الفاتح خضر يقيّم أداء إدارة سيد الأتيام ويفنّد اتهامات «الأجندة الشخصية» وطموح الرئاسة
Admin 20 سبتمبر، 2025 57
مستعد لقيادة حركة جماهيرية حقيقية
حاوره : رئيس التحرير
• بصوته الهادئ الواثق، وحجته القانونية البينة، وحبه العريق لـ«سيد الأتيام»، حاورناه فكان بحراً من الذكريات والعبر، ورجلاً من رجالات السودان الأفذاذ الذين جمعوا بين متانة العلم وصدق الانتماء.
الفاتح خضر الكاشف، المحامي والمستشار القانوني المخضرم، الذي سطر اسمه في تاريخ الكرة السودانية إدارياً وقانونياً من خلال أبرز المناصب في الأندية والاتحادين المحلي والقاري، يفتح قلبه وذاكرته في هذا الحوار الاستثنائي مع «فويس».
من ذكريات اللعب في «حي ناصر» مع جيل الأسماء اللامعة، إلى قيادة أرفع المناصب في «النادي العظيم»، يسرد الرجل سيرة هي جزء من تاريخ الرياضة السودانية.
في هذا الحوار، لا يكتفي «الكاشف» باستعادة أمجاد الماضي، بل يقدم قراءة عميقة وموقفاً واضحاً لا يحتمل التأويل: دعم لا يتزعزع لمجلس إدارة النادي الأهلي الحالي، الذي يصفه بـ «مجلس العقول النيرة»، مُستعرضاً إنجازاتهم الاستثنائية في أصعب الظروف، ومُفنداً كل ما يثار حوله من شائعات.
كما يتطرق الحوار إلى علاقته التاريخية بالقنصل حازم مصطفى، ودورها الإيجابي في دعم النادي، ويرد فيه بوضوح على كل التساؤلات حول أي «أجندة شخصية» أو ترتيبات معارضة، مؤكداً أن مصلحة النادي فوق كل اعتبار، وأن وجوده «خارج المجلس أجدى وأنفع».
هذا الحوار الشامل هو رسالة طمأنينة لكل أهلاوي، ووثيقة مهمة لتسجيل لحظة فارقة في تاريخ النادي، كما يراها أحد أبرز عقلائه وأكثرهم خبرةً وحكمة.
الفاتح خضر الكاشف.. هو محام ومستشار قانوني. متزوج وله بنتان وولد. الكبرى رؤى طبيبة استشارية، والابن مهندس رامي، والصغيرة رنين في السنة الأخيرة لكلية الحقوق.. وله حفيدان: كريم وتاليا.
في المجال الرياضي، لعب لفريق حي ناصر، ثم أصبح سكرتيراً له. وكان يضم أبازر وفيصل العمدة ومنتصر زيكو وآخرين. ثم أصبح سكرتيراً لنادي النهضة، ثم سكرتيراً للنادي الأهلي العظيم (سيد الأتيام) لأكثر من دورة.. ثم مستشاراً قانونياً للاتحاد السوداني لكرة القدم لدورتين، ثم مقرراً للجنة الانضباط، ثم مقرراً للجنة شؤون اللاعبين غير الهواة.. ثم مقرراً للجنة الاستئنافات العليا بالاتحاد العام. أخذنا أسئلتنا والتقيناه في هذا الحوار.

• كم هو عمر ارتباطك بالنادي الأهلي مدني، وما هي أبرز الأدوار التي شغلتها خلال مسيرتك الطويلة؟
– بدايةً، شكراً للإخوة في صحيفة «فويس»، الصحيفة ذائعة الصيت التي ولدت كبيرة، ونشكر القائمين عليها على هذه الإصدارة المتميزة. بالنسبة لارتباطي بالنادي الأهلي جاء إبان تولّي سكرتارية نادي النهضة الرياضي، وبناءً على رغبة إخوة أعزاء، أذكر منهم القطب الأهلاوي الكبير محمد الحاج -يرحمه الله- ونور الدين حسين عوض تحديداً. وكنت في نادي النهضة، وكانت لدي عضوية في النادي الأهلي منذ عام 1982م عندما كان يتولى السكرتارية آنذاك هاشم جاد الله. وقد دخلت النادي الأهلي سنة 1995 كإداري، وفي أول تكليف لي كنت سكرتيراً، وظللت في المنصب ثلاث دورات متتالية. ونظراً لظروف انتقالي إلى الخرطوم، ترجّلت عن المهمة، ولارتباطي كذلك بالاتحاد العام حينها، عندما كنت عضواً في لجنة الانضباط ومقرراً لجنة شؤون اللاعبين غير الهواة ومقرراً لجنة الاستئناف العليا، وكنت مستشاراً للاتحاد العام. هذه المناصب حالت دون الدخول في مجالس إدارات أخرى.
• كيف تقيم أداء مجلس الإدارة الحالي للنادي، خاصة في ظل مشاركة النادي في بطولة سيكافا والفيدرالية الأفريقية، التي يمثل فيها السودان؟
– عبر هذا اللقاء، أجدها فرصة طيبة لأنقل إجلالي وتقديري الشديدين لهذا المجلس الفتي، وأطلق عليه دوماً «مجلس العقول النيرة». والحقيقة، فقد أداروا النادي في ظروف استثنائية صعبة ومعقدة، وبدراية وحكمة كبيرة جداً جداً، وتضحيات مشهودة.. والمرحلة الأصعب كانت بعد الحرب، حيث كان هناك قرار صعب، وهو قرار المشاركة في دوري النخبة من عدمه. ولكن ما يميز إخوتنا في مجلس الإدارة أنهم يتشاورون مع كل القاعدة الأهلاوية وعقلاء وكبار النادي، وبعدها قرروا أنهم لا بد من خوض هذه المعركة، برغم أن كشف النادي كان يضم ثلاثة لاعبين فقط.
كما استطاعوا دفع كل الاستحقاقات السابقة للاعبين، وأعادوا كل اللاعبين إلى كشف النادي، وكانت هذه هي الطفرة الأولى، وبعدها تبوّأوا مراكز متقدمة في دوري النخبة. وكانت هذه العقبة الأولى التي تجاوزوها. وكانوا هم الأبطال الحقيقيين. وبالتالي، هذا التحدي الذي واجهوه، ورغم ذلك نجحوا في دوري النخبة والكأس (سيكافا). وكذلك الوصول إلى الكونفدرالية، وهذا في حد ذاته انتصار مميز وتاريخي، فالأهلي منذ الثمانينات لم يمثل السودان أفريقياً. وعاد في ظل هذا المجلس العملاق، وهذا انتصار كبير يؤرَّخ ويُعد بصمة كبيرة في تاريخ النادي الأهلي.

• يُتداول أن لديك أجندة شخصية تسعى من خلالها لرئاسة النادي الأهلي، مستفيداً من علاقتك الوطيدة بالرئيس الفخري. ما هو ردك على من يقول إن دعمك الظاهر للمجلس الحالي هو مجرد (ستارة دخان) لتحقيق هذا الهدف؟
– أولاً والحمد لله، أنا منذ أن ترجّلت من مجالس الإدارات للأسباب التي ذكرتها سابقاً، ظللت لصيقاً بكل مجالس الإدارات التي تلت فترتنا: مجلس مولانا بشار، مجلس مولانا بدر الدين عوض الله، مجلس مبارك محجوب، مجلس السر العبوب، ومجلس كمال النقر. وكنت مناصراً لها، باعتبار أنني أهلاوي، وأعتقد أن هذه قاعدة وشعار معروف في النادي الأهلي، وأنا مؤمن به تماماً، وهو الوقوف خلف كل مجلس إدارة يمر على النادي.
أما الكلام الذي يتم تداوله بخصوص أن لدي أجندة شخصية، فالحقيقة أن لدي ظروفاً شخصية كثيرة جداً تحول دون حتى التفكير في أن أعود إلى مجلس إدارة النادي. أولاً: أنا مستقر بشكل كامل في الخرطوم مع أسرتي منذ عام 2000، ومدني العزيزة على قلبي أحضر لها في المناسبات فقط، خاصة مباريات النادي الأهلي. وبالتالي، أنا أفتقد لأهم عنصر قانوني (وهو التواجد في مدني). الشيء الآخر: أنا أرى أن هناك من هو أولى وأجدر وأفضل مني الآن لتولي مجلس إدارة النادي الأهلي.
والحقيقة، أنا مندهش جداً لهذا الكلام المتداول الذي يصلني على شكل محادثات أو اتصالات، لأن ذلك مرتبط بعلاقتي بالقنصل حازم مصطفى، وهو داعم رئيسي للنادي ويتحمل أشياء كثيرة جداً، ولأنني سبب رئيسي لارتباطه بالنادي الأهلي. وعلاقتي بالأخ القنصل حازم، كانت لظروف مهنية، باعتبار أنني مستشار قانوني لشركاته الخاصة، وبالتالي تطورت العلاقة، وكنت أيضاً مستشاراً له في قضايا رياضية معروفة، إبان توليه رئاسة مجلس لجنة تسيير نادي المريخ. ومن خلالها تعرفت عليه عن قرب. وهو رجل يؤمن بفكرة ومشروع رياضي في ذهنه، وحاول أن ينفذه في نادي المريخ، إلا أنه اصطدم بالكثير من المتاريس والعقبات حالت دون تنفيذ أفكاره. وعندما طرحت عليه فكرة الوقوف مع النادي الأهلي، كان أول سؤال طرحه هو: هل مجلس الإدارة الحالي قادر على تنفيذ مشروع مستقبلي للنادي؟ وهل هو مجلس على قدر الثقة؟
كانت إجابتي الواضحة والواثقة له، بأن هذا المجلس يتميز بكل ميزات الإدارة الناجحة، وهو من أفضل المجالس التي مرت على النادي الأهلي في تاريخه، ويستطيع أن يعتمد عليه في تنفيذ هذا المشروع المستقبلي، الذي يعتبر حلم النادي الكبير، من استثمارات وبنى تحتية واحتراف. وقد كان هذا -بحمد الله- ما وجده في إدارة النادي الأهلي الحالية، بعد تواصله بعد ذلك معهم مباشرة عبر قنواتهم الرسمية. والحمد لله، كانوا عند حسن الظن الذي وضعته، وهو أيضاً قادر على التمييز، وهو رجل إداري ويعرف إذا كانت هذه العناصر هشة أو قوية، ووجد أنها تستطيع أن تنفذ مشروع النادي الأهلي المستقبلي.
بالنسبة للدعم، والقول بأن ما يظهر هو مجرد ستار. الحقيقة أنا أتحفظ على كلمة «دعم» لأنه لا يمثل قطرة مما يقدمه آخرون، سواء في مجلس الإدارة أو بعض الأقطاب. وبالتالي، القول إنني داعم غير دقيق، وإنما يمكن أن أكون مجرد مساهم، وقد أقود بعض المساهمات من بعض الأصدقاء والإخوان دعماً للمجلس. لكن علاقتي بالرئيس الفخري تمثل مردوداً إيجابياً وليس سلبياً على النادي الأهلي.

• اتهمك بعض المطلعين بأنك – وآخرون من مجلس سابق – تتبعون استراتيجية (فرق تسد) وتقومون بتسريب معلومات داخلية عن مجلس الإدارة إلى أطراف أخرى بهدف إثارة البلبلة والطعن في مصداقية المجلس الحالي وإضعاف الثقة فيهم؟
– ليس لي أي ترتيب مع أي مجموعة من مجلس سابق أو غيره. إضافة إلى أن معلومات مجلس الإدارة لا تُشترى ولا تُعرض في العراء حتى يتم تسريبها. فالمجلس يعمل بكل شفافية، وعبر قنواته الرسمية، سواء عن طريق أمينه العام أو إعلامه، تخرج المعلومات إلى النور.. أما بالنسبة للمجلس، فأنا من أكثر الناس دعماً له، ليس مادياً، بل معنوياً، وأحرص على ثباته وتقدمه.
• ما هو الضمان الذي تقدمه للمشككين اليوم ليثقوا بأنك تعمل لصالح النادي وليس لصالحك؟
– النادي ليس مجالاً لتتصارع فيه مع أحد.. فالعمل في مجالس الإدارة قطعة من نار، لمن لم يجربوه، إضافة إلى أنه ليس هناك فائدة خاصة يجنيها عضو مجلس الإدارة من العمل داخل المجلس حتى تكون محل صراع وطمع.. الضمان الوحيد أنني مع هذا المجلس في خندق واحد.
• كيف توفق بين ولائك المعلن للنادي وبين اتهامات العمل لصالح أجندة معينة؟ ألا تعتقد أنك بهذا تكون قد فضلت مصلحة جماعة على مصلحة النادي ككل؟
– كما أسلفت، ليس لدي أجندة خاصة، ومصلحة النادي هي العليا دوماً… وأنا، بحكم تجربتي وخبرتي في العمل العام، أقود ولا أنقاد.
• ما هو الحد الأدنى من الإنجازات الرياضية التي تعتبر أن مجلس الإدارة الحالي فشل في تحقيقها، مما قد يبرر أي محاولة لتغييره؟
– لا أقول إن هناك إنجازاً فشل مجلس الإدارة في تحقيقه، بل أقول إنه تأخر في تحقيقها، وهي من برامجه المدرجة. منها: فتح العضوية وتوسيعها، وطريقة التحصيل الإلكتروني.. وكذلك تحويل النادي لشركة عامة، وكذلك إجازة النظام الأساسي الجديد الذي تم إعداده. كلها مشروعات تأخر الإعلان عنها، ولكنها شبه مكتملة، ولعل ذلك ما يجعل البعض يتحدث عن إخفاق، ولكن التأخر فقط في إعلانها.
• ما هي رؤيتك لتطوير الهيكل الإداري للنادي الأهلي لمواكبة المتطلبات الحديثة للأندية الرياضية في أفريقيا؟
– الرؤية الصحيحة مضمنة في النظام الأساسي الذي تم إعداده وعلى وشك إجازته. وهو العمل وفق مطلوبات الحوكمة والشفافية والفصل بين السلطات والحد من التقاطعات، والعمل بنظام المدير الإداري المتفرغ، وكذلك المدير الرياضي المتفرغ. وكلها متطلبات الإدارة الحديثة. إضافة لاختيار اللجان المستقلة العادلة.. وكل ذلك مضمن في النظام الأساسي الجديد.

• ما هي آليات جمع التبرعات التي تتبعها حالياً لدعم النادي، وكيف تضمن الشفافية الكاملة في هذه العمليات؟
– كل التبرعات التي تمت لدعم النادي كانت بعلم مجلس الإدارة، ومعظمها عن طريق (القروبات) الرياضية. وقمة الشفافية تتمثل في إعلان التبرع، ومن ثم تحصيله، وإظهار إيصال الدفع. والضامن لكل ذلك أنها تورد مباشرة من الداعم إلى حساب النادي، وليس إلى حسابات شخصية، مما يجعلها قمة في الشفافية..
• هناك شكوك حول وجود ثغرات في الدورة المستندية لحسابات التبرعات، مما قد يفتح الباب للتلاعب في الأموال. كيف ترد على هذه الشكوك، وما هي الإجراءات الملموسة التي تقوم بها لضمان سلامة العمليات المالية؟
– أعتقد أن الإجابة على السؤال السابق هي ذات الإجابة، خاصة أن أمين مال النادي، من أكبر مكاتب المراجعة المالية في السودان. لذا فهو حريص على صحة دورته المستندية لأقصى درجة.
• هل هناك تدقيق خارجي مستقل على حسابات النادي، خاصة تلك المتعلقة بالتبرعات؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي هيئة التدقيق المعتمدة؟
– التدقيق موجود، حيث أن التبرع يورد في حساب النادي مباشرة. والأمر الآخر أن كشف التبرعات معلن وبصورة مكشوفة في العلن، بالطريقة التي تمثل رقابة ذاتية أولاً وشفافية ثانياً.
• كيف يتم توثيق وتوريد التبرعات إلى خزينة النادي، وما هو دورك الشخصي في هذه العملية؟
– ليس لي أي دور سوى حق المبادرة في استقطاب التبرعات. ومعظم المتبرعين تجمعني بهم علاقة خاصة تجد التقدير عندهم. والمستفيد هو النادي قطعاً، لأن التبرع يُورَد في حساب النادي مباشرة، ويتم إعلان المتبرعين ومبلغ دعمهم مباشرة على الهواء عبر (القروبات)، حتى تصبح جاذبة لآخرين.
• هل أنت مستعد، للدعوة إلى مراجعة خارجية مستقلة وشاملة للتبرعات التي أشرفت عليها شخصياً؟
– الأمر لا يحتاج لذلك. فمبالغ التبرعات تورد مباشرة في حساب النادي، وليس حسابي الشخصي أو حساب أي فرد. ولم تُستلم مبالغ نقدية باليد إطلاقاً. ولست مفوضاً لاستلام ذلك، وليس لي حق السحب أو التوقيع. لذا، متطلبات المراجعة والاستدعاء لا مجال لها أصلاً. برغم أنني مستعد للخضوع للمراجعة حال انبرى شخص واحد فقط، وذكر أنه تم تسليمي تبرعاً بيدي.
• بصفتك من القدامى والمقربين من دوائر صنع القرار والفاعلين في جمع التبرعات للنادي، كيف تتحمل جزءاً من المسؤولية في اختلال الوضع المالي الذي وصل إليه النادي، والذي يجعلنا نتحدث اليوم عن (تبرعات) لتسييره بدلاً عن استثمارات واستدامة؟
– النادي، ومنذ نشأته، يعتمد على التبرعات من الجهات الرسمية والأقطاب والداعمين، وليس لديه استثمارات إلا التي يعمل هذا المجلس على تحقيقها الآن، ولولا الحرب لكانت قد رأت النور. المهم، أنه ليس صحيحاً أن هناك اختلالاً مالياً، بل انضباط مالي يفوق حد التصور.
• كيف تقيم تجربة النادي في بطولة سيكافا، وما هي الدروس المستفادة التي يمكن أن تعزز من أداء الفريق في الاستحقاقات القادمة؟
– قطعاً إنجاز كبير يحسب لهذا المجلس، المشاركة في (سيكافا)، فهي بطولة معترف بها من الاتحاد الإفريقي، والمشاركة سبقت الاستحقاق في الكونفدرالية، وبالتالي هي إعداد جيد وحقيقي، خاصة أن الفريق ضم لاعبين جدداً يحتاجون للصقل والاندماج مع بعضهم. لذا هي مشاركة جاءت في وقتها.
• كيف يمكن للنادي تعزيز التواصل والشفافية مع الجماهير والقاعدة الجماهيرية لتجنب الشائعات وبناء الثقة؟
– في تقديري أن الثقة أصلاً متوفرة ولا تحتاج لإعادة ثقة، لأن أعمال المجلس وإنجازاته تتحدث عن نفسها، مما يسكت أي صوت إلا إذا كان شاذاً.
• ما هو دور وسائل الإعلام في دعم أو عرقلة عمل النادي، وكيف يمكن تحسين هذه العلاقة لخدمة مصلحة النادي؟
– أكثر ما يميز عمل المجلس الحالي، هو مكتبه الإعلامي النشط، واهتمام المجلس بالإعلام كان كبيراً. وكمثال على ذلك: صفحة النادي وعضويتها الكبيرة، وصحيفة سيد الأتيام، النقلة الكبيرة والحدث الأكبر، والتي تنافس كبريات الإصدارات، لتميزها بكادرها الإداري والإعلامي. ونأمل في إطلاق قناة سيد الأتيام الفضائية… وأرى أن العلاقة بين المجلس والإعلام عموماً جيدة للغاية.
• ما هي رؤيتك الشخصية لمستقبل النادي الأهلي على المدى القصير (3-5 سنوات) والطويل (5-10 سنوات)، وما هي الأولويات الاستراتيجية لتحقيق هذه الرؤية؟
– رؤيتي الشخصية التي أؤمن بها، هي تحويل النادي لشركة مساهمة عامة، تسهم فيها كل عضوية النادي، مما ينعكس إيجاباً في تحقيق عائدات ضخمة.. وكذلك توسيع دائرة العضوية الإلكترونية. لأن للأهلي عشاق في كل أنحاء العالم. كما أنني أحلم بأكاديمية النادي الأهلي. وكل المقومات موجودة. هذا على مستوى المدى القصير.. أما المدى البعيد، فأننا نحلم بمدينة سيد الأتيام الرياضية.. وكذلك مصنع للمعدات الرياضية، خاصة أننا في قلب الجزيرة موطن القطن.. وكذلك أن يكون تصنيف الأهلي في مقدمة الفرق الأفريقية، والتخطيط للفوز ببطولة الأندية الإفريقية، ومن ثم التمثيل في بطولة الأندية العالمية. وكل ذلك يمكن أن يتحقق بالتخطيط والإرادة.
• إذا تمت دعوتك لشغل منصب رئاسة النادي، ما هي أول ثلاث خطوات ستتخذها لتعزيز الاستقرار والإنجاز؟
– أولاً، سأقدم اعتذاري، لأنني لست بأفضل من الرئيس الحالي. ولكن يمكن أن أنصح المجلس بثلاث خطوات: أولها: الاعتناء بالاستثمار لأقصى درجة.. ثانياً: أكاديمية النادي الأهلي التي ستوفر الكثير. ثالثاً: العمل على مدينة الأهلي الرياضية.
• كيف يمكن للنادي تعزيز التعاون مع الأندية الأخرى والاتحادات لرفع مستوى كرة القدم السودانية بشكل عام؟
– أولاً وبكل صراحة، لا تعجبني العلاقة الفاترة بين الاتحاد المحلي في مدني وإدارة سيد الأتيام. وهذه دعوة للتقارب، حيث مصلحة الطرفين تقتضي ذلك. وهذا ما أتمناه وأسعى له صادقاً.. أما علاقة الأهلي بالاتحاد العام، فهي جيدة جداً وعلى أعلى المستويات. وعلى مستوى الأندية الأخرى فهي جيدة أيضاً، وتحتاج لإعادة تنشيط بعد أن عاد النشاط الرياضي.
• هل سبق أن عرض عليك منصب ما داخل مجلس الإدارة الحالي؟
– إطلاقاً لم يُعرض علي، ولكنني فخور بعلاقتي المتميزة بمجلس الإدارة، والتشاور في كثير من القضايا وتواضعهم بقبول النصح. وأشكرهم على تكريمي بالرئاسة الفخرية لبعثة الفريق إلى تنزانيا، والتي سأكون قد وصلتها إن شاء الله عند نشر هذا اللقاء، وهو شرف كبير لي.

• من وجهة نظرك وبحكم قربك مما يحدث في النادي الأهلي، يُشاع أن قرارات مجلس الإدارة الحالي لا تمر إلا بموافقة (جهات نافذة) خارج النادي. هل هذا صحيح؟ وما هي درجة استقلالية القرار داخل النادي حقاً؟
– هذا زعم غير صحيح. حسب علمي، ليس هناك جهة نافذة. حتى الداعم القنصل حازم ينأى بنفسه عن التدخل في قرارات المجلس. وهناك فرق بين التدخل والمشورة. ويُحمد لهم فتح أبواب المشورة والتناصح.
• اتهمك البعض بأنك تستخدم (ورقة التعاطف مع المجلس الحالي) لتلميع صورتك الشخصية وكسب تعاطف الجماهير في خضم معركتك الخفية مع المجلس. كيف ترد على هذا الاتهام؟
– أحمد الله أن علاقتي جيدة مع كل جماهير الأهلي وحتى إدارات الأندية الأخرى، وليس لي معركة مع هذا المجلس خفية أو علنية، لأنني لا أبتغي منصباً ولا مصلحة. فأنا أحبهم وأقدر جهدهم في ظل ظروف، قل أن يقبل بها غيرهم بالعمل والاستمرار فيها. وسنندم كثيراً إذا فرطنا في هذا المجلس الرائع.
• هناك من يعتقد أن (اللعبة كبيرة) وأن الصراع خارج أروقة النادي الأهلي هو انعكاس لصراعات كبرى على الساحة الرياضية وحتى السياسية في السودان. إلى أي درجة تتأثر قرارات النادي بهذه الأجندات الخارجية؟
– حسب علمي، ليس هناك جهة رياضية أو سياسية تتحكم في صنع القرار داخل الأهلي. وهذا إرث توارثه الجميع، حيث أن الأهلي أكبر من أي جهة رياضية أو سياسية. وهكذا يحدثنا تاريخ النادي وعمالقة إداراته الفذة.
• إذا فشل المجلس الحالي في تحقيق الأهداف، هل أنت مستعد لقيادة حركة جماهيرية حقيقية (مثل جمع تواقيع لعزل المجلس) وليس مجرد انتقادات من خلف الكواليس؟
– المجلس وما حققه حتى الآن فقط، يشفع له بدورة أخرى، إن لم تكن دورتين. وأنا على استعداد لقيادة الحركة الجماهيرية، للإبقاء على هذا المجلس. فقط عليه تدعيم إدارته بعناصر جديدة، تبث فيه قوة إضافية لأن القادم أصعب.
• كيف ترد على اتهامات بأن انتقاداتك الخفية للمجلس الحالي انتقائية وتتجاهل أخطاء أعضاء آخرين مقربين منك؟ أليس هذا نفاقاً؟
– أنا لم انتقد المجلس، بل أتناصح معهم جميعاً دون فرز، وليس لدي انتقائية. ودوماً إن رأيت خطأً بادرت بإبلاغهم جميعاً. وهذا هو دأبي معهم.
• برأيك ما هي (ورقة الضغط) الأقوى التي يمتلكها الفاتح خضر حتى يتحدث عنه المنتقدون بهذه الجرأة؟
– ورقة الضغط هبة ربانية، جعلتني أعشق وأحب سيد الأتيام بلا نفاق ولا رياء، وجعلتني مقبولاً عند الجميع. وأشكر الله كثيراً أنه ليس لدي أعداء داخل الوسط الرياضي – حتى من سميتهم بالمنتقدين – وأنا لا أعرفهم ولكن قطعاً أحترمهم.
• خارج إطار المجاملة، من هو الشخص الذي تعتبره العقل الاستراتيجي الحقيقي المعارض للمجلس الحالي، وهل أنت مجرد (وجه) لتلك الشخصية، لا سيما وأنك تستخدم أوجه بعينها لنقل آرائك ومعتقداتك، حسب ما يقال؟
– يرد ضاحكاً: أعلم، وبصراحة في ذهن الكثيرين، الأخ الحبيب بشار، لما عُرف عنه من مجاهرة برأيه، ولما تربطني به من صداقة أفخر بها. ولكن أقسم صادقاً، ليس هناك أي ترتيبات لأي معارضة. وأعلن ذلك على لساني: بشار غير راغب في تولي أي منصب، ولكنه يحب الأهلي ويجاهر برأيه. وكثيراً ما اختلفنا في طريقة التعبير. ولكن أؤكد بأنه ليس هناك معارضة لهذا المجلس، بل الجميع متمسك به، بما فيهم بشار نفسه. بل هي فقط مناشدة للتشاور، لتدعيم المجلس، ولا غضاضة في ذلك. فنصف رأيك عند أخيك.

• هل تعتقد أن المجالس السابقة وبالتحديد بعض أعضائها راضون بما أنجزه مجلس إدارة النادي الأهلي حتى الآن، برغم العقبات الكبيرة والظروف الاستئنائية التي عمل من خلالها؟
– كما أسلفت، وحسب متابعتي، لا يوجد معارض لهذا المجلس. الجميع مؤمنون باستمراريته لدورات أخرى، ليس لشيء إلا أنهم يحملون مشروعاً للنادي الأهلي يتطلب وجودهم لتنفيذه.
• إذا كان مطلب جماهير النادي الآن، هو عودتك لمنظومة المجلس الحالي.. هل توافق؟ أم ترى أن خدمة الكيان خارج المؤسسية – برغم ما يعتريه من اتهامات – يخدم النادي الأهلي أكثر؟
– قناعتي لن تتبدل. أنا داعم لهذا المجلس بكل ما أملك، ووجودي خارج المجلس – بالتجربة – لا يحد من حركتي، بل هي أجدى وأنفع، طالما كان المجلس منفتحاً على أعضائه وكباره وأقطابه.
وهذه رسائل عبركم لمجلس الإدارة في إطار التناصح الذي ذكرته:
1/ فعّلوا العضوية كماً ونوعاً.
2/ تشكيل مجلس شرف للنادي يضم كبار رجالات الأهلي.
3/ الاهتمام بتنفيذ الاستثمارات المخطط لها.
4/ الاهتمام وتفعيل الروابط بدول المهجر.
ومناشدة أخيرة:
رغم ما صدر من الأخ جعفر السعودي من خطأ لا نقره، إلا أنه أخ أصغر، ويحب الأهلي منذ نعومة أظافره. وكما يقولون: من الحب ما قتل. أتمنى المسامحة عما صدر منه.
شارك الحوار