الشاعرة رانية عمر: لا تسألوني من أكون 

166
cover
Picture of إبراهيم علي ابراهيم - أمريكا

إبراهيم علي ابراهيم - أمريكا

• لا تسألوني من أكون وليتكم لو تعلمون 

ما قد أصاب الأرض مما تفعلون

أنا صورة الكون الحزينة 

من خراب وجنون

أنا صرخة متمردة 

تأبي الرضوخ لكذبة بيضاء

في دنيا تعتمها الظنون

أنا أمنيات تائهة

بحثت عن الأمل البعيد

ولم أجد غير الشجون

* آخر علم في حقول الأدب الذي أنتجته المؤسسات الأكاديمية علم» الشعر النسائي « فقد  قرأت ملخصا لرسالة دكتوراة أنجزتها د.رجاء ياسمين,أعلنت فيها أن للمرأة أدب خاص وشعر خاص ولغة خاصة, وقالت إن للمـرأة خصوصية إذ تتمـيز بصـدق العاطفة, وإنها   تهيأت بالفطرة لتمتـلك الإلهـام والشعور روعـة الخـيال, التفنن في الصياغة الموسـيقية, والحلـيات اللفظية, فالمرأة في كل مجتمع تمتلك قاموسها المتميز في الكـلام وفي الغـناء وغيره, فلما لا يكون لها خصوصية في الشعر * ومن ثم قدمت الباحثة نمازج من شـعر المرأة العربية بالنقد والإضاءة والتحليل, لتؤكد ما مضت إليه . 

* عموما هـذا الأمر قد لا ينصب علي شعر الأستاذة الشاعرة السودانية رانية عمر,ولكن  نصوصها لا تخلو من تلك الخصائص التي تناولتها الباحثة,فشعر يتميز بالرقة والعذوبة وهي تمتلك قاموسها المتفرد الموسوم بالجماليات,وقبل كل هذافهي صاحبة ملكة شعرية متفرده وهذه الخاصية تجعل لها مستقبل كبيرفي عالم الأدب والشعر,خاصة وأن ديوانها الذي بين أيدينا هو ديوانها الأول .       

أهدتني رانية ديوانها «لا تسألوني من أكون»وهو حافل بالقصائد بالرومانسية, إلي جانب قصائدها الوطنية, فقدعرفت الشاعرة رانية عمر بمواقفها النضالية التي ظهرت جلية إبان الثورة السـودانية العظيمة في 2019م, وماقبلها وهي تقـدم شـعر المقاومة في العـديد من المنتديات والمحافل والعديد من صفحات الإنترنيت .

قدم لديوانها الشاعر والصحفي محمد نجيب محمد علي واصفا الديوان بإنه صرخة ميلادها الأول .., ويقول : منذ أن ألتقيتها وهي تعـاند السكينة, تفر من ظلالها وخديعتها .. تقودها خيول الجرأة وحب المغامرة للخروج من داخل الحلم والدخـول إليه, وهي عاشقة باحثة عن الضفاف الأخـري, وخلص النجيب في مقدمته إلي أن تفاصيل قصائدها تجمع بين التجربة والتجريب .

* قد نظلم شاعـرتنا الشابة رانية عمرونحن نتناول ديوانها هذا فقد صدرقبل أكثر من ست سـنوات وبلا شـك فـإن تجربتها الشـعرية تكـون الآن قـد حققـت قفزات كـبيرة, فهي تمـلك الموهبة والثقافة واللغة البديعة .

أنقسـم  ديوانها بين الشعرالعاطفي والوطني,فشعرها العاطفي تتملكه الروح المتوهجة التي تعلي من قيمة الحب :

يا من وهبت القلب والروح إليك

رمقتني وبنظرة سلبت أحاسيسي إليك

وتعطلت كل الجوارح لحظة

قد بات قلبي الآن مأسورا لديك.

وهي في قصائد أخري تحمل صوت المرأة الثائرة المتمردة التي تدعومن تحب لكي يصدح بحبه ولا يتخفي خلف جدار الصمت, وعليه أن يعبر عن جيشانه :

يا دواء الروح

يا لهفة قلب عاشق حد الثمالة

إقتلع صمتي ودثرني ببوحك

ردني طوعا إليك ..

هكذا تمضي القصائد في تنوعها,أما في شعرها الوطني فهو أكثر جزالة وقوة,فالذي يحدث يفرض علي الشـاعر أن تتسـم قصائدة بالقوة والعمق : فهي تطعن في الفيل بقوة : سـيدي  الحاكم كل مما تشاء

أجعل الأرض جفافا وخواء

حول الأزهار شوكا

والحدائق لفضاء

+++++

سيدي الحاكم  إنا شاكرون

في نعيمك نحن دائما هانئون

 

شارك القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *