«أورجانيك» كلمة السر في صناعة مستقبل السودان

143
future

أُورجانيك سودان: المستقبل المشرق حين تحلق حمامات السلام

وسط دخان الحرب تنبت الأحلام كالعشب الأخضر بين شقوق الأرض اليابسة تقاوم وتصرّ على الحياة.

وعندما تهدأ المدافع وتُخمد النيران يكون الوقت قد حان لزراعة الأمل من جديد. 

في هذا المشهد، تولدت فكرة «أورجانيك سودان» كحلم متجذر في تربة السودان الخصبة، مبادرة تتبناها حركة السودان الأخضر كجزء من رؤيتها لمستقبل مستدام، يعيد للسودان دوره الطبيعي كإحدى أعظم الدول الزراعية في العالم.

بين العلم والرومانسية: لماذا «أورجانيك سودان»؟

في قلب كل مزارع سوداني، هناك قصة حُبّ بينه وبين أرضه. 

علاقة أزلية نسجتها الأيادي المبللة بالندى، والأقدام التي تعانق التراب في كل صباح. 

ومع ذلك فإن هذه الأرض لم تُنصف لعقود طويلة، بين إهمال السياسات الزراعية، والاعتماد على نمط الإستهلاك وإهمال الإنتاج ، وبين مخاطر المواد الغذائية زراعية او حيوانية المستوردة على صحة الإنسان. 

اليوم قبل الغد تدعو حركة السودان الأخضر عبر مبادرتها «أورجانيك سودان» إلى العودة إلى الأصل، إلى الزراعة العضوية النظيفة التي تحافظ للتربة على خصوبتها، وتحفظ المياه، وتحمي الأجيال القادمة عبر غذائهم.

السودان.. موطن الذهب الأخضر

السودان ليس مجرد بلد؛ إنه كنز طبيعي يمتلك أكبر مساحة صالحة للزراعة في أفريقيا، وأكثر من 200 مليار متر مكعب من المياه العذبة من الأنهار والمياه الجوفية والأمطار الموسمية. 

هذه العوامل بجانب التنوع المناخي الذي يسمح بزراعة محاصيل مختلفة على مدار العام، تجعل السودان مؤهلاً ليكون رائداً عالمياً في إنتاج الأغذية العضوية، متفوقاً على العديد من الدول التي تصدّر منتجات عضوية رغم افتقارها للموارد الطبيعية التي نمتلكها.

ما الذي تقدمها مبادرة «أورجانيك سودان»؟

تقوم المبادرة على تحويل القرى السودانية إلى قرى نموذجية خضراء تكون مراكز إنتاج عضوي عالمي وفق رؤية الحركة الشاملة في التغيير الإيجابي الإنسيابي الأخضر بحيث تصبح كل قرية متخصصة في منتج زراعي أو أكثر، أو إنتاج حيواني أو صناعي وذلك وفقاً لمناخها وطبيعتها الجغرافية، مما يسهم في:-

1. تحقيق الأمن الغذائي داخلياً وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

2. خلق فرص عمل جديدة للشباب والمرأة في الأرياف، مما يحد من الهجرة إلى المدن.

3. تصدير منتجات عضوية سودانية للأسواق العالمية، مما يحقق عائدات ضخمة تعزز الاقتصاد الوطني.

4. المحافظة على خصوبة التربة عبر تقنيات الزراعة العضوية وإحياء التقاليد الزراعية السودانية القديمة التي تعتمد على الطبيعة في عمليات الري والتسميد.

5. حماية صحة الإنسان بتفادي إستعمال المواد الكيميائية في الطعام والمياة.

التقنيات المستخدمة: من التراث إلى الحداثة

تستلهم المبادرة تقنياتها من الحكمة السودانية القديمة في المحافظة على الارض البكر ، مثل استخدام :

السماد الطبيعي من روث الحيوانات والأوراق المجففة.

التسميد الأخضر بإستخدام تقنيات « النبات الصاحب» فى المكافحة مثل زرع زهرة المخملية حول كثير من الخضروات، وغيرها مما تسهم في التسميد أو الحماية من آفات أو أمراض.

إلى جانب تبني أحدث الابتكارات مثل:-

الزراعة بدون حرث للحفاظ على بنية التربة ومنع تآكلها.

أنظمة الري الحديثة مثل التنقيط لتوفير المياه.

استخدام الكائنات الحية الدقيقة النافعة لمكافحة الآفات بطرق طبيعية.

إستخدام التقنية تساعد على الزراعة والثروة الحيوانية معاً.

الاسمدة والمبيدات الطبيعية آمنة:

ارتبط استعمال المبيدات الزراعية الكيميائية بكثير من الأمراض الفتاكة مثل السرطان اضافة الى التهاون فى استيرادها وحفظها والتعامل معها مما يشكل خطورة على الصحة للإنسان والحيوان والتربة والمياة.

تحديات وتحولات.. إرادة لا تهزم

مثل أي حلم عظيم، تواجه مبادرة «أورجانيك سودان» تحديات بدءاً من قلة الوعي بفوائد الزراعة العضوية، وصولاً إلى ضعف البنية التحتية الزراعية. 

لكن ما يميز حركة السودان الأخضر هو إيمانها العميق بقدرة الإنسان السوداني على النهوض مجدداً. 

فبعد أن دمرت الحرب البيوت، فإن الأرض لم تزل بكراً ، تنتظر من يعيد حرثها، ومن يسقيها بعرقه لا بدمائه.

«أورجانيك سودان»: منتجات سودانية عضوية تنافس عالمياً

يتميز السودان بتنوع بيئي ومناخي يسمح بإنتاج مجموعة واسعة من المنتجات العضوية التي يمكن أن تنافس في الأسواق العالمية، مستفيدة من التربة الخصبة والمياه العذبة والطبيعة البكر. 

فيما يلي بعض المنتجات العضوية التي يشتهر بها السودان والتي يمكن أن تكون قاطرة التحول نحو زراعة نظيفة مستدامة:-

1. الحبوب والبقوليات العضوية

السمسم العضوي: 

السودان من أكبر منتجي السمسم في العالم، ويتميز سمسم القضارف وسمسم كردفان بجودة عالية واحتوائه على زيوت طبيعية غنية بالمغذيات.

الذرة الرفيعة العضوية: من المحاصيل الأساسية في السودان، وتستخدم في صناعة الدقيق العضوي الخالي من الجلوتين.

الدخن العضوي: غذاء تقليدي غني بالبروتينات والمعادن، مثالي لمن يبحثون عن طعام صحي وطبيعي.

الفول السوداني العضوي: منتج شهير، خاصة في مناطق مثل الجزيرة وكردفان، ويعتبر من أفضل مصادر البروتين النباتي والزيوت الصحية.

2. الفواكه العضوية

المانجو العضوي: تنتج مناطق مثل سنار والقضارف وكسلا مانجو عالية الجودة، خالية من المبيدات، وتُصدَّر للأسواق الأوروبية.

الموز العضوي: مناطق النيل الأزرق وجنوب السودان تنتج أصنافًا مميزة من الموز، يمكن أن تدخل الأسواق العالمية بسهولة.

الجوافة العضوية: تمتاز بجودة عالية وطعم سكري مميز، وتُستخدم في العصائر الطبيعية.

البرتقال والليمون العضوي والحمضيات: يتم إنتاجهما في مناطق مثل جبل مرة شندي ود مدني، سنار، والنيل الأبيض، وهما غنيان بفيتامين C ويستخدمان في الصناعات الغذائية.

3. الزيوت العضوية

زيت السمسم العضوي: من أجود الزيوت الطبيعية، يستخدم في الطهي ومستحضرات التجميل والطب البديل.

زيت الفول السوداني العضوي: يتميز بنكهة غنية وفوائد صحية للقلب.

زيت الكركدي العضوي: مستخلص من بذور الكركدي، ويُستخدم في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.

4. النباتات الطبية والعطرية العضوية

الكركدي العضوي: منتج سوداني أصيل، غني بمضادات الأكسدة، ويُستخدم في صناعة الشاي والعصائر الطبيعية.

الصمغ العربي العضوي: السودان هو المصدر الأول عالميًا للصمغ العربي، والذي يُستخدم في الصناعات الدوائية والغذائية.

الحبة السوداء (حبة البركة) العضوية: لها استخدامات علاجية عديدة، وتتم زراعتها في مناطق النيل الأبيض وكردفان.

الكركم العضوي: ينتج في مناطق جنوب السودان، وله فوائد صحية مذهلة.

الحرجل : عشبة يستخدم منقوعها كمشروب طبي تقليدي ، كما له دور مهم فى التسميد والمكافحة العضوية.

5. نباتات أخرى متنوعة:

توجد الكثير من الأشجار والأعشاب والنباتات البرية الطبيعية لتنوع مناخ السودان ، معظمها يساهم فى التوجه نحو «أورجانيك سودان» مثل:

التبلدى:  

أصبح من أهم الإضافات الطبيعية للحلويات والعصائر مثل الصمغ العربي. حيث أصبحت الإضافات الطبيعية هى الأغلى عالمياً .

نبات الجُبين(الكدرباس): ممكن يغزو العالم بديلاً للمنتجات الحيوانية له حبوب تستخدم لصناعة الجبن تضاف الي الحليب فتحوله الي جبن .

6. الخضروات العضوية

البامية العضوية: منتج سوداني مميز، يستهلك محليا ويُصدَّر للأسواق الأفريقية والعربية.

الطماطم العضوية: تُزرع في مشاريع زراعية واسعة، وتُستخدم في صناعة معجون الطماطم الطبيعي.

البصل والثوم العضوي: من المنتجات الأساسية، وتتم زراعتهما في الجزيرة ونهر النيل وشمال السودان.

7. منتجات النخيل العضوية

التمور العضوية: السودان يمتلك أنواعاً فريدة من التمور مثل البركاوي، القنديلة، والمشرقاني، وهي غنية بالطاقة والفيتامينات.

دبس التمر العضوي: منتج طبيعي يُستخدم في الحلويات والمكملات الغذائية.

8. العسل العضوي

عسل جبال النوبة وعسل كردفان ودارفور يعتبران من أجود أنواع العسل الطبيعي في أفريقيا، وذلك بسبب بيئة إنتاجهما النقية البعيدة عن التلوث الصناعي.

«أورجانيك سودان» يتجاوز الزراعة إلى الإنتاج الحيواني

لا تقتصر «أورجانيك سودان» على المحاصيل الزراعية، بل تشمل أيضاً الثروة الحيوانية ومنتجاتها، مما يفتح آفاقاً جديدة لتحقيق الأمن الغذائي والتصدير العالمي.

السودان يتميز بثروته الحيوانية الضخمة، حيث يمتلك أكثر من 100 مليون رأس من الماشية، مما يجعله من أكبر الدول المنتجة للحوم والألبان في أفريقيا.

1. اللحوم الحمراء العضوية

يتميز السودان بأبقار وإبل وخراف وماعز تتغذى على المراعي الطبيعية دون استخدام الأعلاف الصناعية أو الهرمونات، مما يجعل لحومها نظيفة، غنية بالبروتين، وخالية من المواد الكيميائية.

لحوم الإبل العضوية السودانية معروفة عالمياً بقيمتها الغذائية العالية.

لحوم الخراف السودانية وخاصة من مناطق كردفان ودارفور والشرق، ذات جودة ممتازة بسبب نظام الرعي الحر.

2. لحوم الدواجن والطيور العضوية

إنتاج الدواجن البلدية العضوية التي يتم تربيتها في بيئة طبيعية دون مضادات حيوية أو منشطات نمو، مما يجعل لحومها أكثر صحة وجودة.

السودان غني بالطيور المحلية الحمام، البط، وغيرها التي يمكن أن تكون جزءاً من سوق اللحوم العضوية العالمية.

3. الألبان ومنتجاتها العضوية

السودان معروف بأبقار البطانة، أبقار كردفان، والأبقار النيلية، والتي تعطي حليباً طبيعياً غنياً بالعناصر الغذائية.

إنتاج الألبان العضوية من الأبقار، الإبل، الأغنام، والماعز، مما يتيح تنوعاً كبيرًا في المنتجات مثل:-

الحليب السائل والمجفف العضوي

السمن الحيواني الطبيعي

الزبادي والقشطة الطبيعية

الأجبان بجميع أنواعها، مثل الجبنة البيضاء، الجبن المجفف، والجبنة القابلة للدهن.

استخدام تقنيات طبيعية في الإنتاج مثل التخمير الطبيعي بدون إضافات كيميائية يحافظ على جودة المنتجات وقيمتها الغذائية.

«أورجانيك سودان والصناعات الغذائية»

الصناعات الغذائية تمثل القيمة المضافة الأكبر للمنتجات الزراعية والحيوانية، وتحويل المواد الخام إلى منتجات عضوية جاهزة يرفع من قدرة السودان التنافسية في الأسواق العالمية. تشمل هذه الصناعات:-

• صناعة الدقيق والخبز العضوي:

دقيق الذرة العضوي الخالي من الجلوتين مناسب لمن يعانون من حساسية القمح.

دقيق الدخن والقمح العضوي يستخدم في صناعة الخبز الصحي والبسكويت والمخبوزات.

• صناعة الزيوت العضوية:

زيت السمسم العضوي المستخرج بالتقنيات الباردة للحفاظ على قيمته الغذائية.

زيت الفول السوداني العضوي المستخدم في الطهي ومستحضرات التجميل.

زيت الكركدي وزيت حبة البركة العضوي للطب البديل والتغذية الصحية.

• صناعة منتجات الألبان العضوية:

الألبان السائلة والمجففة الخالية من الإضافات الكيميائية.

الأجبان الطبيعية مثل الجبن الأبيض، الجبن المجفف، والجبن القابل للدهن.

الزبادي العضوي والقشطة والسمن الحيواني الطبيعي.

• صناعة العصائر والمشروبات الطبيعية:

عصائر المانجو، الجوافة، البرتقال، والليمون العضوية الخالية من المواد الحافظة.

شاي الكركدي العضوي المعروف بفوائده الصحية.

مستخلصات الأعشاب الطبية مثل الزنجبيل، النعناع، والكركم العضوي.

• صناعة التمور العضوية:

دبس التمر العضوي كمصدر طبيعي للطاقة.

تمور سودانية معبأة بجودة عالمية.

مسحوق التمر العضوي كبديل طبيعي للسكر.

• صناعة اللحوم العضوية:

تجفيف اللحوم العضوية (شرائح البقري، لحم الإبل، والضأن) كمنتجات صحية غنية بالبروتين.

تعليب اللحوم العضوية بطرق طبيعية خالية من المواد الحافظة.

«أورجانيك سودان» في الصناعات الثقافية التقليدية السودانية

لا يقتصر مفهوم «أورجانيك سودان» على الزراعة والإنتاج الحيواني والصناعات الغذائية فحسب، بل يمتد ليشمل الصناعات الثقافية التقليدية التي تعكس هوية السودان وتراثه الأصيل. 

فالصناعات اليدوية التقليدية في السودان تعتمد بشكل كبير على مواد طبيعية محلية، دون تدخل صناعي مفرط، مما يجعلها جزءاً أصيلاً من مفهوم الإنتاج العضوي المستدام.

• الصناعات الجلدية الطبيعية:

صناعة الأحذية والحقائب والمحافظ الجلدية من جلود الأبقار والماعز، المعالجة بطرق طبيعية دون مواد كيميائية ضارة.

النقودير (فرش النوم الجلدي) المصنوع يدويًا، والذي يتميز بجودته العالية وراحته الصحية.

• الصناعات الخشبية التقليدية:

المصنوعات الخشبية من أشجار البيئة السودانية مثل الأبنوس والمهوقني، والتي تستخدم في صناعة الأواني، الأثاث، والديكورات المنزلية.

المسبحات والعصي التقليدية المصنوعة من أخشاب طبيعية ومنحوتة يدوياً بعناية.

 صناعات الفخار والخزف:

صناعة الجرار الفخارية(الأزيار) التي تُستخدم لحفظ المياة بطريقة طبيعية دون الحاجة إلى التبريد الصناعي.

المباخر الفخارية المنحوتة يدويًا، والتي تُستخدم لحرق العطور الطبيعية مثل الصندل واللبان.

• صناعة المنسوجات والملبوسات التقليدية:

صناعة الجلاليب والتوب السوداني من القطن الطبيعي العضوي، الذي يُحاك بأساليب تقليدية تحافظ على جودة الأقمشة وصحتها.

النسيج اليدوي مثل صناعة السجاد والمفارش القطنية والصوفية بطرق يدوية متوارثة.

• صناعة العطور والمستحضرات الطبيعية:

الطيب السوداني والمخمرة والبخور، المصنوعة من الزيوت العطرية الطبيعية المستخلصة من الأعشاب والزهور المحلية.

الكحل الحجري الطبيعي المستخرج من معادن سودانية، والذي يستخدم في مستحضرات التجميل التقليدية.

«أورجانيك سودان» هو ثقافة حياة

إن تبني مفهوم «أورجانيك سودان» في الصناعات الثقافية التقليدية لا يحافظ فقط على الهوية السودانية والتراث الوطني، بل يدعم أيضاً الاستدامة البيئية والاقتصاد المحلي، من خلال تعزيز الصناعات اليدوية الصديقة للبيئة وإبرازها في الأسواق العالمية. 

السودان لا يملك فقط ثروات طبيعية، بل يملك أيضاً إرثاً ثقافياً غنياً يمكن أن يكون جزءاً من ثورته الإنتاجية الخضراء.

لماذا «أورجانيك سودان» هو كلمة السر في مستقبل السودان؟

في عالم يتسابق نحو الغذاء الصحي والاستدامة البيئية يصبح «أورجانيك سودان» أكثر من مجرد مبادرة بل إنه رؤية وطنية شاملة لمستقبل السودان.

هذة المبادرة ليست فقط عن الزراعة والإنتاج الحيواني والتصنيع الغذائي والصناعات الثقافية ، بل هي عن إعادة بناء السودان بعد الحرب، اقتصادياً، اجتماعياً، وبيئياً، من خلال استغلال موارده الطبيعية بالشكل الأمثل تتشكل في :-

1. نهضة اقتصادية قائمة على الإنتاج الحقيقي

تحويل السودان إلى مصدر عالمي للأغذية العضوية سيحقق عائدات ضخمة تدعم الاقتصاد الوطني بعيداً عن الاعتماد على الموارد غير المتجددة.

الزراعة العضوية تفتح أسواقاً جديدة في أوروبا، أمريكا، ودول الخليج، حيث يزداد الطلب على المنتجات العضوية النقية.

2. أمن غذائي وسيادة وطنية

إنتاج غذاء نظيف وصحي للسودانيين يقلل من الاعتماد على الاستيراد،٥ ويضمن أن تكون موائدنا غنية بما تنتجه أيدينا.

دعم الزراعة العضوية يعني حماية مواردنا الطبيعية، مثل التربة والمياه، من التلوث والتدهور.

3. إحياء الريف وتقليل الهجرة إلى المدن

من خلال تحويل كل قرية إلى مركز إنتاج متخصص، يمكن خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية.

التنمية المتوازنة بين الريف والمدينة تعني استقراراً اجتماعياً واقتصادياً أكبر.

4. حماية البيئة واستدامة الموارد

الزراعة العضوية تقلل من استخدام المواد الكيميائية السامة، مما يحمي الأرض والمياة والحياة البرية.

تقنيات مثل التسميد الأخضر، تدوير المخلفات الزراعية، والحفاظ على الغابات تجعل السودان نموذجاً عالمياً في التنمية الخضراء.

5. السودان في قلب الثورة الزراعية العالمية

بامتلاكه مساحات زراعية ضخمة، مياة وفيرة، ومناخ متنوع، يمكن للسودان أن يكون رائداً عالمياً في إنتاج الأغذية العضوية.

العالم يبحث اليوم عن مصادر غذاء نظيفة، و»أورجانيك سودان» يمكن أن يكون العلامة التجارية التي تضع السودان في قلب السوق العالمية.

الوعد والمُنى

إن حركة السودان الأخضر تؤمن انه كما تعود الأرض لتزهر بعد أن تغسلها أمطار الخريف، وكما يعود النيل ليعانق ضفافه بعد طول فراق فإن السودان رغم كل الجراح سينهض من رماده ليكتب فصلاً جديداً من تاريخه.

وإن «أورجانيك سودان» ليس مجرد مبادرة بل هو وعدٌ صادق، كحُبّ المزارع لأرضه، وكحنين الطيور إلى أعشاشها. 

إنه حكاية وطن أخضر حكاية عشقٍ بين الإنسان والأرض، حيث لا حدود للحلم، ولا مستحيل أمام إرادة من أحبّ ترابه وسقاه بعرقه وأمله.

قد تسرقنا الحياة بعيداً لكن الأرض تبقى هناك، تنتظر أن نعود، وتهمس حقولها في شوقها لنا أن نلمسها بأيدينا، أن نزرعها من جديد، أن نصنع من خضرتها أغنية، ومن حصادها فرحاً ومن خيرها مستقبلاً يليق بأطفال السودان، ليكبروا في وطن يطعمهم مما يزرع، ويرويهم من نيله، ويحفظ لهم حقهم في حياة كريمة، تحت سماء لم تعد تمطر حرباً وبؤساً ونزوجاً وتشريدا بل تُمطر خيراً ونماءً وحباً.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *