• كثيراً ما ترى في الحفلات الغنائية ذلك الشخص الذي يقف بين جوقة العازفين، لا يمسك آلة، ولا يهندس جهاز صوت، فقط تراه يتمايل بجانب المغني
موزعاً البسمات والنظرات لجمهور الحضور، سألت أهل الشأن ذات حفلة عن ذلك الأنيق المتأنق الذي يقف بجوار المغني مسبسباً شعر رأسه بيده كلما دنت منه كاميرا التصوير، قال لي: (ده بعام ساي).
والبعام في اللغة سادتي جنْس قرود كبيرة القَدّ من فَصيلة أشباه الإنسان. مَوْطِنها المَناطق الأفريقيَّة الحارّة والاستوائيّة. تَأْلف الأحراج الكثيفة. قُوتها الثِّمار والجُذور وبَعض الأعشاب. تَعيش جماعات قَليلة العدد… أو هكذا عرفه إليَّ المعجم.
قد تجدي (البعامية) أحياناً وتسوق الشهرة إلى صاحبها سوقاً، فيصبح (ترند) أو ربما سياسياً محنكاً، أو لاعب كرة قدم يلعب ب(التلات ورقات) مثل ذلك البرازيلي البعام، الذي أقنع العالم بأنه لاعب ومهاجم حريف لمجرد ظهوره مع أساطين الكرة البرازيلية روماريو وبيبيتو..
قصة في إطار
كايزر كارلوس
أشهر (بعام) نصّاب في مجال لعبة كرة القدم، برازيلي الجنسية، استطاع أن يمارس كرة القدم في أعرق الأندية بمؤهلات
بنية جسمانية جيدة وبعض شبه من سيزار كايزر (قيصر) الكرة الألمانية باكنباور. وعيبه الوحيد أنه كان لا يجيد لعب كرة القدم (كيشة عديل). كارلوس كانت له مواهب أخرى في مجال العلاقات العامة والتسويق، مكّنته من صنع علاقات مع مشاهير الكرة البرازيلية مثل(بيبيتو) و(روماريو) ثنائي كأس العالم 94 الشهير، اللذين قدماه كلاعب كرة قدم محترف.
((كارلوس هنريكي)) تمكن من ممارسة الكرة كلاعب محترف لمدة 20 عاماً دون تسجيل هدف واحد، رغم كونه يلعب في موقع المهاجم، 20 عاماً من الرواتب الضخمة والسهرات والعلاقات النسائية والشهرة دون هدف واحد، ما يعد منطقياً بالنظر لمسيرته التي لم تشهد مشاركته في أي مباراة فعلية من الأصل.
ادعاء الإصابة وعدم الجاهزية كانت أعذار كارلوس التي يلوذ بها حتى لا يخوض مباراة تكشف كذبه.
فما أشبه من يدعون الحرفنة والكفاءة اليوم ويتقدمون الصفوف الآن كمحترفي سياسة بأنريكي كارلوس كايزر، وما هم سوى (بعام ساي).
داخل الإطار:
(بعام) السوشيال ميديا الذين يملأون الأسافير الآن بتافه المحتوى وساقط القول، خطر محدق بسمعة وطننا ومواطنيه، الحلانا من ديلاك يحلنا من ديل.