إماطة الأذى عن الذات فكرة لمراقبة الذات وزجرها

42
مرتضى يوسف (جديد)

مرتضى يوسف العركي

كاتب صحفي

• شرفني الله بقيادة طابور زفة المولد بمدينتي الحسناء بداية تسعينات  القرن الماضي وأنا برتبة الملازم أول شرطة، ممتطياً الخواجة  حصان العم مساعد شرطة سواري أبكر كركور،   إثر تعليمات كانت قضاء منقضاً لا مرد له ولا عنه محيد. استسلمت لتنفيذها وبرفقتي الملازم سيد أحمد سليمان قائداً ثانياً. 

مبلغ حيرتنا أن أداءنا ربما كان مقنعاً ولحد ما فقط في العمل الجنائي، بينما لم نحرز علامات مميزة في تدريبات الفروسية بكلية الشرطة، ربما جسدانا النحيلان أوانها كانا سبباً أوحد لا ندعي غيره. 

طابور  سيد البرية محمد رسول الله أين نحن منك سيدي، كيفما ويتجاذبني الفيتوري 

فيك عوضاً عن الدنو منك سيدي عليك أفضل السلام 

من أمة مضاعة خاسرة البضاعة 

تقذفها حضارة الخراب والظلام 

إليك كل عام 

لعلها تجد الشفاعة 

لشمسها العمياء في الزحام 

هيهات سيدي

 لأبدو ملتزماً بالانضباط العسكري المطلوب، 

وأمتلك الجرأة في الدنو من سيرتك بطرحها المهول

وتشكلاتها وألوانها ورسومها وصورها وعبرها التي 

أسرجت في ليلِ سـراء قمراً أزهـرَ من بدر السماء 

يقرأُ الناسَ على أضوائهِ حكمة الخلقِ وأسرار البقـاء 

كيف لي أن اصطف بجانبك حتى أقود طابور مولدك أجوب به الطرقات والأحياء

 في مدينتي التي تمد أسبابها منك ترفع أكف الرجاء مستسلمة كشوقي 

فأنت سيدي من أمن له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء 

وأنت سيدي إذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء

صلى عليك الله ما صحب الدجى حاد وحنت بالفلاء وجناء

فمن يحسبني هؤلاء فأنا لا أقوى على منظر مولدك الذي اختمرني طفلاً 

يحبو  تقودني أمي ورفيقاتها من النساء  

لم يأتني السأم يوماً من زفة  مولدك ولم يغشني الملل 

بقدر ما أحتسب دنو مواعيدك وأعلم مسبقاً بأنه ليس مختلفاً 

أو حتى مغايراً عن سابقه، بيد أنك سيدي يا رسول الله تغوص في وجداننا متربعاً شكلاً جديداً، 

وتتمدد في حنايانا شيئاً مختلفاً زخماً وضجيجاً 

تهوم أسفار وأسرار  لا يحدها مدى أو يلجمها مدار  

متكئة على حافة الدعاء والرجاء علها تستدرك منك 

سيدي توازناً وشفاعة كيفما وهي آخر ما نملك 

ما أبعدني عن أهازيج الموسيقى وانتظام لا ينال خطى العسكر 

كل شيء يمكن أن أطوعه، أمد يدي لأرمم ثغرة تعترض مسار الطابور،   

وأرتق مساحة هناك طالت انتظامه وتمدده  وتماسكه، فمنذ الثالثة مساء تجمع أهل المدينة  بالشوارع التي يمر بها الطابور والزفة، 

 ويزداد تدافعهم وازدحامهم، كلما وصلنا موقعاً 

فالمشايخ والأعيان ودراويش الطرق الصوفية والأطفال ووسط زغاريد النساء فرحين، وأنا في تلك الحال إذ بصبية الحي والنساء ده ما ود إحسان بت ود الشول؟ ياهو ذاته ولا أسلم من قفشات أولاد الحي والأصدقاء، متجاوزاً بانضباط

مداعباتهم الشقية حتى (عادل ود بهية) وهو مسيحي يشارك مغتبطاً ملوحاً بيديه والله هم مخطئون فيني، يحضرني مجذوبك

يا سيدي أنا لست التمساح

يحمي عرشهُ المطمور

من موجِ الدميـرة

ندبـوه للمهمـّات الخطـيرة

شاعرُ أوحى له شـيخ ُ الطريـقة

زاهـِدُ قد جعلَ الزُهذَ غـِنى

لتردد دواخلي صلِّ يا ربي على المدثرِ

وتجاوز عن ذنوبي وأغفرِ

وأعنـِّي يا إلهي بمثابِ أكبرِ 

ندلف للميدان بداية صيوان (الحكومة) وخيام الطرق الصوفية 

تلتزم أماكنها المألوفة والمعتادة في كل صيوان، 

وتلوح لي كل الأوجه والأسماء، ها نحن على مشارف المولد انتهينا 

حلقات الذكر واصطفاف المريدين 

وهنا حلقةُ شيخِ يرجحِـنُّ

يضرب النوبة ضرباً فتئـنُّ وتـرنُّ

حلوى المولد عبد القادر زايطة ويوسف أبو لبدة وأبو قرط وعبد الودود الحضري

 وعبد الوهاب قدورة وفاروق عوض العبد، وباردبس..

 والتسوق بين الدكاكين.  

ربما لا نحتاج لتعنت وغلو ونحن جميعنا في مدار حبيبنا المصطفى، 

يحجب عنا وجدان  يألف ويأتلف ويتوسم بوسامة المصطفى 

ويأتلق محلقاً في ثريات محبة لرجل على خلق عظيم 

 والاحتفاء به كضوء سكبه المتعال  على البرية جمعاء

 أنبلج في الظلمة الدمساء فأشاعها سنا وثناء 

بما أقره من سلام وطمأنينة وتسامح وإنسانية

وهو آية للجمال الممتع، نحبة بأحاسيسنا  ووجداننا  

ومن المحال وهو يحتشد بيننا عقيدة ومعايشة وسيرة ونهج، أن يرفض وعينا بخلاف ما تضج به دواخلنا. 

أخيراً تحررت من ذلك الحصان الذي جهجهني كثيراً يومها. 

 اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *