

أ. د. سعد يوسف عبيد
Lorem ipsum dolor sit amet consectetur adipiscing elit dolor
في بيتنا مُسيّرة
• استلم الكوب الثاني و بدأ الشراب و قال :
الحقيقة أنا جيت حلتكم دي بفتش في بيت واحد قريبنا
إسمو منو؟
ذكر لنا الإسم فوصفنا له البيت .. وضع الكوب ووقف :
أها خليتكم بي عافية .. ربنا يحفظكم
هم بالحركة و توقف و قال في لهجة شبه هامسة :
لكن يا جماعة بصراحة كدة وجودكم هنا خطر .. المعلومات العندنا ح يكون في هجوم هنا .. و لو حصل الهجوم .. جماعتنا ديل بجيببو الفزع .. والفزع ده بكتل من طرف .. فيا جماعة دي نصيحة مني لله .. أمرقو من هنا
غادرنا و تركنا واجمين .. أصابتنا الحيرة هل هو صادق أم أنها حيلة أخرى لإجلائنا . المهم أن تحذيره كان يعضد قرارالهجرة و يدفعنا إلى الإسراع في تنفيذه .. كل ما هنالك أننا كنا ننتظر الوقت والوسيلة المناسبة .
و في عصر اليوم التالي وكنا مجموعة تحت شجرة النيم ، هاجمتنا جماعة كبيرة من الغزاة لم نرهم من قبل .. انقسموا إلى مجموعتين الأولى أحاطت بنا وأمرتنا بعدم الحركة و اتهمتنا بأننا نأوي قناصاً . أما المجموعة الثانية فقد اقتحمت المنزل .
ولا ندرى حتى الآن ماذا أخذوا منه سوى أجنحة كاميرا (درون ) قديمة تعود إلى إبني الكبير .. و راديو ترانزستور قديم يشبه ( التوكي ووكي ) .. و ( ريسيفر ) قديم حصلوا عليها من كومة مهملات كانت مخزنة في السطوح .
جاءوا بالأجنحة و الراديو والريسيفر فرحين .. حملها قائدهم و وضعها أمامي وقال :
وين باقي المسيرة دي ؟
فأجبته :
دي ما مسيرة دي كاميرا
( ساخراً ) كاميرا ؟!
درون .. الكاميرا البتطير و تصور من فوق
دي المسيرة القاعدين تضربونا بيها .. بتفكوها بعد تضرب و تركبوها تاني .. وين باقيها ؟
قلت ليك دى بتاعة كاميرا وبايظة ..
وين باقيها ؟
إنتو مش فتشتو ؟
حنلقاها
ثم لوح بالراديو والريسيفر في وجهي وقال :
وده شنو كمان ؟ مش ده الجهاز البتتصلو بيهو مع الاستخبارات ؟
يا خي ده راديو قديم
( في سخرية ) راديو ؟ !!
تحرك بعيداً عني وأجرى اتصالاً بهاتفه .. ثم أشار بيده لمجموعته فتبعته إلى أحد المنازل المقابلة لنا .. تسلقوا الحائط ودخلوا المنزل ينبشونه طابقاً بعد الآخر ونحن ما نزال مخفورين بالمجموعة الأولى .
خرجت المجموعة من المنزل وانضمت إلى الأخرى وقال لهم قائدهم :
العمارة دي فاضية .. ما فيها شي
و في تلك اللحظة ظهرت سيارة مدنية فارهة بها عدد من الغزاة في ملابس عسكرية نظامية .. وقفت السيارة على بعد مسافة منا فهرع إليها القائد حاملاً أجنحة الدرون و الراديو .. وقف بجوار السائق .. تحدث معه قليلاً ثم مد له الأجنحة والراديو و تحرك إلى الخلف قليلاً ووقف في انتباه يستمع إلى كلام السائق .. لم تمض ثوان معدودة إلا ورأينا السائق يرمي بالأجنحة على الأرض و يتحرك بالسيارة في اتجاهنا .. .. وعندما أصبح في محاذاتنا تجاوزنا مسرعاً دون أن ينظر إلينا ..
أتجه قائد المجموعة نحونا وعندما وصلنا قال ببساطة :
طلعت ما أجنحة مسيرة ..
أنزل حراسنا أسلحتهم … تحرك القائد مبتعداً عنا و تبعه رفاقه .. حمدنا الله على السلامة .. وتنفسنا الصعداء .. إلا أن الحادثة أيقظت عندنا فكرة النزوح التي أصبحت عندنا ملحة بشكل كبير .. حاولنا العودة إلى فكرة النزوح إلى بانت لكن الطريق إليها كان ما يزال محفوفاً بالمخاطر . فكان أمامنا الخيار الثاني
و.. نواصل
شارك المقال