الحكومة السودانية: أمريكا تسعى لابتزاز السودان

68
الإعيسر ١

بورتسودان – «فويس»

في الوقت الذي كان السودان ينتظر أن تتخذ الإدارة الأمريكية خطوات جادة والحد من استخدام الأسلحة الأمريكية لدى دولة الإمارات وبما توافر لديها من معلومات وأدلة على لسان مسؤوليها لإدانتها، وفي التوقيت الذي تلى زيارة الرئيس الأمريكي لها مؤخراً، أصدرت الإدارة الأمريكية قراراً بفرض عقوبات على السودان، تشمل قيودًا على الصادرات الأمريكية إلى السودان، وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأمريكية، لادعائها استخدام السودان أسلحة كيميائية في العام 2024. مما يؤكد ما ذهبت إليه السيناتور الأمريكية سارة جاكوب في تلميحها لمصالح ترامب الشخصية والعائلية مقابل المواقف والمصالح الأمريكية.

وقال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، إنّ الحكومة السودانية، تتابع وباستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأمريكية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي وتزييف الحقائق بشأن الأوضاع في السودان.

‏وأضاف الإعيسر: “لقد دأبت الولايات المتحدة الأمريكية، على مدى سنوات طويلة، على انتهاج سياسات تعرقل مسيرة الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والازدهار. وليس من المُستغرب أن تُستأنف هذه السياسات كلما أحرزت الدولة تقدماً ملموساً على الأرض. ان فبركة الاتهامات وترويج الأكاذيب، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة التي لا تستند إلى أي دليل، تأتي ضمن نهج قديم يرتكز على خارطة الطريق التي وضعتها الإدارة الأمريكية السابقة العام 2005، والتي تُعدَّل مرحلياً بما يخدم الأجندات الأمريكية، استناداً إلى مزاعم لا تمُت إلى الواقع بصلة”.

‏وأوضح الإعيسر أن استهداف واشنطن بهذه الادّعاءات الكاذبة، ضد القوات المسلحة السودانية، يأتي عقب إنجازاتها الميدانية التي غيّـرت من واقع المعركة، وعقب تعيين رئيس للوزراء، وهو ما شكّل تطوراً مهماً في مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة “وليست هذه المحاولة الأولى؛ فقد استخدمت الولايات المتحدة أدوات مماثلة في السابق دون أن تحقق أهدافها”.

‏وزاد: “قد تابع العالم التصريحات الواضحة التي أدلت بها السيناتور الأمريكية سارة جاكوب، والتي انتقدت فيها تواطؤ إدارة بلادها مع الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في السودان، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعت إلى حظر توريد الأسلحة إليها. ويعكس هذا الموقف وجود أصوات أمريكية تدرك حقيقة الأزمة وحجم المظالم التي يتعرّض لها الشعب السوداني”.

‏وذكر الناطق باسم الحكومة السودانية، بأنّ الولايات المتحدة سبق أن قصفت مصنع الشفاء في أغسطس 1998، استناداً إلى مزاعم ثبت كذبها لاحقاً، إذ تبيّن أن المصنع كان لإنتاج الأدوية. وقال: “اليوم تعود ذات المزاعم باتهامات لا أساس لها بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، بينما تلتزم واشنطن الصمت حيال الجرائم الموثقة بحق المدنيين في دارفور ومناطق أخرى، التي تقف خلفها دولة الإمارات العربية المتحدة عبر دعمها غير المحدود للمليشيات، ومن خلال تزويدها بطائرات مُسيرة استراتيجية، وأسلحة أمريكية حديثة، وتمويل مالي كامل، أقرّت به لجنة خبراء الأمم المتحدة”.

وشدد على ان واشنطن تسعى لتسويق هذه الرواية الكاذبة، دولياً، وهي ليست سوى محاولة جديدة لتضليل الرأي العام، وتوفير غطاء سياسي لجهات فقدت شرعيتها وتورّطت في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوداني. مضيفاً: “سبق أن سعت الإدارة الأمريكية السابقة إلى فرض الاتفاق الإطاري على الشعب السوداني بطريقة تضمن بقاء المليشيات ضمن مشهد انتقالي مصطنع، متجاهلة تطلعات الشعب في بناء دولة مدنية عادلة تقوم على القانون والحرية والسيادة الوطنية عبر انتخابات حرة وشفافة”.

وبيّن الإعيسر أن الشعب السوداني وحكومته يدركان أبعاد هذا الابتزاز السياسي المستمر، ويؤكدان أن ما تشهده المرحلة الراهنة ليس إلا تكراراً لأخطاء سابقة في تعامل الإدارة الأمريكية مع قضايا السودان، وزاد: “غير أن الفارق اليوم هو أن هذه التدخلات، التي تفتقر إلى الأساسين الأخلاقي والقانوني، تُفقد واشنطن ما تبقى لها من مصداقية، وتُغلق أمامها أبواب التأثير في السودان بفعل قراراتها الأحادية والمجحفة.. على الحكومة الأمريكية أن تدرك أن حكومة السودان، المدعومة بإرادة شعبها، ماضيةٌ في طريقها حتى تحقيق الانتصار الكامل في معركة الكرامة، ولن تلتفت إلى أية محاولات تستهدف عرقلة تطلعات الشعب السوداني نحو حياة كريمة، وتحرير بلاده من المليشيات وتدخُّلات دول العدوان”.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *