العيد في السودان .. ذبح وتواصل وتكافل اجتماعي

87
العيد

تقرير: أمل عبدالعزيز - نعمات مصطفى

• عيد الأضحى مناسبة دينية يحتفل بها المسلمون إحياءً لذكرى استعداد النبي إبراهيم – عليه السلام- للتضحية بابنه  إسماعيل بأمر الله. 

وهو يختلف عن عيد الفطر بأنَّ جميع المسلمين والدول الإسلامية يحتفلون به في توقيت موحد، وذلك بسبب وقوف الحجاج بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة، ثم تكملة مناسك الحج في يوم النحر وأيام التشريق، على عكس عيد الفطر، إذ تختلف الدول الإسلامية في إعلان يوم عيد الفطر. ولعيد الأضحى طقوس دينية واجتماعية، يمارسها الناس احتفاءً بالعيد. 

  سُنّة التكبير

من السنة أن يكبّر المسلم جهراً عند خروجه لأداء صلاة عيد الأضحى. ويستمر في التكبير حتى الشروع في الصلاة. 

كما يشرع التكبير من فجر يوم عرفة

إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، ويكون ذلك بعد أداء كل صلاة من الصلوات الخمس. ومن صيغ التكبير المشروعة.

(الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر  الله أكبر ولله الحمد). 

صلاة العيد

يبدأ المسلمون هذا اليوم بأداء صلاة العيد في الساحات، ويبدأ التكبير عقب صلاة الفجر، ويستمر حتى إقامة الصلاة. ثم الاستماع إلى خطبة العيد، التي عادة ما تذكّر المصلين بالمناسبة، وتدعوهم إلى التصافي والتسامح، وصلة الرحم، والتصدق على الفقراء والمساكين، وإغنائهم عن السؤال في هذا اليوم. 

تبادل التهاني والزيارات

بعد انتهاء خطبة العيد، يتبادل المصلون التهاني، 

ويعدّونها مناسبة لتجديد العلاقات الاجتماعية بين الناس، فالحياة  العادية فيها التنافس والتخاصم  والعدوان والتظالم،  وهي أمور تهدد العلاقات الاجتماعية، 

فالعيد فرصة سانحة للتصالح والتسامح  وفتح صفحات جديدة من دون خصام أو بغضاء. 

طقوس سودانية

 للشعب السوداني طقوسه وعاداته في الاحتفال بعيد الأضحى، فبعد أداء صلاة العيد في الساحات، التي يشهدها الرجال والنساء والشباب والأطفال، وهم يرتدون الجديد من الملابس. وبعد الصلاة تبدأ المعايدة والتبريكات والأمنيات  والدعوات. ثم يتبادل الجيران والأهل الزيارات للتهنئة بالعيد. 

العيد الكبير

يطلق على عيد الأضحى في السودان اسم العيد الكبير، مما يجعل كل أفراد الأسرة يحرصون على التجمع فيه عند منزل العائلة الكبير. فيجتمع الأبناء والأحفاد والكبار والصغار، ليقضوا يومهم في جو أسري. 

كما أن غالبية العاملين خارج البلاد يعودون في إجازاتهم السنوية تزامناً مع عيد الأضحى، ويشهد العيد إقامة الكثير من مناسبات الزواج. 

ذبح الأضاحي 

يبدأ ذبح الأضاحي عقب العودة من صلاة العيد، والتي تكون عادة في الشوارع أو داخل المنازل، وبعد الذبح يوزع جزء من الأضحية على الجيران والفقراء. وتعد وجبة الإفطار التي يجتمع فيها أفراد الأسرة والجيران. 

مكونات الفطور 

للسودانيين طريقة خاصة في إعداد كل جزء من أجزاء الأضحية. لتتكون منها صينية فطور العيد، بداية بالمرارة التي تؤكل نية. 

وهي عبارة عن أجزاء من الكبد والكلاوي والكرشة والفشفاش،  ويضاف إليها  البصل وزبدة الفول والشطة والليمون. 

 شية الجمر 

يبهر اللحم بالتوابل  والليمون، وتوضع الشواية على الجمر، ويشوى اللحم حتى النضوج، ويفضل أكله قبل ساخناً. 

اللحم المحمر

يقطّع اللحم قطعاً صغيرة، ويكون صافياً وخالياً من العظام، ثم يبهر،  ويوضع داخل إناء على النار مع قليل من الماء، وبعد استوائه، يصبّ فيه الزيت ويترك فترة من الزمن، ويؤكل حاراً، وقريباً منه، ما يسمى «الضلع»، وهو بالوصف نفسه، غير أنه يتكون من قطع كبيرة من اللحم، تتوسط المائدة. 

«الربيت».. بقية الآثار 

كان «الربيت» من أهم المأكولات في  عيد الأضحى، وهو بقايا اللحوم بعد تحميرها التي تترك في «الصاج»، وتؤكل بعد أيام، وهي ذات طعم محبب، وأكثر من يفضلها الأطفال. 

«الشربوت».. المشروب المفضل

من أهم المشروبات التي تقدم بعد تناول الطعام (الشربوت)، 

وهو منقوع البلح الذي تضاف إليه البهارات مثل الهبهان والزنجبيل والعرق الأحمر. 

وبعد إعداده يعبأ ويوضع داخل الثلاجة، ويقدم بارداً، ولدى غالبية السودانيين قناعة بأن الشربوت أفضل مشروب يساعد على هضم اللحوم، غير أن هناك من يمتنع عن تناوله، ويفضل المشروبات الغازية.

وخلال السنوات الماضية، ظهرت أنواع من الشربوت تعد من الكركدي والتبلدي، وصارت منافسة للشربوت المعد من التمر.

احتفالات الطرق الصوفية

تحتفي الطرق الصوفية بالعيد بدءاً من الخروج لصلاة العيد في جماعات يحملون راياتهم، وينشدون الأناشيد، وتقام الليالي الدينية بتجمع أتباع الطريقة لترديد الأذكار والأناشيد الدينية.

الأطفال وفرحة العيد

من العادات الجميلة في السودان، أن يمنح الكبار كل طفل من الأطفال مبلغاً من المال يسمّى (العيدية)، وبعد تجميع المال يذهب الأطفال إلى الحدائق والمتنزهات لقضاء الوقت في اللهو  واللعب، ثم العودة مساء إلى أهلهم سعداء فرحين مسرورين، ويستمر ذلك خلال أيام العيد الثلاثة.

 

شارك التقرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *