• سقطت الفاشر وسقطت معها كل الحروف والمعاني إلا حروف الألم والحزن ظلت باقيه، هذا السقوط له الأثر النفسي العميق والاجتماعي على مواطن الفاشر، لقد فقد الكثير منهم أبناءهم، وأسرهم، وأحبابهم.
وكذلك له أثر عميق في نفوس كل السودانيين في مختلف الولايات، فقد أصابهم الحزن والألم لما حدث لإنسان الفاشر من جوع ونزوح.
أخجل أن أكتب لهم كلمات؛ لأن ما يحدث أكبر من أن نعبّر عنه بالكلمات، الكثيرون يموتون ويعدمون أمام أعيننا، ويعلقون في الشجر، من هؤلاء الذين أعطوا أنفسهم حق التدخل في مصير هؤلاء العزل؟ من هؤلاء
القساة الطغاة الذين يحملون السلاح بأيديهم ويكبّرون على ضحاياهم؟ على ماذا يكبرون؟ هل على جهلهم
وعلى سذاجتهم؟ألم يعلموا أنهم سيموتون كما مات هؤلاء أو أشد قسوة؟ إن الله لا يحب الظلم، إنه العدل.