نادين جورديمر الحاصلة على جائزة نوبل١٩٩١ روائية كتبت عن البشر في محاولة لاكتشاف سر إنساني غامض 

77
نادين
Picture of بقلم: سيف الدين حسن بابكر

بقلم: سيف الدين حسن بابكر

• ولدت الروائية الجنوب أفريقية «نادين جورديمر « بجنوب أفريقيا عام ١٩٢٣م .وتوفت بها فى عام ٢٠٢٤م. وتعود أصول والدها لليتوانيا أما والدتها فهى من أصول بريطانية.

 بدأت نادين الكتابة باكرا فى عمر التاسعة…..وفى الخامسة عشر من عمرها قامت بنشر اول قصة قصيرة لها..كذلك شهد العام  ١٩٤٩ ظهور أول مجموعة قصصية لها بعنوان»وجها لوجه

«Face to face

واعقبتها بواحدة أخرى فى العام ١٩٥٢ تحمل عنوان «فحيح الثعبان الرقيق «.

  أما روايتها المسماة «عالم  الغرباء» فقد نشرت عام ١٩٥٨، وقد أظهرت تلك الرواية التحولات الإجتماعية بجنوب أفريقيا وقدمت تحليلا» لأوضاع الجماعات البيضاء، وكشفت زيف الليبرالية البيضاء ،وعرت سيادة التطرف والنزعات العنصرية.

صدرت لها فى العام ١٩٦٣ رواية بإسم «فرصة للحب» فى زمان كان الافارقة يعيشون فى مستعمرة من الممنوعات،فألعلاقة بين الافريقي والابيض ترتقي لمستوى التجريم ويشمل ذلك فيما يشمل الحب.

مع تفاقم الصراع بين الأفارقة والبيض،وتمدد رقعة العنف الدموى وإزهاق أرواح أصحاب الأرض من الأفارقة، بدا يطفوا إبداع روائى ل

«نادين جورديمر « إنعكس على روايتها المسماة «العالم البرجوازى الاخير « والتى صدرت فى العام ١٩٦٦. وقد أبانت فيها الرومانسية المزيفة للبيض القتلة الافاكين. ولاننسى أن العالم قد شهد فى تلك السنوات زلزالا» ثقافيا قاده الشباب لخلق مجتمع جديد وإنسان جديد وعالم جديد.  ومازلنا نذكر ماوجهته تلك الثورات من إنتقادات سياسية للرأسمالية ،وحلمهم بمجتمع يسوده العقل والحرية وغير قائم على الزيف والنفاق.

تابعت «نادين جورديمر « الصحوة السياسية،فقامت بإصدار رواية: ‘ضيف شرف’ فى العام ١٩٧١ ولم يتوقف إنتاجها عند ذلك فأصدرت رواية ‘المحافظ ‘ فى العام  ١٩٧٤ ثم أعقبتها برواية «أبنة برجر» أو «،روز برجر» كما يطلق  عليها. …الفتاة التى ركلت حياة الدعة والعيش الرغد وتغمصت شخصية والدها المناضل، منافحة عن قضايا شعبها .كان ذلك فى العام ١٩٧٩م.

صدرت لها مجموعة قصصية فى العام ٢٠٠٧م بعنوان: «بيتهوفن كان الأسود السادس عشر «. وقد وضعت» نادين جورديمر « نصب عينيها إيجاد مساحة للأدب بين قبح السياسةوالتفاصيل الدقيقة للحياة الإنسانية. 

إن تلك القصص المنشورة فى تلك المجموعة تتقاسم وعيا عن الكيفية التي تسرب بها الماضى للحاضر بصورة بائنة تظهر باللافكاك منه -أى الماضى الماضى !! مظهرا تجسيدا مدضخما للفردانية عجل 

بزوال نظام الفصل العنصرى الذى جثم على صدر جنوب أفريقيا لقرون من الزمان. الشئ الذى دفع السلطات  العنصرية لمصادرة اهم ماكتبت ونشرت فى مسارها الكتابى وهن ثلاث روايات: «عالم الغرباء «،»العالم البرجوازى الاخير»، و «إبنة برجر»، لما حوته تلك الأعمال من تعرية وفضح لبشاعة أعمال البيض – الافريكان فى جنوب أفريقيا تجاه المواطنين الأفارقة. وكيف  أن تلك التفرقة إنطوت على مفارقات لا إنسانية بشعة مليئة بالمآسى..الشئ الذى أرسلها لمحاكم التفتيش اكثر من مرة بل وصودرت حريتها فى الحركة والتنقل بإبقائها حبيسة منزلها لفترات طويلة.ولم تغادر موطنها غير مرة واحدة فى حياتها.

إستطاعت كتب «نادين جورديمر «إن تعبر الحدود بل وترجمت للعديد من اللغات وكذلك جذبت العديد من أدباء شباب الافريكان الذين راحوا يدافعون بضراوة عن حقوق المواطنين الأفارقة. 

أدت إنتفاضة سويتر عام ١٩٧٦م والتي عبرت عن وعى  الرجل الأسود فى سبعينات القرن الماضي ألى تحول جذرى فى النضال بألإنتقال للكفاح المسلح من أجل إسقاط نظام الفصل العنصرى بعد أن أسقطوا فرضية الكفاح السلمى من اجل إسقاطه. وكان أن إنحازت «نادين جورديمر « لقضية الأفارقة مناصرة لنلسون مانديلا وأعلنت عن ذلك بالصوت العالى قائلة:( إنني بيضاء راديكالية من جنوب افريقيا، وأرجو ألا تدعنى ليبرالية.)

بالرغم من أن «نادين جورديمر» يهودية المعتقد بالميلاد ،إلاانها ظلت تؤمن بحق الشعب الفلسطينى فى أرضه، وقالت فى هذا السياق:-( إنني أؤمن بحق الفلسطينين فى أرضهم ،وأساعد القضية الفلسطينية بكل وسعي، وأدافع عنها بالفعل وليس بالكتابة فقط. )

إن فوزها بجائزة نوبل للآداب فى العام ١٩٩١م لم يأت من فراغ فدفاعها عن حقوق الإنسان الأفريقي، بل وعن الإنسان فى كل مكان وسعيها لإيجاد مساحة للأدب فى السياسة ، كان ذلك ماوقف وراء ترشحها لتلك الجائزة الرفيعة والظفر بها.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *