العجز عن التفاعل الإداري باتحاد الخرطوم المحلي

101
صلاح الأحمدي

صلاح الأحمدي

كاتب صحفي

• العجز عن التفاعل مشكلة ضخمة، فنحن لا نعامل غيرنا من الإداريين معاملة حقة بفرد مساحات لهم، بطبيعة المراحل المتاحة في عالم الإدارة بالأندية الرياضية، التي أصبح يكتنفها الغموض والتوجس، وتشوبها ازدواجية المعايير في وطن مثل اتحاد رائد لا نهوي خفض وتيرته. 

الغالب علينا أن نمجدهم، وأن نلتقي بهم، أو أن نحاورهم، أو أن نستنبط الأفكار والتجارب، من خلال هذا الالتقاء الذي يحتاج إلى صبر وينال الجهد والتفرغ.

هذا الجهد المستمر من أجل الغوص في عقول الآخرين، هو ما نعنيه بالصلة.

الصلة عمل بطيء مستمر، يقبل التحسين والتخلي عن جزء من أنفسنا، وهذا التخلي الضروري ليس من السهل كسبه الآن في بلاط الاتحاد العظيم، لأن العلاقات تحتاج إلى تدريب وتصحيح، وتحتاج إلى حذف وتضحية.. لقاءات أهل الاتحاد، دون  لقاءات سطحية يشوبها قدر قليل من الانفصال الفكري، لأننا لا نحذف، ولا ننظر إلى اللقاءات باعتبارها تجربة.

مفهوم التجربة ليس حميماً إلينا، ولذلك نبادر إلى اتهام النص للإداري الذي يختلف عن مواريث الاتحاد  اختلافاً واضحاً، نحن نرفض بعض الإداريين، وبعض النصوص التي تحتاج إلى جهد وحذف وتضحية من جانبنا، فبعض الإداريين نألفهم في الوسط الرياضي في يسر، لأنهم يحببون إلينا أنفسنا، وبعض الإداريين نألفهم بعد مشقة وصبر. 

ظللنا في كتابتنا عن الاتحاد الرائد في الفترة الحديثة، التي أتت بعد آخر رئيس للاتحاد عبد القادر همت، لا ننمي علاقاتنا، بل نحن مشغولون في الغالب بفرض إرادتنا وقيمنا ومصالحنا الخاصة، ومن ثم كانت حياتنا الإدارية في عمر المجالس المتعاقبة قصيرة، ضئيلة الحظ من التواصل العميق، وهو أن تقبل حين ترفض، وأن تشارك حين تتحكم. إننا لا نعوّل كثيراً على أن تفتح إمكاناتنا من خلال الصلة والحوار .

الإداريون في بلاط الاتحاد العظيم غايات لا مجرد أدوات تسخر، وحظنا الآن من قراءة الإداريين ليس واضحاً، ومتعتنا بهم تحتاج إلى تزكية، والتزكية هي السؤال والحوار والتعرف، وكسب مزيد من الخبرة الإدارية كما قدموها لنا، وكان آخر عهدها بنا بإدارة الاتحاد المحلي التي ظلت تبحث عن موقع.

الغريب أننا نستهلك الإداريين أكثر مما نستمتع بهم، وهكذا نفعل مع النصوص الخطابية المتاحة لدينا، التي لا تقدم ولا تؤخر طالما الاتحاد المحلي الكيان باقٍ في مكانه، ونظل نحيا بذكريات رموزنا العطرة، لنطفئ بعضاً من لهيب التأجج، الذي طال اشتعاله في الوقت الحاضر.

بالإضافة إلى أننا نحن بارعون في إقامة الحواجز، ونتعلم السيطرة والاستفادة الضيقة أكثر مما نتعلم المتعة الحوارية الكاشفة، وشغلتنا أمور التصويب التي لا تجد لها أرضاً خصبة في بلاط الاتحاد، والتخطئة أكثر مما ينبغي. والتصويب والتخطئة عمل لا يخلو من قسوة الأقلام، وتشويه الرموز الإدارية، وبحكم يحرمنا من التأمل الحر في الإداري القادم، بعد أن تنوعت المنعطفات الإدارية، وحلّت مكانها لغة المال، وبالتالي لغة الفرد، وغاب العمل الإداري المؤسس.

نافذة

 السيادة الاتحادية  باتحاد كبير بولاية الخرطوم، تتطلب منا التخلي عن الفهم، والتخلي عن المعرفة الصامتة التي لا تفيد الاتحاد الكيان، مثل السيادة، ومثل الأعباء الدراسية الجمة.

السيادة تقتل الإحساس بالحرية، وتشرع لتقود تقاليد وأعرافاً إدارية معينة، تذكرنا بالتعليقات المفصلة، التي لا تزيدنا رغبة في نصوص أكثر ما يقرونها وهي تحمل في طياتها وبين سطورها، والكتّاب يتحدثون عن الإداري مما يقرؤونه، ويتحدثون عن  النصوص الخطابية للإداريين أكثر مما يقرؤونها. الكتّاب يتعلقون بنقد القاعدة أكثر مما يتعلقون بهم، وما تقوله عن المجتمع الرياضي  والتفاعلات والتغيرات الإدارية، يصرفنا أحياناً عن الأهم.

فضلاً إننا باعتبارنا أمة رياضية بمزيج من الأمزجة المتقلبة في طبيعتها الرياضية،  والتي تشكل منظومة تتلون كحرباء في ألوانها لتظفر بفريستها.

نافذة أخيرة 

فضلاً لأننا نهتم بالنقد الشخصي أكثر مما يهمنا من التعاملات وأمر التفاعلات، النقد غير الهادف يشوش أمر الحياة الإدارية، ويضاعف الخسارة، ويحول بيننا دفعة حرة ورغبة ومتعة وشوق شخصي. قد تكون ممارسة التفاعلات حيزاً من صناعة النظرية الإدارية، والنقد غير الهادف في مجالات كثيرة تشمل الإداري والقطب واللاعب. 

خاتمة 

العجز الإداري في  اتحاد الخرطوم هل يمكن أن يعالج؟

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *