الأزرق يخطف الأضواء في دافوري جدة.. وانتصار تاريخي يُذهل الأخضر

165
pic04
Picture of جدة - محمد صلاح (باكا)

جدة - محمد صلاح (باكا)

• شهدت جدة يوم أمس الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥م مواجهة استثنائية في إطار الدافوري، ذلك الحدث الكروي الاجتماعي الذي يجمع بين المنافسة الشريفة والروح الرياضية العالية، حيث سجل الفريق الأزرق انتصاراً ساحقاً على نظيره الأخضر في مباراة ستُذكر لأيام قادمة، ليس فقط بسبب النتيجة الكبيرة، ولكن أيضاً بسبب المستوى الفني الراقي الذي قدمه الأزرق، والإصابات والغيابات التي أثرت على مسار اللقاء.

سيطرة الأزرق وتفكيك دفاعات الأخضر
من الدقائق الأولى، فرض الفريق الأزرق سيطرته على مجريات اللعب بفضل خط وسط متحرك بذكاء، حيث شكل كل من الطيب الجنيد وفتيل ثنائياً مدمراً، قطع الطريق على أي محاولات لبناء الهجمات من قبل الأخضر. ما ميز الأزرق هو التحرك بدون كرة، حيث كان اللاعبون يخلقون المساحات بشكل متقن، خاصة في الأطراف، حيث برز محمد مصطفى يامال كأبرز وجوه المباراة. سرعته ومهارته في المراوغة جعلت الجناح الأيمن منطقة منكوبة للفريق الأخضر، الذي عانى طوال المباراة من عدم قدرة لاعبيه على مجاراة تدفق الهجمات.

لم يكن الأداء الهجومي هو السبب الوحيد للفوز، بل أيضاً التنظيم الدفاعي. حيث قدم وائل بابكر وغياث أداءً صلباً في قلب الدفاع، مما حد من خطورة هجمات الأخضر، التي اعتمدت بشكل كبير على التمريرات الطويلة نحو حسن العمدة وأدروب، والتي كانت سهلة التوقع بالنسبة لحراس الأزرق. حتى الأستاذ رضا، حارس مرمى الأزرق، لم يُختبر كثيراً، لكنه عندما اضطر للتدخل، كان حاسماً، خاصة في التعامل مع الكرات العالية التي حاول الأخضر استغلالها.

الأخضر.. إصابة مصعب وتداعي اللياقة
بالنسبة للفريق الأخضر، كانت إصابة مصعب (عوض خميس) نقطة التحول الكبرى في المباراة. مصعب، الذي يُعتبر العقل المدبر لخط الوسط، كان غيابه بسبب الإصابة ضربة قاسية، حيث فقد الفريق التوازن بين الدفاع والهجوم، وتحول إلى كرة عشوائية في كثير من الأحيان. حاول محمد فيصل ونصري تعويض الغياب، لكنهما واجها صعوبة كبيرة في مواجهة خط وسط الأزرق الذي كان أسرع وأكثر تنظيماً.

كما أن مشكلة اللياقة البدنية ظهرت جلياً في الشوط الثاني، حيث بدأ لاعبو الأخضر في التباطؤ، وظهرت التمريرات الضعيفة والفقدان المتكرر للكرة. حتى اللاعبين الذين قدموا أداءً مقبولاً في البداية، مثل حسن العمدة ومنقستو، بدأ تأثيرهما يقل مع تقدم المباراة، مما سمح للأزرق بزيادة الضغط والتسجيل بشكل متكرر.

الأهداف ولحظات فارقة
على الرغم من أن النتيجة كانت كبيرة لصالح الأزرق، إلا أن المباراة شهدت لحظات مميزة من كلا الفريقين. هدف فرفشة كان بالفعل الأجمل، حيث جاء بعد بناء هجومي رائع بدأ من العمق، مع تبادل متقن للكرات بين ثلاثة لاعبين، قبل أن يسدد فرفشة كرة قوية من خارج المنطقة اخترقت الشباك ببراعة. كما أن هناك فرصاً ذهبية أهدرها الأخضر، خاصة في الشوط الأول، عندما أضاع مؤيد العمدة فرصة من مسافة قريبة بعد عرضية دقيقة من حيو …

الحضور والغيابات.. ودور «الكنبة العجيبة»
كما هو معتاد في مباريات الدافوري، كان للجمهور دور في تشجيع الفريقين، حيث حضرت مجموعة من الأسماء البارزة مثل مجدي السخي وزيكو وعماد شوة وصلاح وكمال الخليفه والكوتش نور الدين عبد المجيد الذين أضفوا جواً من الحماس. لكن الغيابات كانت مؤثرة، خاصة غياب دكتور عمر والفحام من الدافوري ، حيث كان من الممكن أن يقدما الدعم الجيد الذي افتقده الدافوري الى حد ما . حتى الفريق الأزرق، رغم فوزه، كان يمكن أن يكون أكثر قوة مع وجود عامر وحبيب و أبو طويلة، الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في مثل هذه المواجهات.

ما بعد الصافرة (التي ادارها الحكم مهند الجزولي بكل اقتدار ).. تحديات ومواعيد جديدة
بعد نهاية المباراة، كانت كلمات الكوتش عماد شوة، الذي وعد الأستاذ رضا بـرد الصاع صاعين إشارة إلى أن المنافسة ستشتد في المواجهات القادمة. الفريق الأزرق يبدو في حالة ممتازة، لكنه سيواجه تحديات أكبر إذا استعاد الأخضر لاعبيه المصابين وعزز من لياقته.

تشكيلة الفريقين
لعب للفريق الأزرق كلاً من: الاستاذ رضا، فرفشة، بقة، وائل بابكر، الطيب الجنيد، فتيل، وائل، غياث، محمد مصطفى يامال، ناصر، سانتو وتجاني.

كما لعب للفريق الأخضر كلاً من: فارس، مصعب، محمد فيصل، حيو، نصري، علي، منقستو، محمد عماد، أحمد السر، حسن العمدة، أدروب ومؤيد العمدة.

ختاماً، كانت هذه المباراة نموذجاً للفرق بين الفريق المنظم والآخر الذي يعتمد على الجهد الفردي. الأزرق كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الدافوري، بينما على الأخضر أن يعيد حساباته قبل المواجهة القادمة، والتي ستكون بلا شك أكثر إثارة.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *