• كشفت دعوى قضائية تفاصيل مروعة عن وفاة مايكل بيرش (69 عاماً) في سجن مقاطعة هيورفانو الريفية بكولورادو، بعد أن تعرض لكسور متعددة في الأضلاع وترك ليموت ببطء دون رعاية طبية لمدة أسبوع كامل.
ففي عام 2023، تعرض بيرش لمواجهة عنيفة مع نائب شرطة داخل الزنزانة، حيث تم استخدام مسدس صاعق ضده وتطور الأمر إلى شجار جسدي.
كشفت نتائج التشريح عن كسور في 6 أضلاع من الجانب الأيمن وانكماش الرئة اليمنى إلى نصف حجمها الطبيعي بسبب الألم الشديد الذي منعه من التنفس.
رغم إصابته الخطيرة، لم يُنقل إلى المستشفى، بل تم نقله إلى زنزانة أخرى حيث تُوفي بعد 7 أيام من المعاناة.
تقرير الطبيب الشرعي صنّف الوفاة على أنها «قتل غير عمدي» ، لكن مكتب المدعي العام هنري سولانو رفع التهم عن الضابط، مستنداً إلى قوانين الدفاع عن النفس.
رفع محامو عائلة بيرش دعوى قضائية فيدرالية ووصفوا الواقعة بأنها «تعذيب بطيء»، مشيرين إلى: «تحوّل تنفس بيرش إلى تعذيب يومي، حيث كانت أضلاعه المكسورة تمزق أعضاءه الداخلية حتى توقفت رئته اليمنى عن العمل».
منظمات حقوق الإنسان، بما فيها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي (ACLU)، وصفت الحادثة بأنها «نمط متكرر للإهمال الطبي القاتل في السجون الأمريكية».
أشارت بيانات رسمية إلى أن 40% من الوفيات في سجون كولورادو بين 2018-2023 كانت بسبب إهمال طبي.
أقامت العائلة وقفة احتجاجية أمام محكمة المقاطعة، مطالبة بـ «محاسبة حقيقية» بعدم تقديم أي مسؤولين للمحاكمة.
السؤال الأكبر الآن: كم عدد «مايكل بيرش» الآخرين الذين لم تصل قصصهم إلى الإعلام؟
يذكر أن هذه هي الدعوى الثانية خلال عامين ضد سجن هيورفانو بسبب وفيات تحت الحراسة.
هذه القضية تتحول إلى معركة أكبر من مجرد تعويضات، بل أصبحت اختباراً لإصلاح نظام السجون الأمريكي برمته.