• أضاءت قاعة حورس بكورنيش النيل في جمهورية مصر العربية ليلة ثقافية استثنائية، حيث أقامت مدارس المهندسين العالمية احتفالاً أسطورياً بيوم التراث السوداني الأربعاء المنصرم. تحولت القاعة إلى لوحة فنية تزخر بألوان التراث السوداني الأصيل، وسط حضور لافت جمع بين أولياء الأمور، والطلاب، وعدد من رجال الأعمال والإعلاميين، الذين توافدوا ليشاركوا في هذه الأمسية التي جسّدت روح السودان بعمقها وتنوعها.
انطلقت فقرات الحفل في رحلة ثقافية شاملة، تنقلت بين تراث الشرق السوداني بطبوله المميزة وألوانه الزاهية، وتراث الغرب بإيقاعاته الشجية، وصولاً إلى شمال السودان بغنائه العريق وعاداته الأصيلة. لم تكن الفقرات مجرد عروض تقليدية، بل كانت قصصاً حية تحكي تقاليد السودانيين، بدءاً من «الجرتق» وطقوس الزفاف السوداني بكل تفاصيله المفعمة بالفرح، مروراً بالجلابية السودانية التي حملت أناقة البساطة، وانتهاء بـ»التوب» الذي جسّد أنوثةً وتراثاً متوارثاً عبر الأجيال.
وفي كلمة لها، أكدت الأستاذة ناهد عبدالله، مديرة المدرسة، أن هذا الاحتفال يأتي في إطار تعزيز التلاقح الثقافي بين الطلاب، وغرس روح الانتماء للجذور السودانية الأصيلة. وقالت: «يوم التراث السوداني ليس مجرد احتفال عابر، بل رسالة نوجهها لأبنائنا ليتشبثوا بهويتهم، ويفخروا بإرثهم الثقافي الذي يمتد عبر القرون». وأضافت أن المدرسة تسعى دائماً إلى خلق بيئة تعليمية متكاملة، لا تقتصر على المناهج الأكاديمية فحسب، بل تمتد إلى صقل الشخصية والهوية الوطنية.
ولم يكن الحفل ليكتمل دون اللمسة الفنية التي أضافها الفنان السوداني المعروف عثمان بشير، الذي أحيى الأمسية بمجموعة من الأغاني التراثية التي هزت المشاعر، وحركت الذكريات، فاندمج الحضور في تصفيق حار، بينما رفع بعضهم الأعلام السودانية تعبيراً عن فخرهم بتراثهم.
لم يكن الاحتفال مجرد عرض ثقافي، بل كان جسراً يربط بين الأجيال، حيث رأى الآباء والأمهات في عيون أبنائهم شغفاً جديداً بتراثهم، بينما اكتشف الضيوف من غير السودانيين عالماً غنياً بالتقاليد والفنون التي تستحق أن تُحفظ وتُروى. وفي نهاية الأمسية، تبادل الجميع التهاني والابتسامات، مودعين ليلة لن تُنسى، حملت في طياتها عبق الماضي وأمل المستقبل.