أحِبِّيهِ مَجْنُوناً.. (تربت يداكِ وقلبك!)

13
نظرة يسار سارة عبدالمنعم

سارة عبدالمنعم

كاتبة روائية

• أحِبِّيهِ …

دونَ مكانتِه سِوى في قلبِك؛ صُعلوكاً كان، طبيباً، رسَّاماً، كاتباً، عِربيداً.

أحِبِّيهِ …

بمقامِ أفراحِك معه. 

أحِبِّيهِ … لطيفًا إنْ تَقَلَّبَ مِزاجُ هُرمونِ حالاتِك.

هل تَعلَمنَّ ـ أيتها النساء ـ أنَّ نونَ نَحسِكُنَّ أورثَتنا جميعاً كِذبةً تُسمَّى : «الدَّلال» و «التمنُّع» عن بساطةِ الفرحِ والحُب؟

أيُّ عيبٍ أكبرُ من أن نُتَّهَمَ به، حينَ علَّمونا أنَّ الصمودَ وسَجنَ إحساسِنا صِنعة؟ ولم نُدرِكْ أنَّنا بتلك الفِعلة سنضعفُ ذاتَ يومٍ بالاعتراف، أنَّنا تَمَنَّعْنا عن السعادةِ وظللْنا راغبات.

أحِبِّيهِ كثيراً …

ذاك الذي يجعلكِ تَعشَقين جسدَك، تهتمِّين بلونِ نظارتِك الشمسية، تزهو حقيبتُك بلوحِ شوكولاتة، بقِنِّينةِ عطرٍ، بمُرطِّبِ أيادٍ كَريمي، وبألوانٍ من أحمرِ الشفاه ارتصَّت مستقيمةً في عُلبةٍ شفافةِ الملمس، جسدُها بلونِ الماء.

أحِبِّيهِ …

ذاك الذي يوقظُ غيابُه مخاوفَ طفولتِك، حينَ كنتِ تَحسبين الأعوامَ فرحاً بانقضائِها، لعلَّ عاماً مقبلاً يُعيدُ إليكِ أباكِ من بلادِ الغُربةِ القريبة.

أحِبِّيهِ …

مُبدعاً في حبِّك؛ تعيشين معه عمرَ لحظتِك: طفلةً مشاغبة، صبيّةً هادئة، ثلاثينيةً مختالة، أربعينيةً بين نُضجِ التجاربِ وجنونِ المراهقة، خمسينيةً يكسوها صمتُ الوقارِ وعقلٌ أعظمُ من أن يفكِّرَ في كآبةٍ وحزن، وستينيةً تتجدَّدُ فيها مراحلُ العمرِ برجلٍ يراها كلَّ النساء، وكلَّ الحياة، وكلَّ المراحل ..

فمُنذ أن عرَفتْه، وهي امرأةٌ لا تكبُر؛ يمرُّ عليها العمرُ فتزدَهِر به أكثر، تتشبَّث بوجهِه منذ أن كان شعرُه طويلاً، يبتسمُ إليها مُنكِراً قولَها: «كبرنا»، يهزُّ كتفَه ـ العجوزُ إلّا من يدِها فوقَه ـ ضاحكاً بأنَّه لن يُفارِق سنَّ الشبابِ بها.

قلتُها منذ بدايةِ هذا الحرف : «أحِبِّيهِ مجنونًا»..

فالكونُ امتلأ بمَن يظنّون أنَّ نفاقَ المشاعرِ في عُرفِهم المقيت يُسمَّى «رزانةً» و»رِفعةً».

تَبًّا لمَن خدَعنا بأنَّ الحياةَ تُعَدُّ عيبًا!

أحِبِّيهِ …

مجنوناً لا يخجلُ من الحبِّ والحياة. 

أحِبِّيهِ … 

فمَن لم يترُك يديكِ خاويتَين من ترفِ كفِّه بكفِّكِ في دروبِ الحياةِ طمأنينةً وأماناً، ما جزاه إلّا العِشق.

أحِبِّيهِ …

تُربتْ يداكِ وقلبُك!

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *