نص: فاصلٌ مداريٌّ

156
رؤى حسن

رؤى حسن

• هبْ أن قلبي عاصفة، وأنت سور متهالكٌ، يغلبه النُّعاس ولا ينام، هل ستكلِّف نفسَك عناءَ الوقوع، لتنهضَ من جديد؟! ..

في كل مرة ألقاك فيها، يتشعَّبُ نظري كالمَرْجانِ، يلتف العالم حولي لأقيَّده، ثَمَّةَ مسافات طوال تتضاءل وتصغر حتى تصبح قريبة كخطين فاصلين بداخل كفي.

كنتُ أحاول أن أمنعَ العربات من الوقوف، أستغنى عن الطائرات، أمدُّ القطارات بعطلةٍ سرمديةٍ، خطوط السكك الحديدية تنقشع عن الأرض، يصبح هناك خطَّان فاصلين بيدي، وثالث مدارِّي..!

أرصُ المنازلَ متباعدةً على كفي، ثم أجعل قلبينا في غرفةٍ واحدةٍ، أُجنبك وعورة المشي في ذاكرتي، فأبسُطها لكَ بيضاءَ يحييها موطئك، هل يعني ذلك أنها «ميِّتة» …؟! 

لست أذكر آخر قبر لفظَها، وأول كفن لبَّى دعوة الألوان بالبنفسج. إن في الأمر معضلة كبيرة! أنا لا أموتُ مرتين، وكذلك لا أحيا سِوى مرةٍ واحدةٍ. عدا ذلك، مجرد إعادة تدوير وفلترة لشوائبَ عالقة بالذاكرة أو القلب، أو في طرَفٍ خفيٍّ من النُّعاس.

 

شارك النص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *