ملكة الفاضل

ملكة الفاضل

كاتبة وروائية

تقدر مياه النيل

ولا البحر ذاتو 

تهزم خبايا الليل

تكسح مراراتو؟

كتر الوجع بالحيل

اناتو   واهاتو

وحلما على التأويل

صعبت مساراتو

وين ملهم الازميل

كيف أمسى نحاتو

وفجرا جسور ونبيل

ممنوعة شرفاتو

لا هادي يبقى دليل

والليل بظلماتو

حير عواتي الخيل 

صعبت مجاراتو

أعلاه مقطع شعر او قصيدة قصيرة جدا -إن صحت تسميتها-ابت إلا  أن تتخذ مكانها هنا في( البلكونة)بعد أن هبطت على حائطنا فى الفيس بوك البارحة. ربما هو المزاج الذي لم يشأ أن يتغير  لسنين خلت قبل الحرب التعيسة البئيسة التي لا تشبه غيرها من الحروب وهو  الذي جعلني افكر وانا اقرا المقال عن محمد إبراهيم مو الذي اطلق من  خلال مؤسسته في لندن مؤشر الحكم الرشيد في اافريقيا مؤشر إبراهيم مو للحوكمة بأفريقيا”، و”جائزة إبراهيم مو” للقادة الأفارقة الذين يستوفون معايير محدّدة ومضبوطة. لقد ذهبت الجائزة فعلا لاكثر من دولة ليس من بينها السودان. يا للتعاسة .. استطيع ان اتعاطف مع السيد مو الذي لم يسعد حتى الآن بتقديم الجائزة لبلده السودان  ولاي من قادته. 

 ترى بماذا يمكننا أن نفوز لو كانت هناك فرصة لجائزة أخرى؟. اظننا وبعد كل ما لحق بارض المليون ميل ودولة ٥٦ ورديفتها دولة ٨٩ فلا سبيل إلى جائزة إلا  جائزة الصبر. سيشهد العالم كله لصالحنا  ويثني ترشيحنا وسيجد من يهتف قائلا بأننا كملنا الصبر كلو. وسنجد من يجعل النشيد الرائع للشاعر الفذ إدريس جماع  « أمة للمجد والمجد لها» يتحول إلى  ( أمة للصبر والصبر لها).

عفوا إن ساقنا المزاج بعيدا اليوم. 

كنت قد تعودت على المشي عصر كل يوم قبل انطلاق الدانات، من شارعنا الذي جعلت منه الحرب الفتنة منطقة عمليات قضمت من بيوتنا وبيوت جيراننا ومن تلك المباني المميزة في الشارع الذي ياخذك يمينا إلى السوق الشعبي  وإن اتجهت يسارا ستمر بدار المحامين التي اخدت نصيبها من (البل والجغم) كما اخبرتنا الفيديوهات ، وإلى جوارها مباني وزارة الطاقة بالغة الفخامة والرقي ولا أعرف ما فعلت بها الحرب والزمان و قبل أن تواصل السير  تستطيع ان ترى على الجهة المقابلة حديقة (ساحة الحرية) التي عرفت قبل الثورة بالساحة الخضراء ثم مول عفراء االذي شهد كما يبدو  بروفات للحرائق ومحاولات التدمير  قبل الحرب  إذ تعرض للحريق أكثر من مرة . 

لن نعبر الشارع  ونواصل السير بمحاذاة المباني المالوفة حتى نصل إلى مبنى حديث  يميزه  الهدوء والفخامة ونعرف انه مستشفى صغير لعلاج سرطان الثدي ونعرف أيضا أن صاحبة الفكرة ومنفذتها هي زوجة محمد ابراهيم مو .. ولا نملك إلا أن نحي صاحبة الفكرة والمشروع الذي نتمنى ان لا تكون قد امتدت إليه أيادي (البل والجغم) وان يظل كما بدأ أنيقا شامخا يصنع الأمل ويمسح الألم ويجعل الحياة قابلة للتحمل لمن نال منهن  المرض اللعين. 

حتى الآن لا أجد ما يجعلني افهم كيف يحدث ما حدث في الخرطوم وفي دارفور وفي غزة من استهداف للمشافي التي تهب الشفاء والأمل. تساؤلات مبرحة لا يخفف عنها إلا ما نشر قبل يومين في الوسائط عن حقنة جديدة يستخدمها الأطباء  في بريطانيا لعلاج خمسة عشر نوعا من السرطان. خبر إن كان صحيحا فهو يعتبر فتحا جديدا للبشرية رغم كل شيء.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *