الذكاء الاصطناعي.. خيال علمي أم حقيقة؟ 

34
معاذ أحمد طه ت

معاذ أحمد طه

كاتب صحفي

 • يعرف الذكاء الاصطناعي (artificial intelligence) على أنه تقنية تحاكي الذكاء البشري على أداء المهام، ويمكنه بشكل متكرر تحسين نفسه استناداً إلى المعلومات التي يجمعها، ويعرف الذكاء الاصطناعي أيضاً بأنَّه سلوك وخصائص معينة، تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنيه للإنسان، بل وقد تتفوق عليه أحياناً.

**  على أن تقنية وبرمجيات الذكاء الاصطناعي ليست كلها خيراً للبشرية، على الرغم من ما تقدمه لتحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها، وإتمام العمليات والمهام والتي كانت تتطلب القوي البشرية فيما مضي. 

لذلك نجد أن العالم جيفري هينتون- الذي يعدّ (عراب) الذكاء الاصطناعي، ويقوم بتدريسه في جامعة تورنتو الكنديه، قد حذر من سيطرة محتملة للذكاء الاصطناعي على الإنسان. وطالب الحكومات بالتصدي له حتى لا تسيطر هذه الآليات والأجهزة على المجتمع. ويذكر أن هينتون هذا قد قدم استقالته من منصة قوقل بعد إطلاقها برنامج الدردشة ( chat GPT ) الذي أذهل العالم باستخدام تقنية الذكاء الصناعي.

** واقتصادياً حذر بعض خبراء الاقتصاد من الآثار السالبة لهذه التقنية، لجهة أنها تزيد من معدلات البطالة وسط العمال، بعد الاستخدام الواسع لها في الأعمال، كما أنها قد تزيد الهوة بين الأغنياء والفقراء، فيزداد الأثرياء ثراءً بامتلاكهم هذه التقنية، والاستفادة منها في أعمالهم وزيادة الإنتاج.

** ولعل الحديث عن الذكاء الاصطناعي قد تردد بكثرة في السودان، مع التسجيلات الصوتية لقائد الدعم السريع حميدتي، عقب ما أشيع أنه قد مات بعد إصابته في الحرب، وتشكيك البعض بأن هذه التسجيلات ربما تم إعدادها باستخدام هذه التقنية، لإيهام الناس بأن حميدتي ما زال حياً، وللحفاظ على الروح المعنوية والقتالية لجنود الدعم السريع، والحقيقة أن تقنية الذكاء الاصطناعي قادرة على أكثر من محاكاة نبرات صوت أي إنسان تتعرف عليه، ولا عجب في ذلك.

**  وعلى الرغم من تقدم العلم، وصنع إنسان آلي (روبوت) بقدرات ذهنية أعلى من الإنسان البشري، إلا أن الإعجاز العلمي في القرآن يبقى حاضراً، فكيف لمن صنعوا هذا الإنسان الآلي وبهذا الذكاء أن يبثوا فيه الروح التي يبثها الله في خلقه فتجعله إنساناً ذكياً، يفكر ويتدبر، يختار ويرفض، يشعر ويتعاطف، يضحك ويبكي، (قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) صدق الله العظيم.

** ومن قبل أيضاً نجح العلماء في  إنزال مطر صناعي، عن طريق إنشاء سحابة في منطقة معينة وإنزالها مطراً، ولكنهم أيضاً عجزوا عن تحريك السحابة من منطقة إلى أخرى، وهو الإعجاز العلمي في القرآن أيضاً، فالله ينشئ السحاب الثقال ويسوقها من بلد إلى آخر (وهو الذي يرسل الرياح بشراِ بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون)، وأيضاً قوله تعالى (أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعًا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون). صدق الله العظيم وسبحان الله العظيم…

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *