إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا تتأثر بانقطاع كهرباء كبير

101
صورة أولى

• انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي يضرب إسبانيا والبرتغال اليوم الاثنين، تاركاً الملايين دون كهرباء بشكل مفاجئ.

في البرتغال، أفادت مصادر رسمية لوسائل الإعلام المحلية أن الانقطاع، الذي حدث حوالي منتصف النهار بالتوقيت المحلي، كان على مستوى البلاد، بينما ترددت تقارير مماثلة من إسبانيا.

أُغلِق مطار باراخاس الدولي في مدريد ومطار أومبرتو ديلغادو في لشبونة بعد انقطاع التيار الكهربائي، كما تأثرت خدمات الاتصالات، حيث أفاد سكان في البلدين بعدم توفر شبكات الهاتف المحمول.

في الوقت نفسه، توقفت حركة الطيران في مطارات أخرى عبر شبه الجزيرة الأيبيرية، وتم إلغاء رحلات من بروكسل ومدن أوروبية أخرى متجهة إلى إسبانيا والبرتغال، تاركة المئات عالقين، وفقاً لما علمته يورونيوز.

وتعطلت حركة مترو الأنفاق في العاصمتين الإسبانية والبرتغالية، مما أدى إلى احتجاز ركاب داخل القطارات العالقة في الأنفاق، وفقاً لتقارير يورونيوز البرتغال. كما امتد تأثير الانقطاع الكهربائي إلى القطاع الصحي، حيث تضررت مستشفيات بينها «لا باز» في مدريد وعدد من المراكز الطبية بالبرتغال، واضطر بعضها إلى تعليق العمليات الجراحية المقررة.

وأفاد مصدر في مستشفى بمدينة سيتوبال البرتغالية ليورونيوز أن المنشأة تمتلك مولداً احتياطياً قادراً على تشغيل الأقسام الحرجة بالمستشفى لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة. ومع ذلك، لا يوجد حالياً إمداد للمياه. ولم يتلق المستشفى أي معلومات حتى الآن عن موعد استعادة التيار الكهربائي أو الإجراءات المطلوبة، كما انقطع الاتصال بالإنترنت تماماً.

وطلبت السلطات من المواطنين عدم الاتصال برقم الطوارئ 112 إلا في حالات الطوارئ الحقيقية لتجنب إرباك الخطوط.

وقد عقدت الحكومة الإسبانية اجتماعاً طارئاً في قصر مونكلوا وتتابع تطورات الموقف، بينما قام رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بزيارة مركز التحكم التابع لشركة «ريد إلكتريكا»، المشغلة لشبكة الكهرباء الإسبانية.

وأصدرت المفوضية الأوروبية بياناً بعد ظهر اليوم أكدت فيه أنها «على اتصال مع السلطات الوطنية في إسبانيا والبرتغال وكذلك شبكة مشغلي أنظمة نقل الكهرباء الأوروبية (ENTSO-E) لفهم السبب الجذري وحجم التأثير».

وأضاف البيان: «وفقاً للتشريعات الأوروبية… توجد بروتوكولات معتمدة لاستعادة عمل النظام».

من جانبه، نشر مفوض الطاقة والإسكان الأوروبي دان يورغينسن تغريدة على «إكس» قال فيها: «بعد الانقطاع الكبير، نحن على أهبة الاستعداد لدعم إسبانيا والبرتغال لإعادة تشغيل أنظمتهما».

وأضاف: «عاد التيار الكهربائي بالفعل في بعض المناطق. مشغلو الشبكات و(ENTSO-E) يبذلون كل ما في وسعهم على الأرض. التضامن والوحدة هما مفتاح اتحادنا الطاقوي».

أفاد سكان أندورا وأجزاء من فرنسا المتاخمة لإسبانيا أيضاً بتأثرهم بالانقطاع. كما تم الإبلاغ عن انقطاعات أخرى وصلت إلى بلجيكا، وفقاً لأحدث المعلومات.

من جهتها، أفادت مصادر من مدير شبكة الكهرباء الوطنية الفرنسية (RTE)، كما نقلت وكالة الأنباء الإسبانية (إفي)، بأن الخدمة الكهربائية قد عادت إلى فرنسا بعد انقطاع جزئي في بعض المناطق.

وأضافت المصادر أن (RTE) تبحث طرقاً لإعادة توجيه الكهرباء للمساعدة في إعادة التيار إلى إسبانيا. كما أفادت تقارير بعودة الكهرباء إلى إقليم الباسك.

وذكرت شركة «ريد إلكتريكا» أنها بدأت في استعادة التيار تدريجياً في شمال وجنوب إسبانيا. لكنها أشارت إلى أن عملية إعادة التيار بالكامل قد تستغرق ما بين 6 إلى 10 ساعات لأسباب فنية.

ووفقاً للشركة، انخفض استهلاك الكهرباء في إسبانيا بنسبة 50٪ قرابة الساعة 12:30 ظهراً، مما يعكس الضخامة غير المسبوقة لما وصفته بـ«انقطاع استثنائي وغير عادي تماماً».

لا يزال السبب غير واضح. تواصل شركتا «إنديسا» و»أيبردرولا»، أكبر موردي الكهرباء في إسبانيا، التحقيق في الحادث.

وذكرت وسائل إعلام محلية بعد الانقطاع مباشرة أنه قد يكون مرتبطاً بمشاكل في الشبكة الكهربائية الأوروبية، والتي أثرت على الشبكات الوطنية في شبه الجزيرة الأيبيرية.

كما أشارت الشركة البرتغالية الوطنية للكهرباء (REN) إلى أن حريقاً في جنوب غرب فرنسا، بجبل ألاريك، والذي أتلف خطاًَ للجهد العالي بين بيربينيان وشرق ناربون، قد يكون سبباً محتملاً.

في غضون ذلك، لم يستبعد المركز الإسباني للاستخبارات الوطنية احتمال وقوع هجوم إلكتروني، بينما أشارت الحكومة البرتغالية إلى الاحتمال ذاته.

لكن «لم يتم العثور حتى الآن على أي دليل يشير إلى هجوم إلكتروني» لتبرير الانقطاع، حسبما ذكر المركز البرتغالي للأمن السيبراني (CNCS) في بيان.

قال تاكو إنجيلار، المدير العام لشركة (Neara) المتخصصة في البنية التحتية للطاقة، ليورونيوز: «فشل الشبكة بهذا الاتساع أمر غير معتاد للغاية وقد يكون ناتجاً عن عدة أسباب: عطل مادي في الشبكة، أو هجوم إلكتروني منسق، أو اختلال حاد بين العرض والطلب».

وأضاف: «إذا كان العطل تقنياً، فإن الترابط بين الشبكات الإقليمية والوطنية قد يكون سبب الانتشار الواسع للانقطاع الذي نشهده اليوم. الأمر نفسه ينطبق على الهجوم الإلكتروني – فالكثير من هذه الأنظمة متصلة وتتشارك في الأصول – تعطيل أحدها قد يعطل العديد منها».

يورونيوز

 

شارك التقرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *