جبريل نموزجا» وبالتالي يجب ان نستفيد من  الحرب في معالجة ترسبات الماضي واعطاء الفرصة لآخرين لممارسة الحكم ولكن قبل ذلك يجب ان يكون هناك برنامج معروف لنشاط المؤسسات التنفيذية في الحكومة ومتابعة تنفيذ الخطط المعروضة لان التجارب السابقة تشير لعبقرية في الكتابة الانشائية وانعدام للتنفيذ ..كما يجب الاهتمام بتوصيات ورش العمل و السمنارات وكذا البحوث العلمية لو اننا نفذنا 10% منها لعبرت البلاد إلى بر الامان فالدولة تبنى بالعلم والتسامح والتنازل.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *