التسول.. والبقرات السمان

108
أبوعبدالإله الدوسري

بقلم: أبو عبد الإله عبيد بن حمد الدوسري

• مرَّ على أجدادنا زمان كانت البقرة أغلى ثمنًا من مهر المرأة.. كما رووه لنا.

وإنْ حصلت زيادة أو رفْع في المهر، فوق استطاعة الرجل قال: (والله لو هي بقرة)!

واليوم – وقد ولَّى العصر الذهبي للبقر، واختفت من البيوت والمزارع، ولم نعد نشاهدها إلا في الأفلام الوثائقية، أو على علب منتجات الأبقار – ابتُلينا بنوع نادر من البقر ينتمي إلى الآدمية، يمتهنَّ التسول.

إنهنَّ البقرات السمان يظهرن في زيِّ بقرات عجاف، وهذا النوع قليل متكاثر، يطوف الشوارع والمدن والمراكز التجارية..

ويتكاثر في مواسم الخير كشهر رمضان وبعد نزول الرواتب، ولا سيما أمام إشارات المرور.

وظيفته هي التهام مزيد من ثقة المارَّة، وحلْب ما في جيوبهم بديكورات اصطناعية مُحْكمة من أطفال وملابس رثَّة..

إنهن النساء المتسولات. (يَأكُلنَ ما قَدَّمتُم لَهُنَّ إِلّا قَليلًا مِمّا تُحصِنونَ) [يوسف: ٤٨]

وقد تشابه البقر علينا، فصعب التمييز بين الحلوبة والحالبة. 

ومعظم هذه البقرات السمان من مخالفي الإقامة وعصابات جمع المال؛ لأغراض ضارة للوطن واقتصاده، ترمي بسلال خيراته خارج الحدود.

وهذه الظاهرة – ظاهرة التسول- لها صور شتى، بطرق مبتكرة حديثة، منها التسول الإلكتروني الذكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستغلال الشهرة وعبر (السوشل ميديا)، وتدل على خلل اجتماعي وقصور اهتمام من أولي الطول بالفئات الفقيرة ضعيفي الحول، وأصحاب الحالات الخاصة.

علينا جميعًا أن نستحضر قبل أن تأخذنا عاطفتنا الدينية ولُحمتنا الإنسانية، أن نقتلع هذه العاطفة من قلوبنا ونزرعها في نفوس محرومة مستحِقة، معروفة من جهة نظامية؛ لئلا نطعن خاصرة الوطن بأيدينا ونحن نسمِّن هذه البقرات.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *