أفريقيا ومخطط الموت

95
طارق عبدالله

د. طارق عبدالله

كاتب صحفي

• انفجرت براكين الدم فور دخول اوباش الدعم السريع مدينة الفاشر، فانهمرت شلالات الدماء لتغطي الارض الطاهرة فقد كان المشهد متوقعا” بحسب المعرفة ب(سيكولوجية) عناصر المليشيا و تجذر العنصرية و الوحشية في نفوسهم المريضة، العالم يدرك تمام الإدراك أن الجنجويد أن دخلوا الفاشر سوف يقتلون النساء والأطفال و يدفنون الرجال احياء كما حدث في الجنينة وفي (اردمتا) وفب الجزيرة وغيرها من المناطق التي وطأتها اقدام المرتزقة النتنة، هي حقيقة معروفة تعامل معها المجتمع الدولي باستخفاف و لا مبالاة رغم ادعاء الامم المتحدة و منظماتها صيانة الحقوق وحماية النفوس، ولكن الفاشر أثبتت أن تلك المنظمات تتعامل مع الإنسانية بنظرة سياسية، لذلك لا يمكن فصل المسئولية التقصيرية لتلك المنظمات عن ماحدث بالفاشر ولايمكن نسيان قرار مجلس الأمن قبل عام ونيف يأمر فيه المليشيا بفك حصار المدينة، فكان قراره (حبر على ورق) ..وقف متفرجا على الانتهاكات بقصف المنازل والمستشفيات و يتفرج على (269) هجمة شنها الجنجويد على المدينة قضت فيها على الأنفس و الثمرات ولم يتحرك، بل ظل يقدم الدعم للمزيد من الانتهاكات بغض الطرف عن تلك الممارسات الشنيعة.


• الحقيقة الثابتة أن هناك جماعة إرهابية تنادت من كل دول العالم لتجتمع في السودان، وانها جماعة مدعومة بأموال طائلة من حكومة ابوظبي الغارقة حتى أذنيها في الحرب السودانية بكل مآسيها و انتهاكاتها، ومدعومة سياسيا” من امريكا ومن مجلس الأمن بتعمد تحجيم الجيش السوداني ووقف أداء دوره في حسم التمرد، تلك حقائق يجب تدوينها وتوثيقها والطرق عليها لتعرف الدول المستضعفة حقيقة أجهزة العدالة العالمية وكيف أنها ادوات سياسية في يد الغرب تستخدمها حسب مصالحها و رغابتها والحقيقة، الثابتة أيضا” إن أزمة السودان ستحل عاجلا” ام اجلا” و العظة في طريقة حسمها، فإذا كانت الفكرة الإبقاء على المليشيا ولو في اقل صورها فإنه يعني الإبقاء على الخطر في قلب افريقيا، لان فكرتها ستتمدد في تشاد وافريقيا الوسطى ومالي والنيجر وجنوب السودان.


• افريقيا حاليا” في أزمة حقيقية بسبب ملايين المرتزقة المتواجدين في العديد من الدول في ظل وجود ممول له مقدرات مالية عالية يخصصها في تدمير الدول و زعزعة أمنها وفي وجود رؤساء ضعاف نفوس تشترى ذممهم دون خجل، إذا لم تلتفت الشعوب الأفريقية لتلك المشكلة فإنها ستجد نفسها يوما مثل سكان مدينة الفاشر يذبحوا و يقتلوا و يدفنوا احياء ويبقى علينا تجفيف مصادر الإرهاب بوقف الاستثمارات الإماراتية في افريقيا وعلى الشعوب إجبار حكوماتها بالضغط عليها عن طريق المقاومة السلمية وطرقها المعروفة و تكوين الجيش الافريقي لحماية الحكومات الشرعية ..على الشعوب أن تتحرك والا تتفرج على السودان حتى لا تجد نفسها في ذات المصير ..ويجب تعميم فكرة المقاومة الشعبية في كل الدول الإفريقية لحماية الاوطان فالحرب الحالية لا تمس السودان وحده ، الحالة السودانية جزء من مخطط مترامي الأطراف راس الشيطان فيه بن ذايد ومهما تفادت الدول المواجهة إلا أن المخطط مثل الموت لا يمكن أن تنجو منه.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *