الإعلام الحربي والحرب الإعلامية

6
مصطفى هاتريك

مصطفى عمر مصطفى هاتريك

كاتب صحفي

•  بينما تصدى الصحاف وزير الإعلام العراقي منفرداً لقيادة الإسناد الإعلامي للغزو الأمريكي البريطاني للعراق، كانت أمريكا قد جندت جيشاً إعلامياً إذا جازت التسمية قُدِّر حينها بنحو ستمائة فرد.

  نموذج الإدارة الشمولية الذي مارسه الصحاف أوقعه في فخ الإصابة المميتة بالسلاح الصديق.

كان الصحاف يردد أن (العلوج) كما كان يسمي الأمريكان حينها لن يستطيعوا السيطرة على مطار بغداد، وأن نهايتهم ستكون في معركة المطار تلك،

التقط الإعلام الأمريكي القفاز، وبدأ العزف على ذات الوتر، بل صنع صورة ذهنية عن المخابي والأنفاق والأسلحة الكيميائية والبيولوجية التي توجد بالمطار، 

حتى صدقنا جميعاً الرواية.

   كان هدف الإعلام الأمريكي تحديد نقطة الحسم للمعركة، التي كان يراهن وزير دفاعها على جدول زمني مفتوح ستة أيام أو ستة أسابيع أو ربما ستة أشهر، أو هكذا صرح ديك شيني حينها.

الصحاف دون أن يدري حدَّد زماناً  ومكاناً للحسم،  ولذلك سقطت بغداد وسقط كل العراق في معركة المطار.

   كان لا بدَّ من هذه الرمية كما يقول أستاذنا (البوني) قبل الخوض في دور الإعلام في الحروب ونحن نتابع المعركة الدائرة بين (إسرائيل) و(إيران).

الإعلام سلاح فعَّال في الحروب لمن يجيد استعماله، فهو أداة الحرب النفسية، وأداة الدعاية الحربية تهويلاً أو تقليلاً.

 أرى أن الإسرائيليين قد نجحوا في التمهيد للحرب بشغل الرأي العام العالمي بأحداث أخرى، ثم وضعوا مجموعة من الرسائل الضمنية في تغطياتهم الإخبارية حول السلاح النووي الإيراني، هكذا دون تصريح، حتى إن رئيس الوزراء أعلن تفرغه لإتمام مراسم زواج ابنه، وركز الإعلام على هذا الحدث الانصرافي.

اتضح جلياً أنّ إيران قد فوجئت بالهجوم الإسرائيلي، 

ولذلك جاءت خسارتها في الساعات الأولى لبداية الحرب دقيقة وموجعة. ولعل الإعلام كما أسلفنا سابقاً لعب دوراً محورياً في هذا الهجوم.

الآن وعلى القنوات الفضائية، نتابع معركة إعلامية في التغطية الإخبارية، موضوعها ما هو الخبر وكيف يصاغ وكيف تكتب القصة الخبرية، نتابع ونتحسّر أننا لا ندرك في عالمنا الثالث أهمية الإعلام وأثره على جميع مناحي الحياة…

ونتابع…

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *