أَمريكا سلطانٌ على الفَاشِلين

132
ناجي الجندي

د. ناجي الجندي

كاتب صحفي

• بين إيران وليبيا والسودان وجه الشبه ووجه الاختلاف، من لم ترض عنه أميركا سيدخل النار، نار أمريكا التي تتمثل في العقوبات التي تصل حد تغيير نظام الحكم، ولعمري لم تغير أمريكا نظام حكم إلا كان اللاحق وبالًا على الشعوب ولا أدل على ذلك من العراق وليبيا وغيرها، قال الجاحظ: لو تأملت أحوال الناس لوجدت أكثرهم عيوبًا أشدهم تعييبًا هذه هي أمريكا، لا ترى في الوجود شيئًا جميلا ليس لشيء ولكن لأن سياسة (القط مع الفأر على سطح أمواج البحر)، والما بدورك في الظلام يحدر ليك، هذه هي سياسة (أقتلوهم)، حتى نصبح تحت أقدامهم كاليتامى في موائد اللئام، أميركا لم تتأهل بعد لحكم العالم أو حكيم العالم لأن الحكيم لا يحمل الحقدا، وأميركا تلعب في كل الخطوط الثلاثة على مصالحها ولو يحترق العالم، ربيبها المال وسياستها الخارجية المال وسياستها الداخلية المال، أصوات الديمقراطية التي يتشدق بها أحد حزبيها الكبار وأصوات الجماهير التي يتسلق بها الآخر ما هي إلا دعايات وإعلانات لتولي السلطة، وبعد ذلك تتآكل حرمة القانون، وتتضاءل كل القيم والأخلاق ما عدا (قيمة المال).

الحل لم يكن يومًا ما عند أمريكا، فأثبتت الشواهد أن أمريكا سلطان يسلطه الله على الفاشلين، فالشعوب التي نهضت اعتمدت على نفسها بدءًا من التقشف وانتهاءً بالدعم الذاتي والاكتفاء المجتمعي لكل مناحي الحياة، وهذا لا يتأتى إلا بأساس اسمه الأخلاق، ففي السودان فقط كلما ازداد علمك اقتربت من السجن وكلما ازداد جهلك اقتربت من السلطة وكلما ازدادت تفاهتك اقتربت من الشهرة، نعم فقد طفح إلى السطح بعد أبي داؤود وابن البادية والكاشف مشاهير المساحيق والبدرة والكريمات والميك أب، ليس خفاءً بل على رؤوس الأشهاد في السوشيال ميديا تبجحًا بالمياصة والهيافة وقلة الأدب ليقول بالصوت العالي وعلى الشاشات (أنا تافه)،وهذا قليل من كثير من سوء أدبنا وقلة وازعنا وتجاهلنا للقيم النبيلة والسليمة، هل نحن نستحق أن يكون حكمنا وحكيمنا أميركا!؟، الإجابة ستكون نعم لو إننا فاشلون، ولو إننا اتبعنا عدم الأخلاق، الخروج من بيت الطاعة الأمريكية صعب، ولكن أصعب منه الاستعباد والابتزاز وقهر الرجال، لا تنظروا لهذا فوالله ووالله إن غردون كان أقوى من ترامب وقتلناه، وهزمناه، لأننا كنا نملك قلب الرجال، واليوم أمريكا أضعف من ذبابة في قبضة برميل عسل، لأنها تعلم الحرب القادمة ليس فيها منتصر واحد سوى الموت، الموت الذي سيقضي على كل العالم بضغطة زر، ربما من مجنون في كوريا الشمالية أو حالم في روسيا أو شجاع في الصين، لذلك هي مرعوبة أكثر من غردون الذي كان يثق أن لا سلاح وقتها يشبه بندقيته، ولا جيش يشبه جيشه، وتكفيه انتصاراته التي حققها فخرًا وعزًا وثقةً واستعدادًا للحرب.

ولو كان في مقدورنا أن نخصب ثروتنا الهائلة من اليورانيوم لنصنع رؤوسًا نووية فلنفعل ولا نبالي ولن نجلس في مفاوضات لتخصيب أو عدم تخصيب ما نسبته كذا أو كذا، خصبوا واصنعوا وقاتلوا السحاب إن وقف في طريقكم، فنحن رجال لن يموت قائدنا في صحراء ليبيا. ولن يخذلنا جنودنا فهم يعلمون تمامًا أن الرجل الحق هو من يموت واقفًا.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *