
ملكة الفاضل
كاتبة وروائية
• وبعونه تعالى هجرنا البلكونة و(صنددنا) امام التلفاز والريموت بأيدينا ننتقل به من فضائية ألى الأخرى تحريا لدقة خبر يفتقد المعقولية والمنطق او ياتي على غير توقع.. ظل هذا حالنا منذ أرتكاب اسرائيل اكبر حماقاتها بتوجيه هجماتها على إيران وقادتها وعلمائها
ظنا منها بأن نسف العلم والعلماء يكفل لها الأمان الذي تفتقده منذ انشائها . وقد اتاح لنا الخروج من النت مفارقة الهاتف المحمول وبتنا نتجول كما نشاء بين القنوات بدلا عن انفاق الوقت بين الفيس والواتس ويا لها من تجربة حقيقية الثراء. زمن بلا محمول ولا أدسافير ولا تغريدات ولا مداخلات ولا مشاحنات ، فقط التلفاز وفضائياته التي يحتفظ كل منها بزخم لا يتوفر لغيرها .. وإن اجتمعت كلها على نقل الخبر الصحيح فإن صياغة كل منها للخبر تجعلك تحدد لأي منها تميل في بحثك عن المصادر الموثوق بها.
عدنا أصدقاء الفضائيات : الجزيرة والجزيرة والعربية والحدث والمشهد والعالم ولكل منها سمته الخاص وتلك المتميزة باخر اجها وبرامجها قناة ((الميادين) وأحيانا ال CNN، نغشى اي منها ونجد الخبرفنهرع للاخرى بحثا عن تأكيد او نفي . وبعيدا عن التحليلات السياسية للحرب وتداعياتها كان للقطات والمشاهد التي تنقل ردود الفعل واثار المعارك على الافراد دورا كبيرا في توجيه اهتمامنا وإثارة الوعي بما يدور .
وعندما شاهدت الشابة التي تهتف بأنفعال ظننت لأول وهلة ان الصورة أمامي من صنع الذكاء الاصطناعي حتى تبينت الحقيقة من عودة سحر إمامي المذيعة باذاعة إيران لاكمال عملها رغم القصف الذي شهدناه وهي تهتف الله اكبر. . هذا المشهد صار ترند في الاسافير واحتل موقعا رايئدا في منصات الاخبار ونقل للعالم اجمع صمود المواطن/ المواطنة العادي في المرافق المدنية العادية.
مشهد اخر لزوجين كهلين من اليهود في الأراضي المحتلة فاجاتهما ضربات الصواريخ الإيرانية وما لحق بشفتهما وكان الزوج يتساءل بهلع : ماذا فعلنا لهم ليفعلوا بنا هذا ؟ حينها عرفت ان هذه الحرب قد نقلت لكل الاسرائيليين حقيقة ما كان يحدث في كل حروبهم السابقة وفي غزة وفي جنين وغيرها على مر السنوات. الحرب ان لم تدمرك انت او بيتك ستدمر إنسانا مثلك وتدمر بيته.
أحد البرامج كان يبث تصريحا للمواطن اسرائيلي يؤكد فيه ان ما يحدث في غزة بكل وحشيته وقتل الاطفال وغيره يظل مخفيا عن المواطن الاسرائيلي العادي او يصله بطريقة مختلفة بما تفرضه وسائل إعلامه من تعتيم وتمويه للحقائق ولكنه بات مكشوفا أمام الرأي العام العالمي لذلك «بدأنا نفقد مساندته.».
وذلك الضابط بالمعاش طرح سؤالا مهما لا يتوقع ان يطرحه محارب قديم في الجيش الاسرائيلي،: لماذا نحارب؟ ما هو هدفنا من هذه الحرب بالذات؟ مثل هذه المواقف والأسئلة تجعلك تحس بأن الوعي التائه ببين الجنرالات ومراكز القرار هو سبب الأزمة الأخيرة وغيرها من أزمات وإن ادراك المواطن لن يبقى رهن التغييب وان المعارك القادمة كما يبدو ستدور هناك داخل البلد التي تطلق المسيرات والطائرات والصواريخ وتصنع داخل حدودها جدران عالية ستنهار بلا شك في زمن تكنولوجيا اعلامية ليس لها حدود. وأنه مسألة وقت فقط قبل ان يتأكد للجميع أن الحرب او العدوان وان منحك بضع كيلومترات فهو لن يمنحك الأمن والأمان. السلام فقط كفيل بذلك والسلام سمح.
شارك المقال