
عوض الكريم فضل المولى
كاتب صحفي
• امتزجت الثقافة السودانية عبر التاريخ بعدة حضارات وثقافات، لكن من أبرز هذه التأثيرات التي بقيت حية حتى اليوم التأثير التركي على اللغة السودانية. وهنالك بصمة ظاهرة على الحضارة السودانية في شكل المباني وخاصة المساجد، ولبس علماء الدين سابقًا، وتجلّت بوضوح في اللغة العامية السودانية.
ويُعزى هذا التأثير بالأساس إلى فترة الحكم العثماني- التركي للسودان، والتي امتدت قرابة ٦٣ عامًا (من ١٨٢١ إلى ١٨٨٥)، وهي فترة شهد فيها السودان تداخلًا مباشرًا مع الدولة العثمانية من حيث الإدارة، والعسكرية، والمؤسسات، والمجتمع.
ونظرًا لأن الإدارة التركية في السودان كانت ذات طابع عسكري صارم، فإن كثيرًا من الكلمات التركية التي تسللت إلى اللهجة السودانية جاءت من المعجم العسكري، مثل:
حكمدار: قائد
قمندان: عميد وصاغ: رائد
يوزباشي: نقيب
صول: مساعد
أمباشي: رقيب
بيكباشي: كبير الضباط
نفر: جندي
مأمور: ضابط شرطة
عسكر: جندي
جبخانة: خزن الذخيرة
سلحدار: مخزن سلاح
إشلاق أو قشلاق: معسكر
أورطة: وحدة عسكرية صغيرة
طابور: صف جنود
كلباش: قيد
بوط أو بوت: جزمة عسكرية
دبشك: قاعدة البندقية
وكلمة «خانة» التركية تعني «مكان»، وهي لاحقة تُضاف إلى الكلمة لتحديد نوع المكان:
أجزخانة: صيدلية
شفاخانة: مستوصف
سلخانة: مسلخ
أدبخانة: حمّام
عربخانة/ كرخانة: زريبة
صيغة (جي): الصنعة أو الحرفة
الكلمات التي تنتهي بـ «جي» تعني غالبًا الشخص المشتغل بالحرفة أو المهنة:
مكوجي: يكوي الملابس
سمكرجي: الذي يصلح الحديد ويعيده إلى حالته الأولى
قهوجي: صاحب القهوة أو من يقدّم القهوة
عربجي: سائق العربة وتُطلق أيضًا على من يرحلون الأشياء بالحمير
سكرجي: مدمن الخمر
تمرجي: مساعد طبيب أو ممرض في الحي
بلطجي: بلطجي أو شرس
أوانطجي: محتال (من الكلمة التركية avanta التي تعني الكسب غير المشروع).
استخدام «دار» في نهاية الكلمات:
تشير كلمة «دار» إلى البيت أو المكان، وهي لاحقة تُستخدم لتوصيف الشخص بمسؤوليته أو مكانته:
سلحدار: المسؤول عن السلاح
خازندار: أمين الخزينة أو المخزنجي
دفتردار: المسؤول عن الدفاتر
بيرقدار: حامل العلم
علمدار: حامل الراية
حكمدار: صاحب الحكم، ويطلق على مكتب الحكم (الحكمدارية)
سردار: قائد.
الكلمات التركية في مجال الصحة
الكثير من مصطلحات الطب والعلاج في السودانية مأخوذة مباشرة من التركية:
استبالية: المستشفى
حكيمباشي: كبير الأطباء
قومسيون: الكشف الطبي
شفاخانة: مكان الاستشفاء
دوادار: مسؤول الأدوية
أجزخانة: الصيدلية
تمرجي: المساعد الصحي.
كلمات تبدأ أو تنتهي بـ «باش»
«باش» تعني «رأس» أو «رئيس»، وتُستخدم للدلالة على أعلى سلطة في المجال:
باشكاتب، باشمهندس، حكيمباشي، يوزباشي، بكباشي، أمباشي.
المصطلحات المنزلية واليومية
عدد كبير من المفردات المستخدمة في الحياة اليومية لها أصول تركية، ولا يزال السودانيون يستعملونها دون إدراك لجذورها:
أوضة: غرفة
ديوان: غرفة الضيوف
زقاق: ممر ضيق
فرن: مخبز
طابونة: موقد الخبز
طنجرة: مقلاة
صاج: إناء لصنع الكسرة، وأخرى لطهي السمك، وثالثة لصناعة العصيدة أو اللقمة
دُكان: متجر
بدروم: قبو
جزلان: محفظة
كوبري: جسر
كرباج: سوط
كُشك: قصر صغير
بشكير: غطاء أو منشفة
كديس: قطة (من التركية kedis)
عربية: سيارة (araba)
فنار: مصباح
دفتر: كراس
داندورمة: آيس كريم
لستك: إطار العربة
كمر: وسط الجسم أو الحزام (كمر البنطلون)
هانم: سيدة
أسطى: المشرف أو الخبير، وتقال للبناء والمكانيكي وخبير الصناعة بوجه عام
أفندم/ أفندي: لقب احترام، ونطلقه على الأستاذ المربي والموظف المثقف والمتعلم (الأفندية)
قلاش: نوع من الحلوى التي تصنع على شكل رقائق مثل الباسطة
طازة: طازج، ونقولها للخضار حديث الحصاد أو اللحم المذبوح اليوم
عفارم: برافو، أحسنت، وقد تفرد بها الشاعر محجوب شريف والقدال وحميد
كرشليق: جلابية بأزرار
بوش: فارغ – تُستخدم أيضًا في وصف الفتة الخالية من الفول.
الأسماء التركية في السودان
رغم قلّة تداولها اليوم، إلا أن هناك أسماء تركية دخلت المجتمع السوداني، وغالبًا ما تنتهي بـ (ت):
رأفت، نشأت، شوكت، حكمت، ميرفت، عزت، دولت، بهجت.
إن التأثير التركي في اللغة السودانية ليس مجرد مصادفة لغوية، بل هو انعكاس لفترة تاريخية طويلة من التفاعل السياسي والعسكري والاجتماعي من زمن الاستعمار التركي. وقد تسربت آلاف الكلمات من التركية إلى العامية السودانية، لتصبح جزءًا من النسيج اللغوي اليومي، دون أن يشعر معظم الناس بأصولها الأجنبية.
ولعل فهمنا لهذه الكلمات وجذورها يُعيد ربطنا بتاريخ المستعمر، ويُغني معرفتنا بالتحولات الثقافية التي صنعت الشخصية السودانية المتنوعة والثرية. كما أن الأثر المصري والإنجليزي على اللغة أيضًا ظاهر، ولكن هناك جيل يظن أنها من أصولنا وجذورنا السودانية.
وما يجب معرفته أو تذكيره للمثقفين العامة هو الفصل بين تراثنا والاستلاب الثقافي الذي تركه المستعمر الإنجليزي والمصري والتركي، والهجرات الإفريقية والعربية على الأمة السودانية.
شارك المقال