اتهم الجيش السوداني دولة الإمارات العربية المتحدة بتوفير الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجوم على مطار بورتسودان. وقال المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، إن الضربة بطائرات بدون طيار والتي نفّذتها قوات الدعم السريع تشكّل تهديداً للأمن الإقليمي.
وقد أعلنت سلطات مطارات السودان، استئناف العمل بمطار بورتسودان الذي تعرض للهجوم فجر الأحد.
وقال المتحدث باسم الجيش إن قوات الدعم السريع أطلقت عدداً من “الطائرات المسيّرة الانتحارية” على المدينة الساحلية شرق البحر الأحمر، مستهدفة قاعدة عثمان دقنة الجوية و”مستودعاً للبضائع وبعض المنشآت المدنية”.
فيما أفادت مصادر عسكرية لبي بي سي بأن الهجوم “أسفر عن مقتل عدد من الجنود داخل القاعدة العسكرية، وتدمير عدد من الطائرات العسكرية، إلى جانب حدوث أضرار جزئية في المطار المدني”.
وأضافت المصادر أن الهجمات بدأت نحو الساعة الثالثة والنصف صباحاً، حيث استهدفت طائرة مسيّرة مهبط المطار، تلتها خلال أقل من ساعة هجمات بمسيّرتين على القاعدة العسكرية.
وهذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها مدينة بورتسودان بطائرات دون طيار، منذ أن أصبحت بمثابة العاصمة الإدارية للبلاد بعد سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم بداية الحرب.
وقبل هجمات الأحد، كانت مدينة بورتسودان بعيدة عن القصف، وتعتبر من أكثر المناطق أمناً في السودان الذي يعاني من الحرب.
ونقلت وكالات الأمم المتحدة مكاتبها وموظفيها إلى المدينة الساحلية، بينما فرّ مئات الآلاف من المدنيين النازحين إليها خلال الحرب.
وقال أحد شهود العيان لوكالة فرانس برس، بعد الضربات: “كنا في طريقنا إلى الطائرة عندما تم إجلاؤنا بسرعة وتم إخراجنا من المبنى الذي كُنا فيه”.
وأظهرت لقطات فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، انفجاراً كبيراً وأعمدة ضخمة من الدخان الأسود تتصاعد في السماء.
وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا انفجارات عنيفة وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان في سماء المدينة، ترافقت مع دوي متتالٍ لانفجارات الذخائر والأسلحة.
وأفاد أحد موظفي المطار بأن الهجوم تسبب في حالات إغماء بين المسافرين جراء الفزع والاضطراب.
وكشفت معلومات حصلت عليها بي بي سي أن سلطات مطار بورتسودان ألغت جميع الرحلات الجوية، سواء القادمة أو المغادرة، قبل استئنافها مساء الأحد.
ويُعد مطار بورتسودان حالياً المنفذ الجوي الدولي الوحيد في البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عامين، بعد خروج مطار الخرطوم الدولي عن الخدمة.
نزح مئات الآلاف من المدنيين إلى مدينة بورتسودان منذ اندلاع الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث.