• الواثقون من أنفسهم أكثر الناس هدوءًا ويصمتون كثيرًا، وأكثر ما يُميزهم حُسن الاستماع للآخرين، ولا يتحدثون عن أنفسهم كثيرًا، ولديهم الشجاعة في مدح الآخرين، والقدرة على غض الطرف عن سلبياتهم الصغيرة.
وأجمل ما فيهم أن نفوسهم لا تعرف الحسد ولا الحقد.
أتدرون من أين تعلمت صفات الواثق من نفسه؟
ستتعجبون! تعلمتها من أجدادي وجداتي، فقد كانوا قومًا هادين في حركاتهم وفي حديثهم، صامتين متأملين في ما يدور حولهم، فصمتهم في تلك اللحظات عبادة؛لأنهم يقولون سبحان الله والحمدلله مع كل دقة قلب، يسبحون على قدرة الله، فهم لا يعبدون الله بعقولهم فقط، بل يشعرون بوجوده بإحساسهم.
وأثناء كتاباتي عن الثقة، كنت أتساءل: ولكن من أين اكتسبوا الثقة؟
فإذا بالإجابة تأتي إليّ كالبرق ومضة في عقلي ونوره في قلبي، وأنزلت عليه الطمأنية؛ لأن الإجابة مفاجأة لم أكن أتوقعها وذهلت بها.
وأنا متشوقة لتعرفوا هذه الإجابة، وهي أن هؤلاء الناس هم لم يثقوا بأنفسهم، ولا ينظرون لأنفسهم الصغيرة حتى ينشغلوا بها، بل كانوا ينظرون لله في قلوبهم، كانوا يثقون بالله. ومن هنا أتى سر هدوئهم وصمتهم الإيماني. والإيمان بالله هو السعادة التي يبحث عنها العالم جميعًا. فأخبروهم عن أجدادنا وعن أهلنا رحمة الله عليهم واسعة، وعن مفتاح السعادة الذي يفتحون به قلوبهم ويغلقونها وهم مطمئنين.
المفتاح الحقيقي لهذه الحياة ذكر الله وتوحيده، والصلاة والسلام على نبيه محمد – صلى الله عليه سلم.